أبدت أمريكا اندهاشها واعتراضها علي حكم القضاء المصري بإعدام 528 متهماً من قيادات الإخوان في قضية حرق وتدمير أقسام الشرطة والكنائس. وقتل وترويع الآمنين وتكدير السلم العام. وطالبت مصر بإعادة النظر في ذلك الحكم!! إلي هنا والأمر يبدو وكأنه حالة إنسانية انتابت أمريكا التي تنحاز إلي جماعة الإخوان. وتصف الحكم من وجهة نظرها بالوحشية المفرطة!! لكن ماذا عن أمريكا التاريخ الأسود والعقيدة الفاسدة؟! التاريخ لا ينسي أن أمريكا التي تتسول الدموع وتتوسلها للبكاء علي الإخوان كانت ولا تزال الدولة الأشد دموية وعدوانية عبر التاريخ الإنساني كله. منذ أن بدأت تتشكل وحتي الآن. أو منذ إبادة الهنود الحمر إلي العدوان علي العراق. فأمريكا هي رائدة عمليات الإبادة والتطهير في التاريخ. وتلك العمليات ليست مستحدثة في الفعل الإجرامي الأمريكي. بل هي أمر أصيل فيه. فقد قامت واستمرت وتطور جسدها العلمي والاقتصادي والتكنولوجي والعسكري علي جثث من قتلوا في جرائم الإبادة والتطهير. فلم تكن تلك الجرائم لمجرد إبادة الشعوب فقط. وإنما كانت لنهب واستنزاف ثرواتها. ورحلة التطهير والإبادة تظهر أن كل ابتكار علمي وتكنولوجي جديد عبر التاريخ العلمي كانت أمريكا هي أول المستخدمين له ضد البشرية. فهي أول من استخدمت سلاح الإبادة النووي الشامل ضد البشر في هيروشيما ونجازاكي. وهي أيضاً أول من استخدمت الأسلحة البيولوجية ضد الهنود الحمر!! الإحصاءات والأرقام تقول إن أمريكا التي قامت علي الدماء وبنيت علي جماجم البشر. وتتباكي الآن علي حكم بإعدام 528 فرداً أشاعوا الإرهاب في الدولة المصرية هي صاحبة الأرقام القياسية في قتل البشر وإبادتهم. فقد أبادت حوالي 112 مليون إنسان علي مدار تاريخها القصير جداً. منهم 5.18 مليون هندي أحمر ينتمون إلي أكثر من 400 أمة وشعب. فقد خاضت ضدهم 93 حرباً جرثومية شاملة. استخدمت فيها فيروسات وميكروبات الجدري والتيفود والكوليرا والأنفلونزا وغيرها. ومن العجب أن تصف أمريكا هذه الإبادات بأنها أضرار هامشية لنشر الحضارة!! لقد تم تهميش الهنود الحمر في بلادهم. والتهميش هو الأرضية والعقيدة الفكرية لقادة وأبطال ورموز الحضار الأمريكية. والرجل الأبيض مارس كل أنواع الجرائم وأبشعها في التاريخ وباستمتاع لقناعته العنصرية بما يسمي ب "الثوابت الخمس" وهي عقيدة الاختيار الإلهي. للتفوق العرقي والثقافي. الدور الخلاصي للعالم. قدرية التوسع اللانهائي. وحق التضحية. ويكاد البحث ألا يجد بقعة من بقاع الأرض لم تتعرض لاعتداء أمريكا أو تدخل منها لصناعة سلطة موالية. أو حتي اغتيال لأحد عملائها الذين انتهت أدوارهم وهم نفس الطغاة الذين تدفع بهم لاغتصاب شعوبهم. والتاريخ الإجرامي لأمريكا حافل بمثل تلك الانتهاكات. فخاضت في أمريكا اللاتينية منذ عام 1890 ما يزيد علي الثمانين حرباً. سواء بالاحتلال المباشر أو لمساندة القوي الداخلية العميلة أو لقمع حركات التحرر في شيلي والسلفادور وهاييتي. وغيرها من دول تلك القارة. وكان لشيلي النصيب الأكبر من القتل والإبادة. فقد أعدم الليندي الرئيس الشيلي ومعه 30 ألفاً من أبنائها واعتقل أكثر من 100 ألف بعد الانقلاب الذي دبرته أمريكا ضده. وقد قدرت بعض الدراسات أن ضحايا الحروب الأمريكية في القارة كانوا بالملايين!! ** عزيزي القاريء نكتفي اليوم بهذا القدر من الجرائم الأمريكية علي مر التاريخ ونواصل الأسبوع المقبل معاً بقية جرائمها في حق البشرية.