انتشرت ظاهرة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات بصورة خطيرة في جميع شوارع الإسكندرية . البائعون يقومون ببيعها وترويجها علي ناصيات الشوارع وغالباً ما يكونون أبناء بوابي العمارات حيث يضع كل منهم كرسياً وأمامه ترابيزة يفترش عليها بضاعته التي تحوي أنواعاً من الصواريخ الصيني تتباين أسعارها حسب مدي صوتها. "المساء" التقت بعض الأطفال الذين يبيعون هذه المفرقعات.. يقول محمد مصطفي "11 سنة" في الصف السادس الإبتدائي أبيع الصواريخ في شهر رمضان لما لها من إقبال شديد من جانب أطفال المنطقة واستخدامها ليلاً ونهاراً وتدر ربحاً كثيراً لأنني أكسب في الصاروخ ضعف ثمنه وعن الأنواع التي يبيعها قال: أبيع علبة بها 25 صاروخاً يسمي بازوق ب 15 جنيها والصاروخ الفضائي ب 5 جنيهات والفراشة جنيه واحد "تطير في الهواء وتنفجر" والبمبوني بجنيه "بيفرقع عدة مرات" والصاروخ متعدد الطلقات بجنيه ونصف الجنيه وصاروخ طلقتين جنيه والخرطوشة بجنيه ونصف الجنيه والدبابة 5 جنيهات "صاروخ علي هيئة دبابة تمشي علي الأرض وتنفجر بعد إشعالها". وأضاف محمد عبدالله "12 سنة" في الصف الأول الإعدادي والدي يعمل بواباً وانتهز فرصة بيع الصواريخ في رمضان لأنها عادة يقبل عليها الكثير من الأطفال وذلك لتحويش مبلغ من المال يعينني أيام الدراسة وقال أكسب في اليوم 30 جنيها جراء بيع أنواع عديدة من الصواريخ والبمب والألعاب النارية. يقول ياسر جمال عبدالعال مقيم بمنطقة ميامي ان تجارة الصواريخ والألعاب النارية أصبحت تجارة رائجة لأولاد البوابين في جميع شوارع وميادين الإسكندرية خاصة أنها تلقي إقبالاً غير عادي من أطفال المنطقة الذين يفرحون بإشعال هذه المفرقعات وينفقون أموالاً كثيرة علي شرائها بدون محاسبة من آبائهم وأيضا الغياب الأمني سهل كثيراً في رواج هذه الظاهرة لدرجة ان الصواريخ الصيني أغرقت البلد. يضيف ثروت محمد المذيكي- موظف بمطار النزهة ومقيم بمنطقة سيدي بشر- ان الأطفال يستغلون حالة السكون في الصلاة ويقومون بإلقائها بجوار المصلين ليضحكوا علي رد فعل فجعتهم كذلك يقومون بإلقائها من البلكونات بطريقة عشوائية علي أسطح السيارات والمارة مما يتسبب في هلعهم وانزعاجهم ودلل علي ذلك بحدوث مشاجرة بين سيدة كانت تسير في الشارع وشاب ألقي صاروخاً بجوارها ونهرته فوجه لها ألفاظاً خادشة للحياء وأخذ يشعل الصواريخ ويلقيها خلفها وهي تسير وهذا شكل من أشكال البلطجة المنتشرة في الشوارع هذه الأيام وانعدام النخوة بين الناس وعدم توجيه اللوم لهؤلاء الأطفال من جانب أهاليهم. أشار عماد الصياد- محاسب- إلي ان استهلاك هذه الكميات الضخمة من المفرقعات والألعاب النارية في شهر رمضان بالإضافة إلي الأعياد والمناسبات التي تليه يؤدي إلي استهلاك وإنفاق كميات كبيرة من دخل الأسر التي تعاني أصلاً من ضائقة مالية وبالتالي يؤدي إلي تأثير سلبي علي الاقتصاد الوطني وفي المقابل يجني ثمار تسويق وترويج هذه الألعاب المحفوفة بالمخاطر ضعاف النفوس من التجار الذين ينحصر همهم الأول في تحصيل الربح والحصول علي الأموال دون أدني اهتمام بالاضرار التي قد تخلفها هذه المفرقعات النارية سواء علي مستوي الصحة أو البيئة أو المجتمع أو علي صعيد الاقتصاد الوطني ويجب علي الأسرة ان تعي مخاطر هذه الألعاب وتوجه أطفالها وتبعدهم عن استخدامها مع محاسبتهم علي كيفية إنفاق النقود التي تعطي لهم ومراقبة مشترياتهم. يناشد حسين أحمد السيد "تاجر" ائمة المساجد طرح مخاطر هذه الألعاب في خطب الجمعة وفي عظات صلاة التراويح ومن خلال الندوات التي تعقد بين فترة وأخري نظراً لدور الدين الأسمي في التوجيه لهم من انتشار كافة الظواهر السلبية وأكد علي ضرورة تواجد الشرطة وعدم تركها للشارع واتخاذ إجراءات رادعة وصارمة للقضاء علي هذه الظاهرة من خلال تنفيذ القوانين ومعاقبة الأشخاص وأصحاب المحال التجارية التي تقوم ببيع وترويج هذه الألعاب وكذلك تحذير البائعين من الأطفال الذين يقومون بعرض هذه الألعاب في جميع الشوارع. إيمان محمود- مدرسة ثانوي- استخدام الألعاب النارية انتشر بصورة مبالغ فيها مع بداية رمضان الكريم وأصبحت عادة سيئة عند بعض الأطفال تلحق الأذي بالآخرين وتعكر حياتهم مما يقوض راحة الناس وسكينتهم ويثير الرعب والفوضي في الشوارع والأسواق خاصة في الأماكن المزدحمة كما تؤدي إلي ترهيب الأطفال النائمين الذين يستيقظون علي أصوات هذه المفرقعات مفزوعين. الدكتور عزت فايز- أستاذ طب الأطفال بجامعة الإسكندرية- حذر من استخدام هذه الألعاب لما تصدره من ضوء وحرارة وشرر يعد سبباً رئيسياً للاضرار بالجسم كما ان الرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعينين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر حيث تصاب العين بحروق في الجفن والملتحمة أو دخول أجسام غريبة في العين أو انفصال في الشبكية وقد يؤدي الأمر إلي فقدان كلي للعين كما تعتبر الألعاب النارية من أسباب التلوث الكيميائي والفيزيائي وكلاهما أخطر من الآخر فالرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب تؤدي إلي العديد من الاضرار الجسيمة إضافة إلي التلوث الضوضائي الذي يؤثر علي طبلة الأذن وبالتالي يسبب خللاً وظيفياً في المخ لمدة شهرين. ويتساءل عمر شفيق- مقاول- من المسئول عن دخول هذا الكم من المفرقعات داخل البلاد ومن سمح للتجار بسهولة جلبها من الخارج وترويجها حتي أصبحت تجارة رائجة للأطفال؟