أصدر مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان تقريرا موسعا يتناول فيه التعامل الإعلامي للصحف والمواقع الاخبارية والقنوات الفضائية لسير العملية الانتخابية فى مرحلتها الاولى، حيث قال إن عددا من الجرائد اليومية خرقت وانحرفت عن قانون العملية الانتخابية. ومن أبرز هذه الوسائل جريدة الأهرام و التحرير اللاتى نشرن إعلانات للاحزاب المشاركة فى الانتخابات قبل بدء التصويت ب 24 ساعة فقط علما و ان القانون ينص على وقف الدعاية الانتخابية قبل الانتخابات بيومين كاملين .
وأشار التقرير إلى أن بعض الجرائد قامت بإجراء حوارات مع زعماء الأحزاب المشاركة فى الانتخابات أيضا حول برامج الأحزاب ونوعية الدعاية التى يقومون بها و توقعات المشاركة و ذلك كله يعد مخالفا لقانون الانتخابات الشريعية كما نص عليها القانون التشريعى . و أن أبرز الجرائد التى خالفت القانون هى الأهرام والتحرير والوفد وجريدة الحرية والعدالة الناطقة باسم حزب الحرية والعدالة وقناة المصرى.
وأكد التقرير أن القنوات والجرائد التى راعت القانون و لم تخترقه هى القنوات الدينية وعلى رأسهم قناة الرحمة و الناس، حيث قامو فى فترة وقف الدعاية بالتوقف عن إذاعة نشيد حزب النور السلفى وتوقف المذيعين بالقنوات الدينية عن الدعاية عن المرشحين الاسلاميين، الأمر الذى تم خرقه بشكل غير مباشر من خلال اهتمام المذيعين فى هذة الفترة بحث المشاهدين على المشاركة فى الانتخابات كى "لا يتركو الساحة لليساريين والليبراليين والفاسديين وأن يعطو أصواتهم فقط لمن يطبق شرع الله".
و من ضمن الانتهاكات التى رصدتها التقرير هى استطلاعات الرأى التى أجرتها بعض الجرائد و القنوات الفضائية "من تنتخب؟ " ، و التى اعتبرها التقرير إنحراف مهنى و قانونى خاصة وأنه لا يجوز لأى وسيلة إعلامية ان تسأل الناخب من سينتخب، لأن ذلك يعد توجيه بشكل غير مباشر، و من ضمن الانتهاكات التى قامت بها ايضا بعض الصحف و الجرائد هو الاعلان عن نتائج الفرز غير النهائية صبيحة يوم الانتخابات بما يعد توجيه للناخب أيضا والجرائد التى قامت بذلك هى الحرية والعدالة وجريدة الوفد وكذلك قناة الحياة.
و فيما يتعلق بالهجوم على فصيل على حساب الآخر، قال التقرير إن جريدة المصرى اليوم أكثر الجرائد التى انتقدت و هاجمت التيارات الاسلامية، حيث قمات بمهاجة جماعة الاخوان المسلمين بشكل واضح باستخدامها مانشيت " اتهام للاخوان باستخدام الدين و التزوير .. و الحرية والعدالة : لا يوجد دليل ". و رصد التقرير هجوم المصرى اليوم على التيارات الاسلامية و جماعة الاخوان المسلمين بعرضها عناوين الأخبار المنشورة على صفحاتها و التى كانت " الحرية والعدالة يهاجم الأقباط والنور ينشر صو مفبركة للكتلة .. اتهامات للحرية والعدالة بتسويد البطاقات .. الاخوان يحشدون أنصارهم بالسيارات".
و فيما بتعلق بالبعد الطائفى، قال التقرير إن بعض وسائل الاعلام استحضرت البعد الطائفى بقوة فى تغطيتها للعملية الانتخابية، وأن الاعلام هو المسئول الأول عن أى مصادمات او مشاحنات طائفية قد حدثت اثناء العملية الانتخابية، حيث تناولو فكرة المواجهة بين الاسلاميين و الكنيسة و التيارات الاسلامية فى مقابل حشد الكنيسة ودعمها لتحالف الكتلة المصرية، وخوف المسيحيين من صعود الاسلاميين للحكم فى مصر وما سيشكله من خطورة عليهم، و فى ذلك قامت جريدة الدستور بنشر أخبار بعنوان " تصريحات الانبا موسى .. حوار مع القس فيلوباتير جميل .. خبر عن مشاركة الانتخابات وحرص البابا على التصويت بتوكيل رسمى " . و فيما يتعلق بموقف وسائل الاعلام من الجهات الرسمية، اعتبرت وسائل الاعلام الرسمية المملوكة للدولة أن الانتخابات نجاح للجيش و ان الجيش نجح فى تأمين الانتخابات وأنها فرصة لوضع الاستقرار فى مصر. وعادت الأهرام لمدح و تمجيد السلطة و تصوير الامر على انه خالى من الانتهاكات و الانحرافات، حيث جاءت العناوين بالجريدة على النحول التالى " نجاح كامل لخطة التأمين .. اختفاء البلطجية .. المشير يتفقد اللجان .. طائرات عسكرية لنقل القضاة "، و فيما يتعلق قناة النيل الفضائية التابعة للدولة فقد قامت القناة بإعادة بث خطاب المشير و نجاحات الشرطة .