اختلفت القنوات الفضائية في تغطيتها للانتخابات الرئاسية. حيث قدمت كل قناة محتواها الاخباري وفقاً لنظرياتها وسياستها التي تؤمن بها. فقام إجداها بحشد المواطنين للجان. والأخري عملت علي ترهيب الشعب من النزول. "المساء" تفتح الملف لمعرفة هل استطاعت القنوات الفضائية أن تعبر عن الانتخابات بمهنية وحيادية أم فقدتهما؟ وهل حشدها للمواطنين لنزول للانتخابات والتصويت ظهر ذلك بشكل إيجابي علي أرض الواقع أم قابله الجمهور بنتيجة عكسية مخالفة لكل التوقعات؟! الفنانون هيستيريا النصب أصابت الشاشات.. فساد النمط التقليدي أكد الفنانون أن الصورة الإعلامية الحالية عبارة عن " سمك لبن تمر هندي" وطابلوا بتشريعات منظمة. * قال المخرج مجدي أحمد علي "عانت بعض الفضائيات من "الهيستريا" المبالغ فيها من نسب التصويت. وتوقعاتهم العالية بكثافة مشاركة المصريين. أضاف "بهذه الهيستريا التي كانت فيها الفضائيات جعلت الجمهور "مطمن" من النتيجة حيث اعتبرها محسومة. وللاسف نحن المصريين لا نعمل إلا تحت ضغط ولا نكون في أفضل حالالتنا إلا ونحن مرعوبين. أشار مجدي إلي إننا نحتاج إلي وقت طويل لنتعلم الديمقراطية الصحيحة. والتي تعتمد علي قيام كل فرد بدوره بعيداً عن وسائل الاعلام وما تبثه لنا من اراء وتوجهات. * اتفقت معه الفنانة اثار الحكيم وأرجعت عزوف الناخبين عن المشاركة إلي الثقة الزائدة التي صدرتها وسائل الاعلام في جميع قنواتها باكتساح وفوز أحد المرشحين علي الآخر. * بينما أكد الفنان عزت العلايلي عن تفاؤله بمستوي الانتخابات ومدي المشاركة الايجابية والفعالة من الشعب المصري وقال "رأيت بنفسي المشاركة الكبيرة للمصريين في لجان الانتخابات وهذا يرجع للتغطية الاعلامية المميزة التي قامت بها أغلب القنوات الفضائية. أضاف "بالرغم من أنه يوجد بعض القنوات الهدامة والمتسرعة والمتشائمة إلا إنه يوجد عدد كبير من القنوات المتفائلة التي بثت في روح المواطن التشجيع والنزول والمشاركة. * الفنانة هالة صدقي وقالت "أياً كان دور الفضائيات لا نستطيع أن ننكر المشاركة الايجابية للمصريين هذا العام. وفرحتهم الكبيرة بالجو العام. * قالت فردوس عبدالحميد: إن مهزلة الاعلام في أيام الانتخابات الثلاث نتيجة طبيعية لعدم وحدة الاعلام المصري. فكل محطة تعمل لحسابها ووفقا لما يناسب أهواءها ومصالحها. ورغم ايماني الكامل بضرورة وجود حرية للاعلام دون قيود أو عقبات إلا انه لابد من التنظيم خاصة في الايام التي تشهد احداثا قومية كالانتخابات وغيرها. اضافت ان الاعلام اثار بلبلة كبيرة بالشارع اصابت الجميع بخيبة الامل رغم ان الحقيقة كانت علي غير ذلك فانا قمت بالتصويت في لجنتي بكل نظام وكانت مليئة بالمصوتين لكنهم لا يأخذون وقتا طويلا والجميع كان يعرف رقم لجنته ورقمة بالكشف الانتخابي وهذا سهل كثيرا علي الجميع وجعل هناك سيولة ويسر في عملية التصويت وبالتالي اختفت الطوابير. وهذا ما لم يحاول الاعلام تفسيره. اضافة إلي زيادة اللجان الانتخابية في جميع انحاء الجمهورية. وطالبت بضرورة وجود ضوابط وتشريعات وميثاق شرف اعلامي اكثر الزاما للقنوات التليفزيونية خاصة الفضائية منها حتي يظهر الاعلام بشكل مشرف ومستوي وجيد يليق بالمرحلة المقبلة. * المخرج محمد فاضل قال: اعتقد ان الاعلام وقع في فخ التهويل والترويج لشائعات الاخوان وقناة الجزيرة بضعف الاقبال. والحقيقة انا لا اريد ان اظلم الاعلام فكما ان أحد سلبياته بث معلومات غير دقيقة والحديث عن "اقبال ضعيف" في الوقت الذي كانت فيه الكاميرات ترصد اقبالا زائدا في العديد من اللجان. كانت له العديد من الايجابيات ابرزها اظهار مشاركة المرأة الواضحة وبث صورة حيه من داخل اللجان. اشار فاضل إلي ان الاعلام الصحفي وبعض كاميرات الاعلام المرئي استطاعت تصحيح الصورة والرد بقوة علي اقاويل عدم مشاركة فئات بعينها في الانتخابات خاصة الشباب الذين رأينا صورا متعددة لهم في كافة المحافظات. * الكاتب مجدي صابر قال: للاسف اعلام الانتخابات كان "سمك لبن تمر هندي" كل مذيع امامه ميكروفون نصب نفسه متحدثا باسم الشعب والمرشحين واللجنة العليا للانتخابات. الكل يفتي ويغني علي ليلاه. دون مراعاة لحقوق الوطن والمواطن. في اليوم الاول النواح والبكاء علي التصويت الضعيف رغم ان هذا ليس صحيحا علي الاطلاق. وفي اليوم الثاني انتقاد وتقطيع في المسئولين واعضاء اللجنة العليا للانتخابات وكأن المذيع هو الحاكم بأمره الامر الذي اصاب المشاهد بالاحباط والاكتئاب والخلل في الوقت نفسه. .والمذيعون: غياب الالتزام بالمهنية.. ترك أثراً سلبياً في نفوس المشاهدين قال المذيعون إن غياب الالتزام بالمهنية ترك أثراً سلبياً في نفوس المشاهدين. الإعلامي حمدي الكنيسي: الفضائيات الرسمية والخاصة كثفت جهودها مع بدء الحملات الإعلامية عن الانتخابات الرئاسية وأعتقد أنها نجحت بصورة أو بأخري في حشد الجماهير وراء أهمية التصويت وإن كانت في أيام التصويت الثلاثة لم تكثف من جهودها لدفع الجماهير للحضور. أضاف الكنيسي: بعض القنوات أثناء الحملات الانتخابية لم تلتزم بالمهنية وتحركت بشكل واضح لهذا المرشح أو ذاك. قال: القنوات التليفزيونية والإذاعات الرسمية كانت أقرب إلي الالتزام بالمعايير المطلوبة لتحقيق المهنية بأفضل صورها وبهذه المناسبة لابد أن نذكر أن لجنة المتابعة والرصد والتقويم والتي تم تشكيلها منذ أول أيام الحملات الإعلامية ساهمت بدور هام في إعادة التوازن لبعض القنوات التي كانت قد سقطت في الانحياز لمرشح دون آخر وأعتقد أن هذا الدور الذي لعبته اللجنة سيترك أثره الإيجابي حتي في الانتخابات البرلمانية المقبلة. الإعلامي جمال الشاعر: وجدت علي شاشة الفضائيات الجهد الرائع في الشحن والحشد ولكن لم يوازيه جهد في الاقناع والخطأ الاستراتيجي الذي وقع فيه بعض الزملاء في الإعلام أنهم راهنوا علي الحشد ولم يراهنوا علي الاقناع والنتيجة أن أغلب الناس تصورت أن المشير السيسي ناجح بجانب أغنية "بشرة خير" التي كانت خدعة عند الناس بأن السيسي ناجح واستعجال الفرح يعني مفيش مجهود. المذيع التليفزيوني جلال عوارة بقناة "إكسترا CBC": كان هناك ارتباك في السياسة التحريرية للقنوات عامة والمشهد العام أثناء وقبل وبعد العملية الانتخابية كان مرتبكاً وترك للاجتهاد الشخصي والمذيعين ومقدمي البرامج ولا توجد رؤية واحدة في الموضوع. أضاف جلال عوارة: البعض تجاوز حدود النقد إلي الاساءة والمطلوب هو حشد الناس للمشاركة وإفهامهم للمشاركة الانتخابية للناخب المصري. أكد الإعلامي سيد علي أن الإعلام "اساء" للعملية الانتخابية في مصر. وذلك من خلال مراهقة بعض الإعلاميين وسرادق العزاء الذي أقامه البعض الآخر. واتفقت معه الإعلامية شافكي المنيري علي أن الإعلام استطاع أن يصل بالجمهور إلي حالات "الفوبيا" بأن التصويت ضعيف والإقبال دون المستوي. قالت المنيري "يجب أن نتخلص من أزمة "آخر لحظة" التي نعاني منها في كل مرحلة نمر بها" فكيف اللجنة العليا للانتخابات التي استمرت شهوراً في وضع قوانين للانتخابات أن تنظم أحوالها وتعيد قوانينها علي الهواء مباشرة. تمنت شافكي أن يتطور الأمر مع الانتخابات البرلمانية وحرص جميع القنوات والإعلاميين علي نقل الواقع الموجود بطريقة مختلفة وليس الاعتماد علي مشاهد الرقص والفرحة فقط لدي الشعب. قالت الإعلامية هالة فهمي هذه الانتخابات أكبر دليل علي أن الشعب انتصر علي الإعلام الفاسد. الذي يعمل علي توجيه المواطن لما يريد. ولكن الشعب المصري لن يقوده أحد. أضافت للأسف الإعلام المصري فقد المصداقية والمهنية المطلوبة. والشعب المصري "ذكي" وأصبح لديه وعي وفكر وإدراك لما حوله. اعترفت الإعلامية دينا فاروق المذيعة بقناة الحياة الفضائية بأن الإعلام أخطأ في تغطيته لانتخابات الرئاسة خاصة خلال اليوم الأول وقالت: بالفعل وقعت معظم إن لم يكن كل القنوات الفضائية في خطأ كبير ساعد علي تصدير صورة خاطئة ومغايرة تماماً للحقيقة. المذيعة مني بارومة قناة العروبة: أري أن إعلام الدولة الرسمي لابد وأن يكون علي الحياد خاصة أن أحد المرشحين ينتمي إلي مؤسسات الدولة. أما الإعلام الخاص ففي كل دول العالم لا توجد أي قوانين تلزمه بالحياد.