ما شهدته أمس بنفسي وعبر الفضائيات في اليوم الأول للاستفتاء علي الدستور كان متوقعا وكنا موقنين تماما اننا سنراه بحكم ايماننا بعظمة مصر وروعة شعبها. انتم فعلا ايها المصريون شعب رائع.. تحدي الدنيا بأسرها وتدفق كالطوفان علي لجان الاقتراع دون ان ترهبه تهديدات الإخوان وصبيانهم أو تزعزع ثقته بنفسه ووطنه وقادته تشكيكات آتية من وراء الاطلنطي أو من لندن أو اسطنبول أو من الدوحة وقناتها الصهيونية القذرة.. ما رأيته أمس كان أبلغ رد من شعب مصر علي المخنسين والقوادين ومصاصي الدماء.. هنا أو خارج هنا.. وهذا بعض من كل ما ابهرني وابهر العالم والقي دشا باردا علي رءوس اعدائنا: * صدق الجيش والشرطة.. فقد كان تأمين كل اللجان علي أعلي مستوي وبوحوش آدمية لا تستطيع "نملة" اختراق هذه السواتر البشرية. * طوابير المقترعين امتدت علي مرمي البصر منذ الصباح الباكر رغم انه يوم عمل.. الكل يقف في أمان واحترام والبسمة لا تفارق شفاه الجميع.. وهنا أود الاشادة علي وجه الخصوص بمواطني الاسكندرية وخط القناة والصعيد الذين خرجوا جميعا عن بكرة ابيهم وملأوا الشوارع وأمام اللجان من قبل بدء الاقتراع بساعات في انتظار ضربة البداية. * رأيت مشهدا تكرر في أكثر من لجنة.. رجال الجيش يحملون كبار السن والمعاقين لتوصيلهم إلي حيث يدلون بأصواتهم وسط بكاء الشكر من المحمولين وقبلات جنودنا علي رءوسهم.. انه مشهد انساني رائع فعلا.. تسلم الأيادي.. تسلم يا جيش بلادي. * كان المشهد الرائع الآخر هو مشهد "المرأة المصرية" التي استجابت لنداء الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام وزير الدفاع وزحفت بالملايين إلي لجان الاستفتاء تصطحب أولادها الصغار بل والرضع ايضا.. تدلي بصوتها في تحد جبار وترقص علي انغام تسلم الايادي.. وهو موقف ليس بغريب علي المرأة المصرية التي كانت العنصر الحاسم في ثورتي يناير ويونيه وفي كافة الاستحقاقات والمناسبات الوطنية.. تعيشي يا أمي.. تسلمي يا أختي وابنتي. * كل المسئولين كانوا في الشارع وأمام اللجان بين الناس.. وقد كانت شجاعة وجسارة فائقة من الفريق أول السيسي واللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية ان يمرا علي اللجان من الخارج والداخل للتأكد من إجراءات التأمين ولتطمين الناس بأن حياتهم في أمان وانهم في القلب والعين.. رغم ان الوزيرين بالذات مستهدفون وعلي قائمة الاغتيالات الاخوانية. * معاملة القضاة للمقترعين اتسمت بالأدب والشياكة والسلاسة وهي الصفات المعهودة فيهم دائما .. كما ان موظفي اللجان كانوا علي مستوي المسئولية والحدث الأهم والابرز. * هذا المشهد الرائع تخللته سخافات محدودة ومتفرقة في صورة اشتباكات في الاسكندرية والفيوم وكرداسة بهدف تشويه المشهد لكنها انتهت بسرعة.. وهي أمور تافهة متوقعة لم تؤثر مطلقا أو حتي تخدش الصورة الكلية الجميلة. سلمت يا مصر العظيمة وسلمت يا شعبها الأروع.. وصلت رسالتكما الوطنية للعالم كله ومن لم يفهمها فعليه ان يعرض نفسه علي طبيب أمراض عقلية. ** الغباء الاخواني.. لأن الاخوان بلا خيال وبالتالي بلا ابداع.. فانهم يكررون الاعيبهم القديمة كما هي رغم انها مبتذلة ومفضوحة.. لقد حاولوا جمع بطاقات الرقم القومي من البسطاء في بعض القري مقابل سلع تموينية وبطاطين لمنعهم من التصويت علي الدستور!! لكنهم انكشفوا وسقطوا. مفيش فايدة في الغباء الاخواني.. فقد احتكروه حصريا!!