فن النحت علي الخشب واحد من أبرز المهن الحرفية التي تنتشر داخل قرية حجازة بمركز قوص جنوب محافظة قنا منذ أن أسس للفكرة واحد من الرهبان بدأ في تعليم أبناء القرية حتي اتقنوا المهنة تماماً وتحولت الفكرة إلي تجارة خاصة بعد إنشاء إحدي الجمعيات لمركز متخصص لصناعة المنتجات الخشبية ومع ذلك لم تسلم ذلك المهنة من الاهمال بعد أن نفض المسئولون أيديهم عنها وجعلوها تواجه شبح الاندثار خاصة وان الأشجار التي تستخدم في صناعة الأدوات أصبح بالفعل البعض منه علي وشك الانقراض بالإضافة إلي قلة المعارض المقامة للترويج للمنتجات التي تتيح عشرات فرص العمل لأبناء قرية حجازة. قرية حجازة التي يقطنها 105 ألف نسمة تعتبر من أقدم القري المصرية حيث كانت الممر الرئيسي عبر الصحراء للذهاب إلي الأراضي المقدسة بالحجاز لتأدية فريضة الحج ولهذا السبب بحجازة ويتميز سكانها بمزيج من العادات والتقاليد المصرية والعربية والإسلامية القديمة. صناعة الأخشاب والنحت علي الخشب داخل قرية حجازة كانت مجرد فكرة صغيرة نمت مع مرور الوقت لاتقان أهلها وحبهم للإبداع والابتكار ولذا اتتجهت إحدي الجمعيات منذ عام 1940 لاستغلال موهبة أبناء وبدأت في إنشاء مركز للنحت علي الأخشاب داخل مدرسة ابتدائية وتطور العمل تدريجياً من مجال التربية إلي التنمية للشباب ثم توالت المبادرات سريعاً فنهض مركز آخر لتنمية المرأة بدأ بفصل واحد ثم تحول إلي مركز متكامل للأشغال اليدوية ومكافحة الأمية. "المساء" كانت في زيارة للمركز لرصد واقعية لما يحدث هنا فأكد الراهب بشير المدير المالي والإداري للمركز أن الورشة ملك الجمعية الصعيد للتربية والتنمية التي اختارت قرية حجازة لعمل تنمية للشباب وهي من أكبر الجمعيات في الشرق الأوسط وكنا في البداية في مكان صغير بجوارر مدرسة الأقباط الكاثوليك حيث أسسها راهب فرنسي يدعي بتروس ايون عاش في القرية 27 عاماً حيث توفي ودفن بها وكان "بتروس" قد بدأ يفكر في النجار غير التقليدية فأضاف فكرة النحت والخرط علي الخشب من وحي البيئة نفسها وبدأنا مجموعات نتعلم منه في البداية منذ عام 1986 بجوار الكاثوليك فتعلمنا علي يديه حوالي 150 شاباً علي أن تحول المكان في الوقت الحالي إلي مركز ضخم تم تخصيصه بقرار من اللواء عادل لبيب حينما كان محافظاًَ لقنا في فترته الأولي للاتجاه للعمل في السياحة بسبب ضعف الترويج للمنتجات. حول مراحل العمل بمصنع الأخشاب أكد الراهب بشير أن البداية تكون بنشر الخشب علي منشار الأشجار ثم يدخل المخازن للتجفيف لمدة عامين داخل المخزن ونأخذ منه بالطلب حسب نوعية الشغل في ورشة الماكينات ثم نبدأ تدريب الشباب عليه ويبدأ النحت بالأزاميل اليدوية ثم نقيم المنتج ويدخل مخزن آخر لعرضه داخل مخزن المركز والمتبقي يذهب للجمعية بالقاهرة أثناء المعرض ثم يشكل الأعمال علي أشكال فرعونية وقبطية وإسلامية وعربية لتعطي مناظر جمالية غاية في الروعة. أكد انه يتم التسويق للمعرض من خلال معرض بالجمعية في القاهرة ويقام عادة في شهر مارس ولكنه توقف منذ قيام ثورة 25 يناير وسبق أن قمنا بعمل معرضين بالمحافظة وتم عمل 5 معارض ومنذ بداية عام 1986 بالإضافة إلي المعارض التي أقامتها الجمعية والتصدير لأوروبا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا مشيراً رلي أن الأوضاع التي أعقبت الثورة كان لها بالغ الأثر حيث أدت إلي قلة المعارض حتي التي كانت تقام بالأقصر لقربها من القرية توقفت وأصبحنا نعاني صعوبات في التسويق. أوضح: نحن نستخدم الأشجار البيئية مثل السنط والاتل والكاي والنبق والسرسوع الذي يواجه الانقراض حالياً ولذا نطالب الحكومة بإقامة مزارع خاصة أو وضعه داخ لمحمية طبيعية لحماية هذا النوع من الانقراض مؤكداً أن هدف المركز تعليم الشباب العمل الجماعي فالشاب يتلقي التدريب لمدة عامين أو ثلاثة ثم يتجه للعمل في ورشة خاصة به إذا رغب في ذلك فالمتدرب يتحول إلي فنان يعمل برؤية فنية بحته مستخدماً كافة أدوات النحت والرسم علي الخشب وعمل المطابخ والشوكك والسكاكين الخشبية والأدوات المكتبية وغيرها إلا أن ضعف الاهتمام الموجهة للصناعات الخشبية يهدد مستقبل الحرفة كما يفقد الشباب فرص العمل التي يتيحها لهم المركز. أضاف عاطف بقطر أحد العاملين بالورشة أني تعلمت في البداية لمدة عام ثم مارست المهنة طوال 12 عاماً أخري وأنا أعمل بحررفة النحت لحبي لهذه المهنة التي أجد إبداعي ومهاراتي بها برغم صعوبتها وكذلكك الرسم علي الخشب كما صنعت في تلك الفترة ما يقرب من 5000 قطعة خشبية وفقاً لرؤية كل واحد حسبما يقوده فكره ورؤيته الخاصة دون أن تفرض علينا سياسة بعينها أو أسلوب موحد للعمل لأن هذه المهنة تحتاج الابتكار والتجديد الذي يجذب بشكل أكبر للمنتجات.