المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء أثبت علي أرض الواقع أنه رئيس حكومة ثورة.. فالرجل ترك المكتب مع وزرائه إلي الشارع والميادين وسط المواطنين تاركين الغرف الفاخرة من أجل التعرف عن قرب علي مشاكلهم ومعايشة آلامهم وهمومهم وطموحاتهم لوضع الحلول العاجلة والعملية لرفع المعاناة عن المواطن البسيط ووضع الخطط والمشروعات والبرامج العاجلة والآجلة التي تهدف للنهوض بجميع قطاعات الدولة ومحاربة البطالة وتوفير فرص العمل للشباب.. ولأن "محلب" يتمتع بخلفية رياضية حينما كان رئيساً لنادي المقاولون العرب أحد دعائم الرياضة المصرية بإنجازاته التي حققها أفريقياً وعربياً ومحلياً. بالإضافة إلي ما قدمه نادي المقاولون العرب من نجوم في مختلف اللعبات الجماعية والفردية للمنتخبات الوطنية فإنني من واقع انحيازه لشباب مصر وخبراته الرياضية أقول له وأذكره بأن طاهر أبوزيد وزير الرياضة السابق قام قبل رحيله من الوزارة مع حكومة الببلاوي بفتح العديد من ملفات الفساد في المنظومة الرياضية في خطوة كان يهدف من ورائها إلي تطهير الرياضة المصرية من أباطرة وخفافيش الظلام والفساد فيها. ومادمنا نقول إن حكومة "محلب" هي حكومة ثورة تلك الثورة التي قام الشعب المصري العظيم من أجل القضاء علي الفساد وتطهير البلاد من أقطابه وذيوله وأذنابه وبناء دولة مصر الحديثة.. مصر العدالة الاجتماعية والمساواة والكرامة الإنسانية والعيش والحرية والديمقراطية.. فإنني أطالب "محلب" بما عرف عنه من حسم وصرامة وقوة في الحق أن يفتح ملفات الفساد الرياضي التي كشف عنها طاهر أبوزيد لأن الشعب وأسرة الرياضة المصرية لا تريد أن تموت تلك الملفات في الأدراج حتي يأخذ المخطئ العقاب الذي يستحقه ويكون عبرة لمن تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم التي لا تعوق تقدم الحركة الرياضية فحسب.. ولكنها تعوق مسيرة الوطن لأن التاريخ والواقع وتجربة مصر المريرة في الفساد أثبتت أن طموحات الوطن في البناء والتنمية والتطور والرفاهية لن تتحقق إذا لم تتم محاربة الفساد في جميع قطاعات الدولة والقضاء علي كل مظاهره واقتلاع مرتكبيه من جذورهم. ونحن اليوم أمام قضايا فساد عديدة في الوسط الرياضي.. ولم يكشف عنها مواطن عادي أو جهاز إعلامي بل الذي كشف عنها وزير الرياضة شخصياً.. وهنا نحن ننتظر من وزارة "محلب" أن تتعامل بشفافية ووضوح مع تلك الملفات وأن يكتب لها النهاية في أسرع وقت من منطلق العدالة الناجزة وحتي يعرف المواطن وأعضاء أسرة الرياضة ويطمئن قلبه أنه تم تطهير الرياضة من الفاسدين والفساد أو أن يتم إدانة وزير الرياضة السابق طاهر أبوزيد بالبلاغ الكاذب ضد من قال عنهم إنهم فاسدون إذا ثبت كذب ادعاءاته.. فالمطلوب إثبات براءة من فتحت ضدهم هذه الملفات أو براءة من قام بفتحها لأن حسم هذه الخطوة سريعاً من شأنه أن يزيد من ثقة واطمئنان المواطن بأن مصر الثورة تسير بخطي ثابتة وعلي أرض صلبة في تحقيق أهدافها والتي ضحي الشعب المصري العظيم بالآلاف من شبابه فلذات أكباده.. أما لو تم التعتيم علي تلك الملفات اعتماداً علي أن الله أنعم علي الإنسان بنعمة "النسيان" فإن مثل هذا التصرف من شأنه أن يصيب أسرة الرياضة والمواطن البسيط بحالة من اليأس والإحباط وانعدام الثقة في مدي قدرتنا علي تحقيق واحد من أهم أهداف ثورتنا المجيدة فقد ارتضينا سيادة القانون واحتمينا جميعاً بمظلته منذ قمنا بالثورة ضد الفساد والظلم. وسيبقي القانون هو طوق النجاة والسفينة القادرة علي العبور بمصر الثورة لبر الأمان.. ونحن لا نطلب سوي تفعيل القانون وتنفيذه في قطاع الرياضة علي كل عناصر الرياضة المصرية بداية من رؤساء وقيادات المنظومة الرياضية وصولاً لتنظيمات جماهير الألتراس التي أفسدت الحياة الرياضية بسبب تعصبها وما ترتكبه من مظاهر عنف وشغب حتي بلغت المأساة إراقة الدماء بملاعبنا الخضراء في كارثة مباراة الموت ببورسعيد.