لم يكن خبر القبض علي الفنانة نهي العمروسي مؤخراً وحبسها احتياطياً علي ذمة قضية مخدرات مفاجأة لكثيرين.. فالعمروسي التي تم القاء القبض عليها الأسبوع الماضي بصحبة عدد من اصدقائها بأحد الجاليريهات الشهيرة بالزمالك وهم يتعاطون مواد مخدرة ليست الأولي ولن تكون الأخيرة في قائمة عدد كبير من الفنانين ممن سبقوها إلي أدمان تلك الآفة الخطيرة. ففي اواخر العام الماضي صدم الوسط الفني بخبر القبض علي اثنين من شباب الفنانين هما الفنان أحمد عزمي الذي القي القبض عليه بشقته بشرم الشيخ وبحوزته كمية من مخدري الكوكايين والحشيش وبعد حبسه عده أيام علي ذمة التحقيقات تم اخلاء سبيله بكفالة مالية قدرها 2000 جنيه. اما الحالة الثانية فكانت للفنانة دينا الشربيني التي حققت نجاحاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة عقب مشاركتها في عده مسلسلات ناجحة كطرف ثالث وموجة حارة وتحت الأرض وغيرها من الأعمال حيث تم القبض عليها وهي تشتري مادة الهيروين من أحد اصدقائها وهو ما أدي للحكم عليها لمدة عام. وفي مطلع نفس العام تم القبض علي الفنانة نيفين مندور الشهيرة ب"فيحاء" حيث قامت بتجسيد دورها الوحيد مع النجم محمد سعد في فيلم "اللي بالي بالك" حيث القي القبض عليها داخل احدي السيارات بمنطقة القاهرة الجديدة تتعاطي الهيروين. الغريب أن أزمة الفنانين مع المخدرات لم تقتصر علي الجيل الحالي فقط وانما تمتد لاجيال سابقة من الفنانين ابرزهم المطرب الشاب عماد عبدالحليم الذي لقي مصرعه بعد تناوله جرعة زائدة من المخدرات ليفقد ليس فقط حياته وانما كذلك سيرته التي تنبأ لها الفنان عبدالحليم حافظ بتحقيق نجاح وشهرة واسعة. الفنانة الراحلة ماجدة الخطيب تم القبض عليها ايضا في عام 1986 بتهمة حيازة وتعاطي المخدرات وعوقبت وقتها بالحبس لمدة عام لتخرج من السجن فاقدة جمهورها الذي احبها وبريقها الفني. الفنان حاتم ذوالفقار ايضا كان ضحية لادمان المخدرات بداية من الحشيش وانتهاء بتعاطي الهيروين وعندما القت الشرطة القبض عليه بعد اكتشاف العديد من أنواع المواد المخدرة بشقته تم الحكم عليه بالسجن وحتي عند خروجه عاش في عزلة بعد أن تخلي عنه الجميع حتي مات في فبراير من عام 2012. ولم يختلف الحال بالنسبة لنجم الكوميديا سعيد صالح الذي وقع هو الاخر في براثن الادمان فسجن نتيجة تعاطيه المخدرات وتراجعت نجوميته بشده بعد أن حقق نجاحاً هائلاً منذ انطلاقته في مسرحية "هاللو شلبي" ومن بعدها "مدرسة المشاغبين" و"العيال كبرت". اما الفنان فاروق الفيشاوي فيعتبره كثيرون الاشجع بين الفنانين الذين سقطوا ضحية المخدرات خاصة وانه اعترف بالأمر وصرح في اكثر من مناسبة انه تم القبض عليه عدة مرات خارج مصر وفي حوزته مواد مخدرة إلا أنه استطاع التخلص من تلك الآفة بعد مساعدة زوجته الفنانة سمية الخشاب له حيث وقفت إلي جواره وكان لها الدور الأكبر في اقلاعه عن ادمان الهيرون. الدكتورة ثريا عبدالجواد استاذ علم النفس بجامعة عين شمس قالت: ادمان المخدرات بشكل عام له عوامل كثيرة كالحالة النفسية والظروف الاقتصادية وغيرها. والفنان كغيره من فئات المجتمع يقع في بعض الاحيان فريسة لهذه الظروف يضاف إلي ذلك حياة الحرية شبه المطلقة التي يعيشونها وعدم وجود قيود محكمة في كثير من الاحيان علي تصرفاتهم ورغبتهم الدائمة في الظهور بأفضل شكل ممكن اضافة إلي المقدرة الاقتصادية كل هذه عوامل تجعل بعض الفنانين يتخذون من المخدرات وسيلة للامتاع دون الانتباه الكامل لخطورة ادمانها والتأثير علي صحتهم النفسية فيما بعد.. واضافت: ان شعار "فلوس ملهاش صاحب" الذي يرفعه كثير من الناس عند حديثهم علي أجور الفنانين ويعتبره البعض سببا اساسياً في دفع نجوم الفن نحو الادمان ليس دقيقا فكما أن هناك فنانين غير موهوبين هناك ايضا آخرون يتمتعون بالموهبة ويبذلون جهداً كبيراً لتخرج اعمالهم في افضل شكل ممكن مشيرة إلي أن الثراء السريع ووفرة الاموال ليست الدافع الوحيد للادمان وانما يدخل فيه كذلك شخصية الفنان وقدرته علي التمييز بين الصواب والخطأ. وبشكل عام فالفنان مثله مثل أي انسان تؤثر فيه الظروف والأحداث وكما قد يكون الترف والثراء احد اسباب الأدمان قد يكون العجز وقلة الدخل سبباً فيه ايضا وهو ما نراه في حالات بعض الفنانين الذين اعتزلوا الحياة وابتعدوا عن الاضواء.