زمان كان الزبال بيعدي على باب كل بيت وياخد الزباله معاه ينزلها في عربية كارو ونحن لانعلم الى أين يلقى هذه الزبالة أو كيف المهم اننا تخلصنا منها، ولكن فى ظل النظام القديم الفاسد تم التعاقد مع شركة زباله أسبانية وطبعا استبشر المصريون خيرا خصوصا بعد رؤية صناديق قمامة جديدة وسيارات ضخمة تمر علي كل المناطق لجمع القمامة ذلك بالأضافة الي زي أخضر جميل يرتديه العمال الذين يمسكون بمقشات وجرادل جديدة جدا للقيام بهذه المهمة. ولكن مع مرور الوقت تكومت الزبالة بالأطنان خارج الصناديق وليس داخلها حتي لو الصندوق فارغ لأن من يلقى بالقمامة مستعجل ومش مهم جوا أو بره فعامل الزبالة سيقوم بهذه المهمة, ثم بدأت مرحلة التحدي بين العامل والمواطن فالعامل يلتزم بالزبالة التي داخل الصندوق فقط اما التى خارجها فهي خارج اختصاصه, ثم تطور الأمر, فقام أصحاب المحلات بعد أن كانوا يتعاقدون مع الحي لرفع القمامة بإلقاء قمامتهم في هذه الصناديق ولأن القمامة كثيرة جدا فليس مهما ان كانت داخل أو خارج الصندوق بل انتشرت لتغطي الرصيف المحيط بالصندوق بالكامل وقد تغطى الطريق العام دون تفرقة. ولم تعد مشكلة تراكم القمامة قاصرة على مناطق بعينها دون أخرى بل أصبحت سمة مميزة للشارع المصرى سواء كان هذا الشارع شارع رئيسى أو جانبى، فى منطقة مزدحمة أو هادئة، فى منطقة شعبية أو راقية. تطورت الأمور ليصبح الزبال التقليدى شخصا مرغوبا فيه في المنازل فالحكومة السابقة منها لله قررت أخذ تكاليف نقل الزبالة من المواطن مباشرة عن طريق فاتورة الكهرباء والويل لمن لا يدفع، فتحول الزبال الي وظيفة أخري وهي البحث داخل الزبالة الموجودة بالأطنان في الشوارع عن أشياء تنفعهم مثل الأكياس البلاستيك والكارتون والقاء الزبالة التي داخلها في نفس المكان. وياويلك لو حاولت تنصحه أو تلفت نظره أن كده غلط , خصوصا أنهم يتحركون فى جماعات منظمة. أما الزي الأخضر الجميل لعمال النظافة الرسميين تحول للون الأسود القاتم وذلك بسبب عدم نظافة العامل القائم بعملية النظافة. ظهر ايضا خطر آخر وهو عربية الزبالة نفسها التابعة للشركة الأسبانية فهي ضخمة جدا وتصر دخول شوارع ضيقة والويل للسيارات التي تمر بجوارها لن تسلم من بطش السيارة الوحش، وطبعا عنده مبرراته "هو فيه حد بيركن كده في نص الشارع ". اننا في بداية فصل الصيف شهر تنتشر فيه الأمراض والسحابة السوداء.. نرجو من الحكومة الحالية فسخ هذا التعاقد مع أي شركة أجنبية والاعتماد علي عمال الأحياء وهيئات النظافة في اداء هذه المهمة.. ايضا رفع أجور هؤلاء العمال لتأدية مهمتهم بشكل جيد دون ترك المهمة الأساسية والتحول الي مهنة التسول والتي لجأوا اليها لأن مايتقاضونه عن هذه المهمة الصعبة والتي تتم في ظروف أصعب جنيهات قليلة لاتكفي لمنتصف الشهر. وأخيرا يجب عودة الزبال التقليدى الذي يمر علي المنازل لأنه أكثر خبرة بزبالة المصريين وكيف يجمعها ويتخلص منها دون أن يشعر به أحد عن الشركات الأجنبية والتخلص من عقدة الخواجة فكل ماهو أجنبى ممتاز وزى الفل حتى لوكان الزبال وكما يقول المثل " جحا أولى بلحم توره". المزيد من مقالات عادل صبري