أعجبت بابتسامتك الرائقة وكلماتك الواثقة بالمستقبل الذي ينتظر القاهرة كعاصمة أهم في المنطقة ولأن في مقدمة اهداف العمل الخدمي ايجاد علاقة صحية بين المواطنين والجهة المسئولة فإني اتوقع ان تشمل قراراتك الحاسمة ما يقضي علي مشكلة طال أمدها لو أننا حددناها في كلمة واحدة وهي الابتزاز. لأني من السكان القدامي - نسبيا - في مصر الجديدة فقد تعاملت مع "الزبال" الذي يطرق بابي كل صباح لقاء عشرة قروش. لا غرابة فقد كان ذلك في الستينيات. اضيف إلي المبلغ - في السبعينيات - فصار خمسة وعشرين قرشا ثم سلك طريق الجنيهات فبلغ في زمننا الصعب خمسة جنيهات. وجد المسئولون عن المحافظة في فترات سابقة ان عملية جمع القمامة بالصورة التي كانت تتم بها ليست سليمة فقرروا الاستغناء عن الزبالين والتعاقد مع شركة نظافة. قيل انها اجنبية لجمع القمامة من البيوت ووضعت في كل شارع صندوقا هائلا طالبت المواطنين بان يضعوا فيه ما لديهم من قمامة فتحملها العربات المخصصة لذلك ثم فرضت المحافظة ثمانية جنيهات علي كل ايصال كهرباء عقد اذعان مقابل الاجراء الجديد. لم يتأخر هجوم السادة الزبالون طويلا اشفقوا علي السكان ما يعانون في عملية نقل الزبالة إلي الصناديق فحطموا الصناديق أو ابعدوها إلي حيث ألقت وفكوا الأكياس التي وضعت بجوار الأرصفة فتحولت إلي خرابات صغيرة. بدت الصورة عبثية وسخيفة ابطالها المحافظة بعقدها الاذعاني والزبالون بتصرفاتهم التي اترك لك وصفها وجزر الزبالة التي تنغص حياتنا! ما يحدث الآن ثبات المبلغ الذي تحصله المحافظة علي كل ايصال كهرباء والجنيهات الخمسة التي يتقاضاها الزبالون مقابل رفع القمامة من البيوت وجزر النفايات التي لم تغب حتي عن شوارع الاحياء الراقية يعمق المشكلة انتقاء الزبالين ما يستحق البيع ونثر ما يزكم الأنوف ويضر الصحة ويغوي اسراب القطط. آخر ما طالعنا به السادة الزبالون طلب رفع المبلغ الذي يتقاضونه قال "المعلم" وهو يقرر المبلغ عملنا لا شأن لها برسم المحافظة! أثبتت التجربة فشلها ومن حقنا - كمواطنين ان نطمئن إلي "الفردة" التي تمليها المحافظة اتاوة ظالمة لها مواد في قانون العقوبات وان السكوت عن تصرفات الزبالين قد يعني تواطؤا من ذوي الأدراج المفتوحة في الحكم المحلي. نحن نأمل ان تضيف إلي ابتسامتك الرائقة وثقتك في استعادة القاهرة ما كانت عليه قبل اربعة عقود. إجراء يبعد المطرقة والسندان عن رأس المواطنين الغلابة. اقصد فردة المحافظة وتعسف السادة الزبالين.