لن ينقطع رجائي.. سأظل علي تواصل مع نافذتكم حتي يتحقق حلمي في اقامة مشروع "يكون صمام أمان" لمستقبل اولادي الشباب واختهم الصغري. ولعلك تتذكريني انا "عبده" الكفيف الذي تناولتي قصته في 19 مارس الماضي عبر حديث هاتفي استغرق ما يزيد علي الساعة واستدعيت خلاله كثيراً من المواقف التي مرت بحياتي إلي ما صرت عليه الآن.. وفي الحقيقة انني لا اريد ان اكون طماعاً وافوز بمساحة اخري من النشر لكنها الحاجة التي تجعلني اكثر الحاحاً ورجاءً في ان الله لن يخذلني وسيكلل مسعاي بكل خير. لقد علمتني الشدائد كما حدثتك في مكالمتي السابقة أنه من يتق الله لابد ان يجعل له مخرجاً لذلك حينما نزلت بي مصيبة فقد البصر وانا في سنوات الصبا الاولي اثناء دفاعي عن مال صاحب المطعم الذي التحقت بالعمل فيه لاشارك ابي مسئولية الانفاق علي امي واخوتي.. حينما نزلت بي هذه المصيبة احسنت الظن بالله وقلت في نفسي وما جزاء الاحسان الا الاحسان لقد عوضني الله عن ضياع بصري ليس فقط بذاكرة حديدية او بطاقة جبارة في التمسك بحقوقي انما بأم رائعة كانت الاقدر علي احتوائي بعد ذهاب بصري ليس لانها مثل اي ام تملك قلباً حنوناً عطوفاً انما لانها تمرست علي هذا الابتلاء فهي لم تر النور في حياتها ولاتعرفه حيث ولدت كفيفة!! ومازلت اتذكر كلامها وهي تشحني بطاقات الامل والثبات التي جعلتني انظر للدنيا من منظور مختلف تماماً عما كنت عليه وانا مبصر.. مازلت اتذكر تلك القدرة الفائقة التي مكنتني من استعادة وظيفتي بعد محاولات سرقتها مني بدعوي انني كفيف.. تلك الوظيفة التي اعانتني علي اكمال نصف ديني لاصبح زوجاً واباً لثلاثة ابناء الذين سعيت لتعليمهم قدر استطاعتي حتي صاروا جميعاً من حملة الدبلومات وبدلاً من ان يجدوا الوظيفة المناسبة اصطدموا بالواقع الصعب الذي يضيع معه اي شعور بالاستقرار ولو كان الامر بيدي ما تركت اولادي في هذه الحيرة ولن اقول اليأس.. فابنائي مثلي لايعرفون اليأس لكن العين بصيرة.. ومعاشي من الحكومة لايكفي لاحتياجات اسرة من خمسة افراد بخلاف المولودة الجديدة التي رزقني الله بها علي كبر ومازال مشواري معها طويلاً. وكما اشرت في رسالتي السابقة.. انني من سكان منطقة المقطم وكم فكرت في اقامة مشروع تجاري يجمعني بأولادي ويعوضهم عن التعيين والوظيفة ولم اجد افضل من مشروع مكتبة مدرسية.. وسعيت مراراً لدي محافظة القاهرة لمنحي المحل المناسب باقساط تتناسب مع قدراتي لكنني فشلت.. فشلاً لم يزدني سوي اصرار علي مواصلة السعي حتي يتحقق الحلم وينعم اولادي بالاستقرار.. فهل يصل صوتي هذه المرة للمسئولين..؟ عبدالقادر عبدالتواب محمد- المقطم * المحررة: هذه النافذة وغيرها من الابواب الانسانية هي ملك للقارئ وله حق اصيل فيها.. وبالتالي لا داعي للشعور بأي حرج حين تطالبنا باعادة طرح مشكلتك طالما انها لاتزال قائمة ومضي علي نشرها بعض الوقت. وبالرغم من اسفي لعدم تجاوب المسئولين معك حتي الآن.. الا انني سعيدة لانني اعيد علي قراء النافذة نشر قصتك وما اشتملت عليه هذه المرة من تفاصيل جديدة لعل ابرزها ما اشرت اليه بأن والدتك كانت هي الاخري كفيفة مما هون عليك مرارة ما كابدته حين فقدت نور عينيك فضلاً عما غرسته فيك انت واشقائك من ضرورة الرضا بما يقسمه الله لنا وما علينا سوي السعي.. وامثالك يا ساكن المقطم الكريم يستحق كل الدعم والمساندة فإن من المسئولين بديوان عام المحافظة.. وان تعذر يبقي الامل معقوداً علي اهل الخير في مساندتك في اقساط هذا المشروع الذي تنشد معه الاستقرار لاولادك الذكور.. والمستقبل لشقيقتهم الصغيرة ذات العامين. * صحح لغتك: لاتقل رجلاً كفيفاً.. إنما رجل مكفوف.