حتي كتابة هذه السطور لم يكن قد تم الإعلان نهائياً عن اسماء الوزراء في حكومة المهندس إبراهيم محلب التي خلفت حكومة الدكتور حازم الببلاوي. لكن من الواضح أو من شبه المؤكد أن الوزارة الجديدة لن تضم بين صفوفها طاهر أبوزيد وزير الرياضة بعد ان تقرر ضم هذه الوزارة إلي وزارة الشباب ليتولاهما معاً خالد عبدالعزيز وزير الشباب. وخروج وزير من الوزارة أو الابقاء علي وزير ليس مشكلة بل هو أمر عادي طبقا لرؤية رئيس الوزراء المكلف.. ولكن خروج طاهر أبوزيد بالذات سوف يحدث آثاراً غير مستحبة لأن طاهر كان له بصمة واضحة علي الرياضة في الفترة التي تولي فيها المسئولية. ومن أبرز هذه الآثار اصراره علي تطبيق اللائحة الجديدة للأندية التي تمنع تولي أي مجلس إدارة أكثر من فترتين متتاليتين أي لمدة ثماني سنوات فقط. ثم قراره بفتح باب الانتخابات لمجالس إدارة الأندية التي استكملت مدتها وتحديد مواعيد اجراء هذه الانتخابات. ولا أحد يعلم ماذا سيفعل الوزير خالد عبدالعزيز بالنسبة لهذه الأمور.. ولعل مجلس إدارة النادي الأهلي هو الأكثر سعادة بخروج طاهر أبوزيد من الوزارة لأن الحرب كانت دائرة علي أشدها بينه وبين الوزير بسبب اللوائح التي تحدد مدد مجالس الإدارة ورغبة مجلس الأهلي في البقاء وعدم اعترافه بفتح باب الترشيح للانتخابات الجديدة.. وقد استقوي المجلس علي الوزير باللجنة الأولمبية المصرية التي انحازت له. وانضمت إليه في الاستقواء بالاتحاد العالمي لكرة القدم "الفيفا" ضد الوزير. لكن الوزير طاهر كان قوياً في موقفه لأنه علي حق وأصر علي إجراء الانتخابات في موعدها. وكلف إلي جانب ذلك لجنة من الخبراء الرياضيين والقانونيين لإعداد قانون الرياضة الجديد الذي يمكن من خلاله النهوض بالرياضة في مصر. ولأن اللجنة الأولمبية المصرية كانت منحازة إلي مجلس الأهلي ضد الوزير. فقد شكلت هي الأخري لجنة من جانبها لإعداد قانون للرياضة يضارب القانون الذي تعده لجنة الوزير. وجاء خروج طاهر أبوزيد من الوزارة ليكون برداً وسلاما علي مجلس الأهلي وعلي اللجنة الأولمبية لأن هذا الخروج يضع حداً للحرب الدائرة بين الجانبين.. وبذلك أثبت مجلس الأهلي أنه مركز قوي في مصر لا يستطيع أحد الوقوف في وجهه حتي لو كان الوزير من أبناء النادي. ولا ندري هل خروج طاهر أبوزيد من الوزارة جاء مقصوداً من رئيس الوزراء المكلف المهندس ابراهيم محلب مجاملة لمجلس الأهلي أم أراد أن يريح "دماغه" من صداع الحرب القائمة بين الجانبين فآثر أن يضحي بالوزير. علي أننا لا ندري كيف سيتصرف الوزير خالد عبدالعزيز الذي جمع بين وزارتي الشباب والرياضة في هذه المشكلة؟ وهل سيخضع لمجلس الأهلي وينفذ رغباته. أم سيمضي قدما في تنفيذ سياسة الوزير السابق طاهر أبوزيد؟.. الأيام هي التي ستكشف لنا ذلك. علي أنه في حالة النكوص عن سياسة الوزير طاهر أبوزيد وتأجيل الانتخابات أو إلغائها ستحدث ثورة عارمة في الأندية التي بذلت جهوداً كبيرة وانفقت أموالا طائلة في الإعداد لهذه الانتخابات. ويبقي طاهر أبوزيد شخصية محترمة ومحبوبة جماهيريا من مشجعي كل الأندية وليس النادي الأهلي وحده ويظل احترامه قائماً سواء بقي وزيراً أو خرج من الوزارة.