تلقيت إتصال تليفوني رقيق من الصديق هشام زعزوع وزير السياحة - الذي نكن له كل إحترام وتقدير - حول مقال الأسبوع الماضي تحت عنوان " فضيحة في الأقصر " والذي كشفنا فيه الهجمة الشرسة علي قطاع الطيران المدني وإقتصادياته .. وأن مخطط هدم الشركة الوطنية "مصر للطيران" وهدم والسيطرة علي صناعة النقل الجوي بتطبيق سياسة السماوات المفتوحة في مطار القاهرة الدولي لحساب بعض الحيتان من أصحاب شركات الطيران الخاص وشركات السياحة قد عادت محاولات تنفيذه بعد فشله مرات عديدة . أوضحنا أن تنفيذ المخطط هذه المرة يتم بإسلوب فج وعشوائي تحت شعار زيادة أعداد السياح.. وبما ينذر بتخريب صناعة النقل الجوي في مصر التي تعد أحد الأعمدة الرئيسية للإقتصاد القومي .. ورغم التسهيلات والاعفاءات الكبيرة والكثيرة التي تمنحها وزارة الطيران المدني لشركات الطيران الخاص ولكبريات شركات السياحة بهدف عودة الحركة السياحية إلي معدلاتها .. إلا أن الحيتان مازالوا يجاهدون لهدم الشركة الوطنية والسيطرة علي الطيران المدني لتتضخم ثرواتهم علي حساب الإقتصاد القومي. قبل أن أعرض وجهة نظر وزير السياحة ألتزم بنشر ماطلب نشره علي لسانه حرفيا حيث قال أنه يكن كل الإحترام والتقدير للمهندس عبد العزيز فاضل وزير الطيران .. فاسمه فاضل وهو رجل فاضل . وقال أيضا أنه يرفض تماما المساس بالشركة الوطنية " مصر للطيران " التي تضم 36 ألف موظف يعول كل منهم أسرة كاملة .. والتي تعد أحد أعمدة الإقتصاد القومي .. وأنه لا يضغط علي وزارة الطيران المدني لتطبيق سياسة السماوات المفتوحة وأن وزارة السياحة دعمت بعض خطوط مصر للطيران بقيمة 20 مليون جنيه خلال الفترة الأخيرة لتنشيط حركة السياحة .. وأنه يهدف إلي جلب المزيد من السياح إلي مصر دون اي تأثير سلبي علي مصر للطيران وقطاع الطيران عامة .. وبالطبع قلت للوزير أنني أتفق معه وأكون أول المؤيدين لتحيق هذا الهدف بشرط ألا يكون علي حساب الشركة الوطنية وقطاع لطيران . ثم شرح الوزير هشام زعزوع وجهة نظره والتي تتلخص في السماح لشركات طيران بتشغيل رحلات بين مطار القاهرة وبعض العواصم والمدن العربية والأوروبية والآسيوية التي تصلها طائرات مصر للطيران بشرط أن يكون 50% من حمولة هذه الرحلات من السياح الأجانب ..ومقابل جلب هذة النسبة من السياح إلي مصر يتم السماح لهذه الشركات بنقل ال 50% الأخري من حمولتها من المصريين لتحقق هذه الشركات عائد إقتصادي يشجعها علي الإستمرار في جلب السياح إلي مصر . ومع كل إحترام وتقديري لسعي وزير السياحة لجلب المزيد من السياح إلي مصر أختلف معه - والخلاف لا يفسد للود قضية - فهذه الفكرة في ظاهرها تزيد من أعداد السياح وإنفاقهم لكنها في الحقيقة تنتقص من الدخل القومي لتضيف إلي القطاع الخاص . وبحسبة بسيطة فإن كل سائح يحضر إلي مطار القاهرة علي طائرات هذه الشركات سواء المصرية أو العربية أو الأجنبية طبقا لرؤية وزير السياحة يذهب إنفاقه إلي خزائن القطاع الخاص والقطاع السياحي وشركة الطيران الناقلة سواء الخاصة أو العربية أو الأجنبية .. لكن في نفس الوقت يقل إيراد مصر للطيران وينخفض الدخل القومي بقيمة تذكرة الراكب الذي ستحمله طائرات تلك الشركات في إطار الموافقة التي ستمنحها سلطة الطيران المدني لها والتي تتضمن 50% من حمولة الطائرة من الأجانب وال 50% الأخري من المصريين .. وبذلك ننتقص من دخل قطاع الطيران الذي يذهب إلي خزائن الدولة .. لنضيف إلي دخل القطاع السياحي واغلبه يذهب إلي القطاع الخاص وخاصة الحيتان .. وهنا يظهر أمام العامة والخاصة نجاح القطاع السياحي بغض النظر عن ما تسبب فيه من خسائر لقطاع الطيران. عموما لقد وعد الوزير هشام زعزوع بمزيدا من النقاش لتوضيح وجهة نظره .. ويبقي أن نكرر ماذكرناه الأسبوع الماضي في نفس المكان أن الأمر يحتاج إلي لمزيد والمزيد من التأني والدراسة قبل التنفيذ حتي لا نبني قطاع علي أنقاض الآخر لأن مصر في النهاية كيان واحد وليست جزر منعزلة . وعمار يامصر