إذا قرأت الصحف الغربية فستجد أنها جميعاً وبدون استثناء تلقي مسئولية ما جري من أحداث في إمبابة علي السلفيين وحدهم. وهذه الصحف تقول أو تدعي أن السلطات في مصر لا تحاول مقاومة السلفيين الذين لم يظهروا في عهد الرئيس السابق وإنما ظهروا علي الساحة السياسية في مصر بعد رحيله.. وسيقول السلفيون إن هذه حملة مدبرة ضدهم. ولكن الصحف الغربية لا تهتم بقيام حملة ضد السلفيين فهم لا يعنونها في كثير أو قليل. وإنما تنقل هذه الصحف عن مصادر مسئولة وكلها أجنبية في مصر.. ومن هنا إذا أراد السلفيون تحسين صورتهم في العالم وأن يردوا علي ما يقال من أنهم مسلمون متطرفون غير معتدلين بعكس الإخوان المسلمين كما تقول مصادر صحف الغرب فعلي السلفيين أن يطهروا صفوفهم من المتطرفين الذين يحاربون الأقباط ويضطهدونهم. وإذا فعل السلفيون ذلك فمن المؤكد أن صورتهم ستتحسن كثيراً في الغرب وفي مصر ايضاً.. والنقطة الثانية هي أن السلفيين يجب أن يقاوموا التطرف الإسلامي بصفة عامة وأن يغيروا فهمهم وسياستهم في هدم الأضرحة وأن يثبتوا الإسلام المعتدل.. وهذا ليس زمن التطرف الإسلامي أو زمن التطرف المدني بصفة عامة. وإذا اعتدل السلفيون فإن العالم سيغير نظرته إليهم. ولن يقول العالم إن السلفيين مسلمون متطرفون.. وفي ظل الاقتناع بأن مصر يسكنها مسلمون وأقباط وأنها يجب أن تتسع للجميع فإن التطرف الإسلامي والمسيحي علي السواء يمثل خطورة علي هذا المجتمع المصري الذي تميز علي امتداد التاريخ بأنه بلد يتسع للمسلمين والمسيحيين معاً ويمكن أن يمقتهم جميعاً. ولكن السلفيون ظهروا أمام العالم وكأنهم جبهة مختلفة تماماً وأنها كانت جبهة مختفية في عهد مبارك وظهرت عندما اختفي القمع الأمني. ويجب أن يبين السلفيون للعالم أنهم يمكن أن يعيشوا في مجتمع مفتوح بلا إرهاب أمني وأنهم يستطيعون أن ينشروا السماح الإسلامي بروح حلوة متعاونة تتسع للأقباط والمسلمين المعتدلين معاً!!