رحم الله زمن الفن الجميل.. وأسكن فنانينا الكبار فسيح جناته.. وأطال في عمر ما تبقي منهم.. في ذلك الزمن كان للفن رسالة وكانوا بمثابة سفراء لنا في البلاد العربية، والبعض شارك منهم في الثورات بالأغاني الوطنية لتحفيز جنودنا وحثهم علي النصر، كانوا شركاء للوطن في السراء والضراء. أما الآن فهناك بعض النماذج من الفنانين لم تشغلهم الثورات وخيرة شباب الوطن الذين دفعوا أرواحهم حتي تحيا مصر وانغمسوا في بئر الإدمان وكأنهم من عالم آخر وبلد آخر حتي جلبوا العار لمهنة غالية علي قلوب الكثيرين وباتوا وصمة عار في جبينها، والأمثلة علي ذلك كثيرة منها الفنانة نهي العمروسي التي انضمت خلال الأسبوع الماضي لقائمة مشاهير الكيف، وذلك عقب القبض عليها بصحبة المخرج السينمائي عمرو فاروق لحيازتهما مواد مخدرة، فالفنانة والمخرج تم ضبطهما داخل محل بالزمالك يمتلكه الأخير وبصحبتهما 9 أشخاص آخرين، خلال تعاطيهم المخدرات. وعلي الرغم من أن الفنانة والمخرج أنكرا أمام النيابة تعاطيهما للمخدرات، وإصرارهما علي إجراء تحليل لهما بالطب الشرعي، فإن النيابة وجهت لهما اتهامات بحيازة وتعاطي المواد المخدرة، وإدارة مكان لبيع وترويج المخدرات، وذلك بعد أن توصلت تحريات المباحث لقيام المخرج باستغلال المحل الذي يمتلكه وأحاله إلي وكر لتعاطي المخدرات، وتبين أيضا تردد عدد من الفنانين عليه، وتم العثور علي كمية من الهيروين والحشيش والبانجو، وأمر أحمد عبدالعزيز رئيس نيابة حوادث وسط القاهرة بحبسهم 15 يوما علي ذمة التحقيقات. وضمت قائمة مشاهير الكيف عددا كبيرا من الفنانين الذين سبقوا نهي العمروسي إليها، وهم الفنان أحمد عزمي الذي ألقي القبض عليه في شرم الشيخ وبحوزته كمية من المواد المخدرة، وأيضا الفنانة دينا الشربيني التي ضبطت خلال تعاطيها مخدر الكوكايين داخل شقة تاجر مخدرات بمنطقة الزمالك، وقضت المحكمة بمعاقبة الأثنين لمدة عام والتاجر 5 سنوات. بينما سبق هؤلاء الفنانة نيفين التي لم يكن لها سوي دور وحيد في فيلم «اللي بالي بالك» وانتهت حياتها الفنية بالقبض عليها وبحيازتها كمية من الهيروين، عندما تم ضبطها بصحبة آخرين داخل سيارة فارهة بمنطقة النزهة وتبين أنها دأبت تعاطي المخدرات مما تسبب في إبعادها عن الوسط الفني بعد أن كادت المخدرات تزهق بروحها. وعلي الرغم من عدم تورطها شخصيا بحيازة أو تعاطي المخدرات، فإن وسائل الإعلام تابعت بشكل مكثف للغاية تفاصيل محاكمة ياسمين شقيقة الفنانة الشابة زينة والتي تأثرت بشكل كبير عقب القبض علي شقيقتها. وقبل هؤلاء كان هناك سلسلة طويلة من أسماء الفنانين الذين لم يسلموا من حصار الكيف، أشهرهم علي الإطلاق كان كل من سعيد صالح، وفاروق الفيشاوي، وآخرين. وكان الفنان فاروق الفيشاوي أكثر شجاعة عندما اعترف بأنه كان مدمنا للمخدرات وأنه تمكن من الإقلاع عنها قبل فوات الآوان. ومن إدمان المخدرات لإدمان الخمور، فلم يترك هؤلاء المشاهير شيئا إلا وفعلوه، وكانت قضية ضبط الفنانة انتصار هي الأشهر خلال الأشهر الماضية، فقد تم ضبطها في ساعة متأخرة من الليل وهي في حالة سكر تام، وقبلها كانت »شمس« التي تم حبسها شهرا لضبطها متلبسة في أثناء قيادتها السيارة وهي في حالة سكر بين، وكذلك ابن الفنان طلعت زكريا وبحوزته كمية من المخدرات داخل سيارته بمنطقة الشيخ زايد وبصحبته صديقه وفتاتان واتهمته النيابة بحيازة وتعاطي المخدرات وممارسة أعمال منافية للآداب، ورفض الفنان طلعت زكريا التدخل والوساطة لنجله، وأكد ثقته في العدالة. والسؤال: هل بعد المحاكمات العاجلة لنجوم المجتمع والقرار بحبسهم والقضاء بسجنهم سيتوقف باقي الفنانين الذين سقطوا في بئر الإدمان عن تعاطي المخدرات خشية أن يلحقوا بزملائهم خلف الأسوار؟ أم أن الكيف سيطر عليهم وفات الأوان عن التوقف عن تعاطي المخدرات، ويترقبون القبض عليهم في أي لحظة؟