تمر اليوم- الخميس 13 فبراير الذكري رقم 33 لرحيل الفنان القدير شفيق نور الدين أو الفنان الفلاح كما اشتهر في الحقل الفني.. فقد كان يعتز بأصله الريفي وبتقاليده وعاداته التي لم يتخل عنها أبدا.. لدرجة أنهم في المسرح القومي الذي كان أحد نجومه في عصره الذهبي أطلقوا عليه لقب.. زعيم الفلاحين.. وكونوا رابطة باسم الفنانين الفلاحين اختير هو لرئاستها وزميله حمدي أحمد لأمانة صندوقها وكانت تضم: عبدالله وحمدي غيث وإبراهيم الشامي وأحمد الجزيري وغيرهم. اسمه بالكامل شفيق محمد نور الدين خميس.. ولد في 15 سبتمبر عام 1911 متزوج وانجب 6 أبناء.. أربع بنات وولدين من بينهما الممثل نبيل نور الدين الذي ورث عنه الفن. شكله كان أكبر من سنه.. وفنه أكبر من الاثنين.. عشق التمثيل منذ أن بهره هذا الفن من خلال الفرق المتجولة التي كانت تزور قريته "بجيرم" مركز قويسنا..محافظة المنوفية.. بدأ يقلد الممثلين وقام بتحويل جرن القرية إلي مسرح جاء إلي القاهرة والتحق بمدرسة الفنون والصنايع لكنه اهتم بالتمثيل وأهمل الدراسة ورسب فيها والتحق بمعهد عبدالعزيز حمدي.. أول معهد للتمثيل عرفته القاهرة.. شاهده زكي طليمات واحتضنه.. إلا أن الفترة التي حاول الاحتراف فيها كان الفن في منتهي الضياع ومعظم الفرق أغلقت أبوابها اثر الأزمة الاقتصادية العالمية في أوائل الثلاثينيات.. ولأنه لم يكن أمامه غير الفن يكسب به لقمة العيش أعاده والده إلي القرية ليعمل معه في تجارة القطن. بدأ حياته الفنية عام 1925 عن طريق الكمبوشة وهي المكان الذي جلس فيه لفترة طويلة جدا عندما عين ملقنا بالفرقة القومية إلي أن أتاح له المخرج فتوح نشاطي فرصة الظهور علي المسرح في دور صغير بمسرحية مصر الخالدة.. ولأنه أداه بكفاءة قدمه المخرج لمدير الفرقة في ذلك الوقت "خليل مطران شاعر القطرين" الذي وافق علي نقله من الكمبوشة إلي خشبة المسرح.. بعدها بدأت مرحلة جديدة في حياته كانت إيذانا بظهور ممثل قدير عرفته الجماهير المصرية وأصبح إحدي العلامات البارزة في المسرح القومي من خلال عشرات الروائع مثل: عيلة الدوغري. قهوة الملوك. المحروسة. السبنسة. سكة السلامة. دائرة الطباشير القوقازية. ملك القطن. كوبري الناموس. القضية. سهرة مع الحكومة.. والعديد من الأفلام.. منها: القاهرة 30 ومراتي مدير عام ومعبودة الجماهير والناس اللي تحت وجفت الأمطار والمومياء.. بالإضافة للأعمال التليفزيونية ومن بينها: عيلة سي جمعة ونوادر جحا ورحلة عم مسعود.. وتقديرا لفنه وريادته حصل علي شهادة الجدارة في عيد الفن عام 1958 وسلمه الرئيس جمال عبدالناصر وسام الشرف من الطبقة الأولي وجائزة من الرئيس السادات وجوائز أخري يصعب حصرها عن ادواره السينمائية.. كما كرمته محافظته بإطلاق اسمه علي الشارع المؤدي إلي مسقط رأسه.