سوف يظل المواطن البسيط هو حجر الزاوية ويحتل المرتبة الأولي في الاهتمام وذلك في أي تطورات علي الساحة السياسية أو أي إجراءات تستهدف تحسين الأحوال والظروف المعيشية ورفع مستوي الأداء والخدمات المادية والخصوبة. كما أن المناطق الشعبية والعشوائية تتطلع إلي تلك الإجراءات التي تأخذ بيد هؤلاء الغلابة وانتشالهم من حالة التردي التي عاشوا في رحابها سنوات من الفقر والمعاناة وبلغت ذروتها في الثلاث سنوات الأخيرة نتيجة حالة الفوضي التي زادت الطين بلة وامتدت إلي كل الأنحاء وأصبحت لا تري شارعاً أو حتي حارة دون أن تشاهد تلك الفوضي. الأرصفة محتلة والجزر بين نهري الشارع احتلها البلطجية وأقاموا الأكشاك وتم عرض البضائع بصورة أدت لتشويه الشوارع والويل كل الويل للمعترض! كما أن الانفلات الأمني ساهم في توقف حركة الخدمات. فالمجرمون يرتكبون الجرائم ويخطفون الأطفال وغيرهم ويطالبون بفدية مبالغ فيها ويجري ذلك مع شديد الأسف تحت سمع وبصر أجهزة الأمن التي أصبح شغلها الشاغل ملاحقة مرتكبي جرائم التفجير والاعتداء علي رجال الشرطة حيث يتساقطون شهداء علي أيدي هؤلاء الذين تجاوزوا كل الخطوط. وضربوا بالقانون عرض الحائط. بالإضافة إلي مطاردة جماعة التكفير التي أثارت الرعب والخوف في نفوس المواطنين وأصبحت جرائمهم مثار الفزع في المدن وبأقصي القري والنجوع جرياً وراء سراب السلطة وخداع التيارات التي تزعم الانتماء للإسلام وهو منها براء. ولا شك أن كل هذه الخيوط قد تشابكت وجعلت مهمة المواطن البسيط وحصوله علي الخدمات من الأمور العسيرة وناهيك عن تلك المظاهرات والإضرابات من أجل الحد الأدني للأجور وغير ذلك من الأعمال التي تعوق أجهزة الخدمات الرسمية أو الشعبية عن أداء مهامها لهؤلاء الغلابة الذين طحنهم الغلاء. وارتفاع الأسعار. وما أدراك ما البطالة وتداعياتها التي أرهقت قطاعات كثيرة من الشباب. ومما زاد من حدة المعاناة انتشار الأنفلونزا بمسمياتها المختلفة "الطيور أو الخنازير" أو اندراجها تحت مسمي واحد. وكأن المأساة تطارد هؤلاء الغلابة ويتشبثون بأي بارقة أمل تلوح في الأفق لعلها تساهم في تخفيف معاناتهم وإزاحة كابوس الفوضي والانفلات عن كاهلهم. كما أن أنظارهم تظل تتعلق بالتصريحات المتفائلة لبعض المسئولين لعل وعسي تنفرج الأزمات ولو قليلاً في إطار المثل القائل "أول الغيث قطرة". ولا شك أن أعناق هؤلاء الكادحين تشرئب نحو الآفاق التي تؤذن بمرحلة جديدة خاصة بعد إنجاز الدستور وتتمثل في سباق الرئاسة ودخول بعض المتنافسين وترقب اعلان المشير عبدالفتاح السيسي الترشح لرئاسة الجمهورية كما يدخل نفس السباق الدكتور حامد طاهر وآخرون سوف يقدمون علي الترشح للرئاسة والجماهير تتابع هذا السباق وعن كثب. والآمال تتراقص في الصدور لعل الأزمات وحالة الانشقاق تنزاح إلي الأبد ويعود الأمن والاستقرار ويمتلك رجال الشرطة زمام الأمور والسيطرة علي مقدرات الشعب والوطن. لا شك أن المواطن البسيط يراقب برامج هؤلاء المرشحين في سباق الرئاسة ويتلهف في أن يجد ضالته لدي برنامج طموح يأخذ بيد هؤلاء المطحونين نحو حياة أكثر اطمئناناً ومستوي لائق من المعيشة في حدود الامكانيات المتاحة. بسطاء شعبنا يرضون بأقل القليل طالما كانت بعيدة عن الروتين والتعقيدات الإدارية والوساطة والمحسوبية ويصبح الحصول علي الخدمات في متناول كل البسطاء بلا تمييز بين المناطق الراقية وبين الشعبية والعشوائية أو النائية والريفية. وأن تكون العدالة الاجتماعية هي المظلة الرئيسية التي تشمل الجميع بظلالها. الحقيقة أن الجماهير تتعلق أبصارها برجل يستطيع الأخذ بزمام الأمور ويتمكن من جمع الصفوف ورأب الصدع والسعي بكل همة لتحقيق العدالة وتطبيق القانون بكل حزم وحسم ضد الخارجين والمنحرفين ومثيري الرعب والفزع والضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطن. ولا يفوته أن يبذل قصاري جهده في عودة الفلاحين والمزارعين إلي العمل من أجل ازدهار الزراعة وعودتها إلي سابق عهدها مدركاً أن مصر بلد زراعي في المقام الأول والفلاح هو من يمدنا جميعاً بالغذاء من مختلف المحاصيل الزراعية التي تساهم في سد احتياجاتنا من السلع الزراعية كالقمح وغيره من المنتجات التي تجعلنا نمتلك أقواتنا دون أن نظل نستجدي الآخرين من أجل استيراد من الخارج إن حماية الفلاحين والمزارعين وتيسير حصولهم علي التقاوي والأسمدة وتطهير الترع والمصارف وتنظيم دورات الري من المهام الأساسية التي تنتظر الرئيس القادم لعله يحقق هذه الطموحات. الجماهير تتعلق آمالها برئيس يضع يده في أيديهم من أجل مواجهة تلك الأزمات الاقتصادية وغيرها والبحث معاً عن الحلول المناسبة التي تنهي المعاناة والقضاء علي المشاكل المتراكمة عبر سنوات طويلة. والجماهير تدرك أن الرئيس وحده لن يستطيع مواجهة كل تلك الأزمات دون وقفة شجاعة من مختلف الطوائف والفئات فاليد الواحدة لا تصفق وحدها. المهمة ثقيلة والأعباء كبيرة ولابد من تضافر الجهود وتكاتف الجميع وليتنا جميعاً ندرك أن الرئيس القادم لا يمتلك عصا سحرية لإنهاء تلك المشاكل والوطن في انتظار جهود المخلصين. فلن يبني الوطن إلا سواعد أبنائه. وليتنا نلتف حول الرجل الذي تتطلع إليه جماهير الشعب للنهوض بالوطن نحو مستقبل مشرق وغد أفضل. ولا شك أن آمال هؤلاء الجماهير تتعلق بالمشير عبدالفتاح السيسي دعوات من القلب أن يوفق الله لمصر من يأخذ بيدها نحو تلك الآفاق الرحبة والمستقبل المشرق بإذن الله.