مستشار "أوباما" العلمى فى كتاب من تأليفه: لابد لأمريكا من السيطرة على خصوبة البشر, ويجب معالجة طعام شعوب العالم وشرابهم بعقاقير التعقيم!! حاخام يهودي أمريكي: التوراة المقدسة تخبرنا أن إسماعيل كان وحشا بشريا..وأولاد إسماعيل رمز للإنحطاط البشري
ما زلنا مع الكتاب "الصرخة" أمريكا والإبادات الجنسية، نستعرض أهم ما جاء فيه ، وقد أشرنا في الجزء الأول من العرض إلى التاريخ الأمريكي في إبادة الشعوب وتعقيمها، بما فيها الشعب الأمريكي ذاته، من أجل سيادة العرق الأنجلوسكسوني، وسيطرته على الحياة في أمريكا، للدرجة التي تحدث فيها الرئيس الأمريكي "روثر فورد هايس" عن الخطر من الهجرة الصينية إلى الولاياتالمتحدة بقوله "إن أبناء الحضارة الصينية ينتسبون إلى الأعراق الدنيا". كما أشار المؤلف إلى أن هذه النزعة العنصرية عبّرت عنها أمريكا رسميا منذ عام 1891؛ حين جاء على لسان أول مرشحة نسائية للرئاسة «فكتوريا وودهل” إذ قالت: «كل العقول اللامعة هذه الأيام تقر بضرورة استيلاد المجتمع المتفوق المنشود، وتعبر عن كراهيتها لأن يكون البلهاء والمجرمون والفقراء وغيرهم من (الطالحين) مواطنين فى المجتمع الأمريكى، وتلح على ضرورة تعقيمهم وقطع دابر نسلهم»!!. أما فى عام 1904، فقد وافقت مؤسسة «كارنيجى»، بعد شهرين فقط من تأسيسها بأموال إمبراطور الفولاذ «أندرو كارنيجى»؛ على تمويل الحرب المقدسة على الفقراء والمستضعفين بملايين الدولارات، وعلى إجراء الأبحاث اللازمة لدراسة أفضل الوسائل العلمية للقضاء على الفقراء والمستضعفين، وعلى إنشاء جهاز استخبارات عرقى هائل بإدارة صديق «هتلر” الحميم «هارى لفلين»، سموه «ديوان سجلات تحسين النسل»، وأغدقوا عليه ميزانية كبيرة.
وكانت مهمة هذا الجهاز هى جمع المعلومات عن نقاء دم كل من يعيش على الأرض الأمريكية، وعن شجرة نسبه، وعن العلل الاجتماعية والصحية التى يشكو منها؛ وذلك لفرز أصحاب النعيم من أصحاب الجحيم، استعدادا للقيامة العرقية!!. فى تلك الفترة، اقتصر عدد المستهدفين بالإخصاء والتعقيم فى المرحلة الأولى على 14 مليون أمريكى من الفقراء والمستضعفين، فقدوا حقهم الطبيعى فى إنجاب الأطفال. والأعجب أن هذه الأفعال عززتها المجالس التشريعية بصياغة قوانين شرعت لهذه المذابح النسلية فى ثلاثين ولاية أمريكية؛ منها بنسلفانيا، وواشنطن، وكاليفورنيا، ونيويورك. وكانت الخطة أن يبدأ العمل فى بلدان العالم الأخرى بمجرد الانتهاء من حملة تطهير أمريكا. ومن تفاصيل هذه القوانين التى امتازت عباراتها بالتضليل، أن 19 ولاية مثلا فرضت التعقيم على الآباء الذين يُعتقَد أن أحد أطفالهم قد »يعانى عاهة خلقية أو عقلية»، وأن ست ولايات فرضته على الآباء «غير الأكفاء اجتماعيا». أما فى ولاية «ميتشجان»، فقد فُرض التعقيم على «كل من لديه نزعة إجرامية». وهناك 11 ولاية فرضته على «المصابين بالصرع»، وفى ولاية «إياوا» فُرض على «من قد يشكل خطرا على المجتمع». وفى ولايات أخرى فُرض التعقيم على «من يُوصف بالمتردى أخلاقيا»... إلخ. وفى عام 1970 أيام الرئيس «نيكسون»، اعتُبرت كل هذه القوانين غير دستورية، لكنها فى واقع الأمر لم تُلغ عمليا، بل سلخت جلدها ليُستعاض عن التعقيم القسرى بما يسمى «التعقيم الاختيارى» للفقراء أو الجماعات العرقية المختلفة، خاصة الهنود الحمر. وعودةً إلى إنشاء «ديوان سجلات تحسين النسل»، يشير المؤلف إلى أن الخطة تقوم على تجنيد عدد هائل من الباحثين الميدانيين، بدءوا أولا بزيارة السجون والمصحات وعيادات التوليد، ثم مسحوا ولايات الشاطئ الشرقى للبحث عن هؤلاء الضحايا وأسرهم وأصولهم، استعدادا لعملية تطهيرهم. وبالطبع، كان المسلمون والسود والهنود الحمر على رأس القائمة. وينقل المؤلف عن الحركات المؤيدة لهذه الأفعال، أنها راحت تنسق برامجها مع مؤسسات نظيرة فى بريطانيا وألمانيا، وتدعمها بالمال والخبرات؛ لهذا الهدف عقدت مؤتمرها الدولى الأول فى جامعة لندن (24-31 يوليو 1912)؛ حين التقى نحو أربعمائة متحدث من أمريكا وإنجلترا وألمانيا وإيطاليا، وعدد آخر من البلدان الأوروبية. وبطبيعة الحال، فقد كانت معظم الوفود حاضرة بأجندات عنصرية. وكان من الحاضرين «ونستون تشرشل» مندوبا عن ملك بريطانيا، وكان ذا حماسة شديدة لبرامج الهندسة الوراثية الأمريكية. ويروى «ريتشارد ثوى» فى كتابه «إمبراطورية تشرشل» قصة هذا «البطل العنصرى» الذى كان يقاتل من أجل نقاء العرق الأنجلوسكسونى، والذى أنشأ معسكرَى اعتقال خاصة لذلك: واحدا فى كينيا، وآخر فى جنوب إفريقيا زج فيه 115 ألف إفريقى أسود، قُتل منهم حوالى ألف ضحية، وعندما كان سكرتير الدولة للحرب، أجاز استخدام غاز الخردل ضد رجال القبائل الأكراد فى العراق، وضد البشتون فى أفغانستان. أولاد إسماعيل رمز الانحطاط البشرى فى الفصل الثالث من الكتاب، الذى يحمل هذا العنوان، يسرد المؤلف قصة قبيلة تسمى «بن إسماعيل» فى ولاية ميامى الأمريكية. هذه القبيلة جعلها العلماء الأمريكان مثالا لكل قبح وشر وفساد وانحطاط، وراحوا فى سبيل ذلك يرسمون الصورة الاستشراقية النمطية السائدة عن العرب والمسلمين. فى هذه المدينة، أسس الأمريكان إحدى أعنف المنظمات العنصرية، مارست أقصى درجات التمييز والمهانة والاضطهاد ضد هذه القبيلة، خاصة مع الإيحاء بأن القبيلة «بن إسماعيل» هذه تمتّ بصلة قرابة إلى المسلمين والعرب، لا سيما أن أسطورة «هاجر (الجارية) أم إسماعيل» وأولادها المنذورين للعبودية إلى يوم القيامة، لا تزال تنخر فى اللا وعى الأمريكى المسكون بأساطير العبرانيين. ومن أجل ذلك، سنت الولاية أول قانون للتعقيم الإلزامى، وأصبحت أول بقعة فى الأرض تشهد تعقيما جماعيا. وفى هذا السياق، ينقل المؤلف عن الحاخام اليهودى «شوفيتز حاييم» قوله: «إن التوراة المقدسة تخبرنا أن إسماعيل كان وحشا بشريا. والمعروف أن توراتنا أبدية سرمدية. وحين تنص التوراة على أن إسماعيل كان وحشا بشريا، فإن إسماعيل (كل عربى) سيبقى إلى الأبد وحشا بشريا. ولو اجتمعت كل الأمم المتحضرة وأرادت أن تربى إسماعيل وتجعله متحضرا فإنها لن تنجح فى ذلك. إنهم لن يستطيعوا أن ينتزعوا منه وحشيته مهما كانت وسائلهم وبراعاتهم؛ ذلك أن إسماعيل غير مؤهل لأن يكون إنسانا متحضرا. ولو خاض إسماعيل غمار الثقافة وصار محاميا أو ما شابه، فإنه لن يكون إلا محاميا متوحشا. وإذا درس واجتهد فى الدراسة ليكون أستاذا جامعيا، فإنه سيكون أستاذا جامعيا متوحشا. هذا يعنى أن وحشية إسماعيل (كل عربى) لا تحول عنه ولا تزول وستبقى ملازمة له إلى الأبد».
شبح مالتوس فى البيت الأبيض ينقلنا المؤلف، فى الفصل الرابع من الكتاب تحت هذا العنوان، إلى نقطة أخرى، مشيرا إلى أن حملة التعقيم والإخصاء ربما توارت عن العيون، لكنها لم تختفِ ولم تيأس، بل ظل جمرها متقدا تحت رماد العنصرية؛ ففى 22 أبريل 1977، كشف الدكتور «رايمرت رافنهولت» مدير مكتب الحكومة الاتحادية للسكان التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية؛ عن برنامج تطهير عرقى وطبقى لم تجرؤ على مثله النازية، وبرر ذلك بأن الولاياتالمتحدة تفاديا للخطر السكانى الذى يهدد كوكب الأرض تعمل على تأمين الشروط والوسائل اللازمة لتعقيم ربع نساء العالم القادرات على الحمل؛ وذلك لحماية مصالحها الاقتصادية. ونساء العالم القادرات على الحمل فى تقديره يبلغن فى ذلك العام 570 مليونا؛ ما يعنى أن كل ما تتطلبه المصالح الأمريكية المتواضعة، هو تعقيم 142 مليون امرأة وقطع دابر نسلهن. وبطبيعة الحال فالنساء المستهدفات بالقضاء على نسلهن، لن يكنّ من اللؤلؤ المكنون فى بريطانيا أو ألمانيا أو فرنسا!!. وأشار فى هذا الصدد إلى أن الحكومة الأمريكية قد رصدت الميزانية اللازمة لذلك؛ منها ملياران ونصف المليار دولار لجامعة «واشنطن» التى كانت قد بدأت برنامجا لتدريب نخبة من الأطباء على تقنيات التعقيم المتطورة. ويعترف «رافنهولت» بأنه تلقى أكثر من مائتى طبيب من بلدان مختلفة من العالم، التدريب اللازم على تقنيات التعقيم نتيجة ذلك، وأن ثلاثين بلدا عقدوا اتفاقيات مع الولاياتالمتحدة بهذا الخصوص، ثم يعلق على ذلك قائلا: «هذه أمثل طريقة لنا للوصول إلى أهدافنا!. أما حين تحُول الحساسيات السياسية دون عقد مثل هذه الاتفاقيات مع حكومات غير صديقة، فإننا سنستعين بمنظمات دولية تتولى عنا ذلك، مثل (صندوق الأممالمتحدة للنشاطات السكانية)». ثم يذكر «رافنهولت» الأسباب التى دفعت الولاياتالمتحدة إلى إطلاق هذا البرنامج. وتتلخص فى حفظ أمنها وحماية مصالحها الاقتصادية؛ ذلك أن زيادة السكان فى العالم الثالث الفقير ستزيد فرص الثورات على الولاياتالمتحدة وتضر مصلحتها!!. ويشير المؤلف فى هذا الصدد، إلى أن إعلان «رافنهولت» ليس إلا ترجمة لمذكرة رئاسية صدرت قبل ثلاث سنوات من تصريح «رافنهولت»، أعدها «هنرى كسنجر» حين كان مستشارا للأمن القومى، بطلب من الرئيس «جيرالد فورد»، واستهدف فيها قطع نسل شعوب 13 دولة من دول العالم الثالث؛ إحداها كما ذكرنا «مصر». وقد أزيلت السرية عن هذه المذكرة فى مارس 1989، وهى بعنوان: «عواقب النمو السكانى العالمى على أمن الولاياتالمتحدة ومصالحها فى أعالى البحار». وأشارت المذكرة إلى أنها تطمح إلى إنجاز أهدافها بحلول عام 2000. أما الدول التى استهدفت شعوبها المذكرة بالإخصاء والتعقيم؛ فهى (بنجلاديش، وباكستان، ونيجيريا، وإندونيسيا، ومصر، وتركيا، والهند، والمكسيك، والبرازيل، والفلبين، وتايلاند، والحبشة، وكولومبيا). وقد برر «كسنجر» فى مذكرته استهداف هذه الدول بأن لها أهمية جيوسياسية للمصالح الأمريكية، ولأن زيادة السكان فيها يهدد الأمن القومى الأمريكى؛ فالصناعة الأمريكية تزداد اعتمادا على مصادر العالم الثالث، والحد من نسل فقراء هذا العالم سوف يضع حدا للثورات والتمردات التى يشعلها الفقراء والطبقات الدنيا. واقترحت المذكرة عدم ظهور أمريكا فى الصورة مباشرة؛ حتى لا يُحرَج زعماء هذه البلدان من الضغط الأمريكى، وتكليف صندوق الأممالمتحدة للنشاطات السكانية بهذه المهمة، ودعمه بالمال والخبرات. ولتنفيذ ذلك بسهولة، يجب أن يدير الصندوقَ رجل ملون؛ حتى لا يثير الشبهة!!. وفعلا فقد عُيّن الفلبينى الكاثوليكى «رافائيل سالاس» منسقا عاما للصندوق. ويذهب مؤلف الكتاب «منير العكش» إلى أن هذا الاستهداف الأمريكى لنسل ملايين الفقراء والمستضعفين فى أمريكا والعالم، ليس تاريخا مضى وانقضى، بل هو تاريخ الأمس وواقع اليوم، ولا يزال أبناء هذا الحلم يعيشون فى البيت الأبيض الأمريكى تحت قيادة «باراك أوباما» حتى اليوم، ومنهم تحديدا «جون هولدرن» الذى اختاره الرئيس الأمريكى الحالى «أوباما» لتولى أخطر ثلاثة مناصب علمية فى إدارته: مدير مكتب السياسة العلمية والتكنولوجية فى البيت الأبيض، والمساعد الخاص بقضايا التعليم والتكنولوجيا، والرئيس المشارك لمجلس مستشاريه للعلم والتكنولوجيا. إنه كما تسميه «واشنطن» بحق «الإمبراطور الحاكم بأمره فى قضايا العلم والتكنولوجيا فى إدارة الرئيس (أوباما)». هذا المستشار الذى يجلس فى البيت الأبيض حتى اليوم، له كتاب من تأليفه مع اثنين من علماء الحياة والسكان، بشّر فيه الإنسانية بعصر تفرض فيه الولاياتالمتحدة على شعوب الأرض «حزام عفة» إلكترونيا، يُزرع تحت جلد كل ذكر وأنثى، ولا يُنزع إلا بإذن رسمى من «الأخ الأكبر»، وبمعالجة طعام الشعوب وشرابها بعقاقير التعقيم. ويعرض «هولدرن» فى كتابه المشاهد التشاؤمية المظلمة لمستقبل العالم والمجاعات والأمراض والحروب التى ستقضى على الإنسانية إذا لم تسيطر أمريكا على خصوبة البشر!! وتتحكم بنشاط أعضائها التناسلية، لكنه فى النهاية يمد إلى العالم حبل النجاة عبر برنامج معقد يمكن تلخيصه فى نقاط؛ هى: * سيطرة الدولة على خصوبة النساء والرجال والتحكم الصارم بنسبة نشاط هذه الخصوبة، ب«كبسولة» إلكترونية تُزرَع تحت الجلد، ولا تُنزع إلا بإذن رسمى، وبعْث القوانين التى فرضت التعقيم القسرى من مرقدها مجددا؛ فهى فى رأيه لا تناقض الدستور. * إرغام الحوامل على الإجهاض، شئن أم أبين. * تعقيم جماعى للبشر بعقاقير تُعالَج بها المنتجات الغذائية الأساسية ومياه الشرب. * نظام كوكبى يفرض هذا البرنامج على شعوب الأرض، ويضع سقفا للتكاثر، ويتحكم باختيار من يجب أن يولد ومن يجب ألا يولد، ويسيطر على الغذاء والماء والمصادر الطبيعية فى البر والبحر. وعلى حكومات العالم أن تتنازل عن بعض سيادتها لهذا النظام وجيشه وقوات الأمن التابعة له. وينقلنا «منير العكش» بعد ذلك إلى الحرب الأمريكية على فيتنام، التى كانت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (usaid) وهى الذراع اليمنى لوزارة الخارجية الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية توزع حبوب منع الحمل مجانا على الفيتناميين؛ وذلك بهدف الحد من زيادة عدد الشيوعيين، فيما كانت القوات الأمريكية ترمى عليهم قنابل النابالم الحارقة وغاز الخردل وغاز الأعصاب. ويومها أيضا، اقترح سياسيون وأكاديميون أمريكيون معالجة أرز الفيتناميين وماء شربهم بعقاقير التعقيم. ألا تشعر عزيزى القارئ برابط بين ذلك الذى حدث، وما حدث لدينا أيضا عبر عقود من السنين جرى التعاون فيها بين الحكومات المصرية المتعاقبة وهذه الوكالة الأمريكية المشبوهة تحت زعم المعونات الأمريكية؟! أما فى «رواندا»، فيذكر المؤلف تقارير موثقة تتحدث عن تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، حملةَ تعقيم وإخصاء «اختيارى»!! واسعة تشمل 700 ألف إفريقى رواندى من الأطفال الرضع والجنود والشرطة وطلاب الجامعات، بقطع نسلهم إلى الأبد، كما صرح بذلك وزير الصحة الراوندية الدكتور «ريتشارد سيزوبيرا». وفى بيرو، ما إن انتخب «ألبرتو فوجيمورى» رئيسا لهذا البلد ذى النسبة العالية من السكان الأصليين والغالبية الكاثوليكية، حتى رفع التحريم عن التعقيم، وصارت الآلهة تمطر على فقراء هذا البلد سمنا وعسلا و«عقاقير» هدية من «الشعب الأمريكى الصديق». ولكى تتخذ حملة التعقيم طابعا خيريا متمدنا، تخفت تحت شعار «تنظيم الأسرة»، ونشطت بسرعة فلكية، فتصاعد معها عدد الضحايا من عشرة آلاف امرأة فى عام 1996 إلى 110 آلاف فى عام 1997، وارتفع سخاء الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لتصبح بيرو فى المرتبة الأولى فى أمريكا اللاتينية من حيث تلقى المساعدات الأمريكية. كان العاملون فى البرنامج يطوفون الأرياف والمناطق الفقيرة التى يسكنها الفقراء والسكان الأصليون، ويعرضون هدايا الرحمة الأمريكية من الدقيق والسكر والمعلبات وأنواع الأطعمة لقاء الموافقة على التعقيم «الاختيارى». والعجيب أن كل ذلك تم بيد أبناء البلد أنفسهم؛ إذ كان موظفو وزارة الصحة المدربون فى الولاياتالمتحدة، وبتمويل وتخطيط أمريكى، هم الذين يتولون عملية التعقيم مجانا، بل ومصحوبة بهدايا مغرية. وتذكر التقارير أنه كان على الضحية (الأمية أحيانا) أن توقع على أوراق تعفى المرتكبين من الملاحقة مهما كانت النتائج، وتعفى الدولة من أية مسئولية؛ لهذا مات عدد كبير منهن بسبب الخبرة البدائية والوسائل غير الصحية، كما توثق بذلك منظمة «تحالف أمريكا اللاتينية للأسرة». ويشير المؤلف إلى أن لأمريكا تاريخا مع بيرو فى محاولة إغرائها ببرنامج التعقيم منذ عام 1962، وكيف ساعدت حكومةَ بيرو فى عام 1966 على إنشاء منظمة «شبه حكومية» لتولى هذه المهام النبيلة!!. وتنقل عن منظمة «إفريقيا عام 2000» تفاصيل عن الضغط الذى مارسته الولاياتالمتحدة على حكومة بيرو للحد من نسل السكان الأصليين. كما تقول إنه فى عام 1995 تمكنت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية من زرع عملائها باسم «مستشارين» فى حكومات بيرو، والهند، والنيجر، ومصر؛ وذلك لدعم برنامج التعقيم «الاختيارى». كذلك كانت حال الفقراء فى البرازيل؛ فبدعم سخى من الولاياتالمتحدة، جرى تعقيم كل امرأة تقريبا فى بعض القرى الفقيرة؛ ما قطع نسل أهلها تماما بعد جيل أو جيلين. لكن بعد أن رُفعت السرية عن مذكرة «هنرى كسنجر» التى استهدفت نساء شعوب 13 دولة؛ منها البرازيل، وإزاء الاحتجاجات الشعبية الواسعة وانتقادات جمعيات حقوق الإنسان؛ أجرى 165 نائبا فى البرلمان البرازيلى تحقيقا أدانوا فيه الولاياتالمتحدة «المسئولة عن تعقيم نصف نساء البرازيل». أما فى بورتوريكو التى استعمرتها الولاياتالمتحدة بعد انتصارها فى الحرب الإسبانية واتفاقية باريس عام 1898؛ فتذكر الباحثة «لورا بريجر»، فى دراسة تحليلية معمقة لها، أن تعقيم النساء فى هذا البلد يمكن وصفه بأنه إبادة للسكان الأصليين، وأنه بين الخمسينيات والتسعينيات من القرن العشرين، تم تعقيم ثلث نساء الجزيرة المؤهلات للحمل والولادة. وقد بدأ ذلك منذ الأيام الأولى لاستعمار الجزيرة، فى محاولة للقضاء على سكانها الأصليين؛ فمنذ عام 1937 أقر الحكم العسكرى الأمريكى حملة التعقيم ل«غير الصالحين». وهذا يعنى بكل بساطة استئصال نسل الفقراء وغير البيض. وهذا ما سمعته الأممالمتحدة أيضا فى شهادة لعدد من الزعماء البورتوريكيين عام 1974 أمام لجنة الأممالمتحدة الخاصة بالاستعمار؛ إذ قالوا: «إن بورتوريكو مهددة ببرنامج إبادة أمريكى للفقراء والسكان الأصليين، وإن عدد الضحايا تجاوز 200 ألف امرأة».
تطهير الأرحام من الألغام فى هذا الفصل الخامس من الكتاب، يعود بنا المؤلف إلى الإبادة الجماعية التى تعرض لها الهنود الحمر فى أمريكا، وكيف أنها كانت تحتل منزلة مقدسة فى قلوب «الشعب الأمريكى المختار»؛ ليس لاستئصال شهود «الإبادة الأطول والأكثر دموية فى تاريخ البشرية» ومحو آثارها فحسب، بل أيضا لأن الغزاة البيض يرون فى رحم المرأة الهندية مزرعة ألغام، فهى التى تنجب الأجيال المقبلة، فتحُول بذلك دون السيطرة على ما تبقى من الأرض وثرواتها. ويشير المؤلف إلى أن الغزاة الأمريكان كانوا يتفننون فى أنواع الأوبئة التى يقتلون بها الهنود الحمر، فشنّوا أكثر من 93 حربا جرثومية شاملة منذ أن وطأت أقدامهم الأرض الأمريكية. ويصنف «دوبينز» وهو مؤرخ أمريكى أنواع الحروب الجرثومية الشاملة التى سلطها الغزاة على الهنود الحمر كما يلى: 41 حربا بالجدرى، و4 حروب بالطاعون، و17 بالحصبة، و10 بالإنفلونزا، و21 بالسل والدفتيريا والتيفوس والكوليرا، ويقول إنه كانت لكل هذه الحروب آثار وبائية شاملة اجتاحت مساحات شاسعة من الأراضى، بل إن شعوبا هندية وصلتها الأوبئة وأبيدت قبل أن ترى وجه الإنسان الأبيض. وفى وصفه حال الهنود فى ذلك الوقت، يقول «وليم برادفورد» حاكم مستعمرة «بليموث»: «كان موت الهنود بالجدرى شنيعا. الجدرى يسرى سريعا بينهم من واحد إلى آخر، وجلودهم تلتصق بالفراش الذى يرقدون فوقه. كانوا يتساقطون الواحد بعد الآخر، غير قادرين على مساعدة أنفسهم، أو على إشعال نار تدفئهم، أو على جلب ماء يروى ظمأهم». هذه هى الحضارة الأمريكية التى أتت إلى الهنود الحمر.. الحضارة التى أبادت كما يقول المؤلف 400 أمة وشعب نحو 112 مليون إنسان تتحدث الدراسات الحديثة عن فناء من 90 إلى 98% منهم. وكان الإنجليز يمجدون ربهم ويقدسونه بهذه الحرب الجرثومية، بل كانوا يعتقدون أن السماء هى التى سخرت هذه الأوبئة لتكنس الأرض أمام زحف «شعب الله». كانت البداية مع ما تسمى «الحرب الهندية الفرنسية» التى خاضها الإنجليز (1754-1763)، عندما كتب القائد الإنجليزى العام اللورد «أمهرست» عام 1763 رسائل بخط يده إلى عدد من مرءوسيه يأمرهم فيها بإجراء مفاوضات سلام مع الهنود يُهدونهم أثناءها أغطية مسمومة بجراثيم الجدرى «لاستئصال هذا الجنس اللعين». ويروى المؤلف إحصاءات تشير إلى تعقيم ما نسبته 25% من صبايا الهنود اللاتى لم يتجاوزن الخامسة والعشرين من عمرهن، وكان ذلك يُنفّذ تحت زعم التعقيم «الاختيارى». وفى عام 1970 صدرت إحصائية تشير إلى أن معدل إنجاب المرأة الهندية كان أكثر من ثلاثة أطفال (3.79)، لكنه انخفض إلى أقل من نصف هذا المعدل فى إحصاء عام 1980؛ إذ أصبح (1.3) طفل. وفى عام 1974، اكتشفت الطبيبة الهندية «كونى بينكرتون» فى سجلات المستشفى التى تعمل بها فى ولاية «أوكلاهوما»، نسبة مرتفعة من النساء اللاتى أُخضعن لعمليات التعقيم. ومما أدهشها، أنه تبين لها أن الضحايا كلهن من الهنود، وأنه جرى تعقيمهن بعد يوم واحد أو يومين من الولادة، كما رصدت دراسة أخرى حجم الميزانيات الحكومية المرصودة لذلك، وأنها ارتفعت من 51 مليون دولار فى عام 1969، إلى 250 مليون دولار عام 1974. وارتفع عدد الضحايا الهنود من 63 ألف امرأة بين عامى 1907 و1964 إلى 548 ألف امرأة بين عامى 1970 و1977.
مرضِعة الهولوكست النازى الأمريكية فى الفصل السادس والأخير من الكتاب، يربط المؤلف بين ما يسمى ال«هولوكست» الذى تعرض له الملايين فى أوروبا على أيدى الألمان، و«المذابح والإبادات» التى تعرض لها الهنود الحمر فى أمريكا، ويقول فى هذا السياق إنه ليس فى الولاياتالمتحدة من يشك فى أن الهولوكست النازى كان وصمة عار على التاريخ الألمانى، وكان من أبشع الجرائم ضد الإنسانية فى القرن العشرين، لكن فيما نجد نسيج الثقافة الألمانية المعاصرة مرتهنا بكل ألوانه بجريمة الهولوكست النازى، نرى المؤرخين الأمريكيين لا تهتز لهم شعرة فى مفرقهم لإبادة أكثر من 400 أمة وشعب فى المنطقة التى تسمى اليوم «الولاياتالمتحدة»، وينظرون إلى هذه الجريمة باستهزاء وإنكار، ويرونها مجرد «أضرار هامشية تواكب انتشار الحضارة»، و«تضحيات لا بد منها» لولادة أعظم أمة على وجه الأرض!!. ولا تزال فكرة المقارنة بين الهولوكست الأمريكى والهولوكست النازى من الكبائر والمحرمات فى المجتمع الأمريكى، وقد تفضى بصاحبها إلى فقدان عمله ومضايقته فى رزقه، وتشويه سمعته، إن لم تنتهِ به وراء القضبان. ويشير المؤلف إلى أن كل أبطال الجرائم النازية شُوهت سمعتهم، وحوكموا، ونالوا جزاءهم، فيما أنزل الحلفاء بألمانيا وشعبها دمارا وموتا يخجل منه النازيون. أما مجرمو الهولوكست الأمريكى كلهم بلا استثناء، فقد صنعت الولاياتالمتحدة لهم أيقونات مقدسة. فالرئيس الأمريكى «أندرو جاكسون» الذى تُزين أيقونتُه المقدسةُ ورقةَ العشرين دولارا، كان يتباهى بالقول إنه يسلخ جلود كل من يقتلهم ويحتفط بها، وإنه سلخ جثث مئات الهنود وجدع أنوفهم ودبغ جلود أجسادهم لجعلها أعنّة للخيول!!. كان هذا القديس الأمريكى يأمر القوات الأمريكية بقتل كل نساء الهنود وأطفالهم، والبحث عنهم فى مخابئهم لاستكمال هذه الإبادة. هذه العبارات والأفعال التى لم نسمع مثلها من أفواه النازيين، والتى ظل يكررها إلى أن مات، تحولت فى كتب التاريخ المدرسية الأمريكية إلى بطولات وأمجاد. وتذكر هذه الكتب أن رئيسهم هذا فى رسالة إلى الكونجرس الأمريكى قال: «على بعض الأمريكيين الذين يتباكون على طرد الهنود، على القبور، أن يفهموا أن هذا لا يختلف عن موت جيل من أجل أن يفسح المجال للجيل الذى يليه»!!. جميع آباء أمريكا المقدسون شاركوا فى هذا الهولوكست؛ فهذا «جورج واشنطن» الذى تظهر أيقونته المقدسة على ورقة الدولار، وتخلده آلاف التماثيل وعشرات المدن الأمريكية؛ بما فيها العاصمة التى تحمل اسمه.. هذا «الجورج» كان يأمر قائده العام فى الحرب على هنود «الأروكوا» بأن يدمر كل ما يجده على وجه الأرض، ويحضه على أن يصم أذنيه عن نداءات السلام أو الرحمة قبل أن تصبح أرض هنود «الأروكوا» قاعا صفصفا. هذا هو «الفوهرر» الأمريكى المقدس الذى لم يعد يستطيع أن يرى الهنود بشرا، وتحجرت مشاعره الإنسانية فلفظت كل معانى الشفقة ووخز الضمير من قتل الهنود أو تدميرهم أو تحويل جنانهم إلى قفار مخيفة. كان الناجون من الهنود يسمون «جورج واشنطن» المريض بالقتل والدمار «هدام المدن»، بعد أن هدم فى أقل من خمس سنوات 28 مدينة من أصل 30 من مدن هنود «الموهوك» و«الكابوجا»، وغيرهم من هنود الشمال. وهذا قديس آخر لدى الأمريكان يدعى «توماس جفرسون»، كان يأمر وزير حربه بأن يسحق كل هندى يرفض التوسع الأمريكى، وأن يستخدم البلطة فى ذلك، وكان يقول: «لن نرفع هذه البلطة عن رءوسهم حتى يبادوا عن بكرة أبيهم أو يرحلوا إلى ما وراء نهر المسيسيبى. نعم، قد يقتلون بعضنا، لكننا فى النهاية سندمرهم جميعا؛ إذ ليس لدى الحكومة الأمريكية من خيار سوى مطاردة الهنود واستئصالهم من الأرض»!!. وبكل وقاحة يتحدث دعاة المدنية عن حقوق الإنسان واحترامها؛ ففى الذكرى الخمسمائة لغزو العالم الجديد (1992)، كتبت مجلة «تايم» فى افتتاحيتها تقول: «إن ما جرى فى العالم الجديد ليس بدعا فى التاريخ الإنسانى. ومهما كان حجم الدمار والقتل الجماعى الذى يتحدث عنه السكان الأصليون فإنه مبرر؛ ففى خضم القضاء على مثل هؤلاء البرابرة، نال العالم ثقافة الحرية التى أعطت الإنسانية الكرامة والسيادة». بل إن «كريستوفر هيتشنز» أحد صقور الهولوكست الأمريكى، دعا العالم إلى الاحتفال والابتهاج بإبادة السكان الأصليين فى أمريكا؛ لأن «من لا يحتفل بإبادة سكان أمريكا الأصليين، إنسان يكره إنسانيته.. إنه مخبول، جاهل، بليد. أما الذين ينظرون إلى الإبادة نظرة نقدية فهم رجعيون متخلفون؛ لأن التاريخ لا يُصنع إلا بمثل هذه الفظاعات؛ لهذا فإن التذمر من ذلك لا معنى له؛ لأنه كالتذمر من تحول فى المناخ أو الجيولوجيا، أو طبيعة الأرض، ثم إن هذه الإبادة تستأهل التمجيد والافتخار؛ لأنها كانت سببا فى تحسين الوضع الإنسانى»!!. ونتيجة لكل ذلك، يربط المؤلف بين أفعال «هتلر» النازى وما صنعته الأيدى الأمريكية من قبل، فيقول إن «هتلر» كان مفتونا بالحملة الإبادية لسكان أمريكا الأصليين، وكان يعتبرها مثالا يحتذى فى برنامجه العرقى. وفى هذا يقول المؤرخ الأمريكى «ديفيد ستانرد»: «لو أن هتلر بحث عما يعزز أفكاره وبرامجه ويبررها، لما وجد أفضل من تبريرات (الغزاة الإنجليز) وإبادتهم سكان أمريكا الأصليين». ويدلل المؤلف فى هذا الفصل على الرابط الذى يجمع بين الفكرة النازية فى استئصال الشعوب، والمدرسة الأمريكية فى ذلك المسار، لكن فيما أدان العالَم الهولوكست النازى دون تردد أو مساحة للدرس والنظر، وأصبحت تلك الإدانة مسلّمة تتصف بالقداسة والعصمة والشمول والإطلاق؛ لا يزال الإرهاب الفكرى يحاصر كل محاولة لإدانة المثال الأمريكى الذى استعار النازيون أخلاقه وكثيرا من مبرراته وأسلحته. لا يزال أولئك الأمريكان يرفضون مجرد إطلاق صفة الهولوكست على إبادة 112 مليون إنسان، ولا يزال هناك من يعتبر هؤلاء الضحايا مجرد أضرار هامشية لا بد منها لولادة أعظم أمة على وجه الأرض. وهذا ما لم يُخْفِه الرئيس «ثيودور روزفلت» فى مقالة له فى «ذا إندبندنت» البريطانية إذ يقول: «كل تاريخنا الوطنى كان تاريخا للتوسع؛ ففى عهد (واشنطن وآدامس) توسعنا غربا حتى الميسيسبى، وفى عهد (جفرسون) توسعنا فى القارة حتى ثغر كولومبيا، وفى عهد (مونرو) توسعنا فى فلوريدا، ثم فى تكساس وكاليفورنيا، وأخيرا عبر (سيورد) وبفضلها إلى آلاسكا، كما ينشط التوسع سريعا فى ظل كل حكومة أمريكية. وما دامت على بلاد الهنود ثغور، ستبقى الحرب بين المستوطنين والهندى الأحمر أبرز ملامح الحياة فى هذه الثغور. والسبب الأقوى لذلك هو أننا بكل بساطة نعيش فى بلد كان يسيطر عليه المتوحشون أو أنصاف المتوحشين، وكذلك هى حالنا اليوم فى الفلبين؛ لهذا فإن قضية التوسع هى أساسا قضية السلام؛ فليس هناك من يبسط السلام فى العالم إلا القوة الحربية للشعوب المتحضرة. العرب مثلا دمروا حضارة شواطئ المتوسط، والأتراك دمروا حضارة جنوب شرق أوروبا. أما النقيض الذى نفعله اليوم، الذى أدى إلى انحسار هؤلاء البرابرة بعد أن غزوناهم واجتحناهم؛ فقد أقر السلام حيثما تقهقر هؤلاء وانهزموا». ويتحدث الكاتب عن هذا الهولوكست الأمريكى ومجازره وفظاعاته، واصفا بعض تصرفات الغزاة ضد الهنود الحمر الذين أبيدوا بالبلطات والسيوف والمُدى الطويلة، وأُحرق كثير منهم وهم أحياء، واصطيدوا وأطعموا للكلاب، وسلخت جلودهم وفروات رءوسهم، بالسكاكين تارة وبالأسنان تارة، لقاء مكافآت مالية رسمية، وأجبروا على العمل بالسخرة المميتة، وتعرضوا لمجاعات قاتلة ومسيرات مميتة، وقتل الملايين منهم بحروب الأوبئة والجراثيم، لتبنى بعد ذلك مدن «الحضارة» على أنقاض مدنهم وقراهم، وليرتفع متحف الهولوكست النازى فوق سوق تجارية لشعب «كونوى» الهندى الذى أبيد عن بكرة أبيه. إن أفظع ما رأيناه من مجازر فى التاريخ، لا يقارن بما فعله مجرمو الهولوكست الأمريكى الذين كانوا يتهادون فى المناسبات والأعياد بجماجم ضحاياهم وفروات رءوسهم، أو ينزعون الجنين من بطن أمه، أو يشوون البشر ويأكلون البطاطس مطبوخة بشحمهم، أو ترصد حكوماتهم جوائز لسلخ فروات الرءوس، أو يسلقون رءوس قتلاهم فى القدور ويصنعون منها حساء، أو يتلذذون بأكل أكبادهم، أو يقتلعون فروج النساء ويشدونها على سروج خيولهم أو قبعاتهم، أو يصنعون من ذكر الرجال أكياس تبغ!!.
هل انتهى عصر الإبادات الأمريكية؟ تلك عزيزى القارئ هى أمريكا، وهؤلاء هم قادتها، وهذه هى أفعالهم.. إجرام منذ اللحظة الأولى ضد الهنود الحمر، وتشويه للحقائق، وقتل للأنفس بغير حق. وما ذكره هذا العرض الملخص قليل من كثير من جرائم «مرضِعة» النازية كما سماها مؤلف الكتاب، لكن ينبغى الحذر؛ فتشويه الحقائق ممتد، والمجازر مستمرة. وكما ذكرنا فى العرض، فإن إدارة الرئيس الأمريكى الحالى «أوباما» لا تزال بين جنباتها من يدعو إلى إبادة الشعوب وتعقيم النساء وإخصاء الرجال؛ من أجل سيادة العرق الأنجلوسكسونى.