تسبب غموض اتفاق الرياض الذي تم توقيعه بين دول مجلس التعاون الخليجي لإنهاء الأزمة الناشئة بين كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين من جهة وقطر من جهة أخري في إثارة تكهنات كثيرة حول مضمون هذا الاتفاق وجدواه وهل سيؤدي في النهاية إلي توافق بين الطرفين وبالتالي عودة سفراء الدول الثلاث الي الدوحة تتويجا لهذا التوافق؟ أم لا؟! البيان الذي صدر عن اجتماع الرياض تضمن كلاما عاما عن العلاقات الخاصة بين دول الخليج وضرورة الاتفاق علي سياسات موحدة باعتبار أن قوة مجلس التعاون تنطلق من تماسك الدول الأعضاء فيه ولكنه لم يتطرق الي الموضوعات التي تم التباحث حولها والنقاط التي تم الاتفاق عليها.. وكل ما فهم منه أن دولة الكويت قامت بجهد ملموس للتوفيق بين الدول الثلاث من جهة وقطر من جهة أخري. هذا الغموض الذي أحاط بالاتفاق تسبب في حرب اعلامية وتصريحات متنافرة.. قطر ومعها جماعة الإخوان تنفي أنها التزمت بأي شيء يخص الإضرار بالإخوان أو وضعهم فيها. وأنهم لن يرحلوا عنها الي أي بلد آخر ولن يمنعوا من الظهور في وسائل الإعلام وخاصة قناة الجزيرة وأن الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لن يترك الدوحة إلي تونس كما أذيع أو أشيع.. وأن قطر لن تغير سياستها تجاه مصر والدليل أن قناة الجزيرة مازالت علي عهدها في مهاجمة النظام المصري ووصف ثورة 30 يونيو بالانقلاب.. بل إن قطر تنفي تماما أن اجتماع الرياض تتطرق بشكل مباشر أو غير مباشر لمواقفها العدائية تجاه مصر. وقيل ان الاجتماع ربما تبلور عن ترحيل السعوديين والإماراتيين المنتمين الي جماعة الإخوان والموجودين في قطر إلي بلد آخر ربما تكون تركيا أو السودان أو تونس أو بريطانيا.. وهذا أقصي ما توصل اليه الاجتماع. هذا ما أكدت عليه مصادر قطرية وإماراتية وإخوانية.. ومن القيادات الإخوانية التي قالت إن قطر لم تغير موقفها منهم ايهاب شيحة رئيس حزب الأصالة وقطب العربي القيادي بحزب الحرية والعدالة والدكتور جمال عبدالستار القيادي بالجماعة. وقطع صالح بن عفصان الكواري رئيس تحرير صحيفة "الراية" القطرية الشك باليقين عندما أكد أن قطر مستمرة في رعاية جماعة الإخوان وقياداتها في كل مكان من أرض المعمورة.. مضيفا أن ملف مصر لم يفتح اطلاقا في اجتماع الرياض. في نفس الوقت نفت مصادر إماراتية أن قطر ستخفف من حدة التغطية الأخبارية التي تقوم بها قناة الجزيرة للاحداث داخل مصر. وكان هذا الاجتماع وما أسفر عنه من اتفاق غامض فرصة لتدلي الناشطة اليمنية توكل كرمان بدلوها في الهجوم علي مصر. وقالت إن إخوان مصر موجودون في السجون ولا حاجة لديهم للذهاب إلي الدوحة بل إلي الميادين لخوض تفاصيل النضال!! هذه الأنباء والآراء تأتي علي عكس ما ذكرته صحيفة "العرب اللندنية" من أن قطر ستلتزم بطرد الإخوان من الدوحة ووقف دعمهم في الخارج.. وأيضا ما ذكره عبدالباري عطوان رئيس تحرير "رأي اليوم اللندنية" بأن قبول قطر للشروط الواردة باتفاق الرياض يعد تراجعا عن مواقفها الداعمة للإخوان. وبعد هذا التناقض الشديد بين تنازلات قطر أو عدم تراجعها عن مواقفها لايبقي سوي أن ننتظر ما تسفر عنه الأيام القادمة من اجراءات.. فإما أن يكون هناك تراجع قطري ويعود سفراء دول الخليج الثلاث الي الدوحة.. وإما أن تتفلت قطر من أي اتفاق وبذلك نعود الي نقطة الصفر ويظل الموقف متأزما مما يعرض مجلس التعاون الخليجي الي انتكاسة شديدة تؤثر علي كيانه.. والرأي الثاني هو الأرجح لأن قرار قطر ليس في يدها. أما فيما يتعلق بمصر.. فمصر لاتهتز فيها شعرة واحدة للألاعيب التي تقوم بها قطر.. ومهما آوت من جماعة الإخوان ومهما أنفقت من أموال طائلة علي أي نشاطات اجرامية يقوم بها الارهابيون في مصر. فإن القاهرة قادرة علي هضم كل هذه المؤامرات ورد هذه التفاهات الي صدور أصحابها ويكفي أن قناة الجزيرة التي كانت محل فخر قطر أصبحت قناة تافهة في نظر الغالبية العظمي من أبناء الوطن العربي وفقدت مصداقيتها وبالتالي فقدت 95 في المائة من نسبة مشاهديها!! قطر تشبه البالونة المنتفخة فإما أن تنفجر من تلقاء نفسها نتيجة لضغط الهواء بداخلها. وإما أن "يشكها أحد بدبوس" فتتحول الي قطع متناثرة!! قطر تشبه صبيا غِراَّ يحاول أن يقلد الفرسان فيركب حصانا جامحا فيقذفه الحصان من فوق صهوته ويطرحه أرضا فتنكسر رقبته.