عندما يقول الشعب اليوم "نعم" للدستور فأنه في الواقع لا يقولها مرة واحدة بل ثلاث مرات ويحرز بها ثلاثة أهداف مدوية وحاسمة. * الهدف الأول.. إنجاز أول وأهم وأصعب استحقاق في خارطة المستقبل الا وهو دستور وطني يعبر عن كافة أطياف المجتمع ويجد فيه كل مواطن نفسه دون اقصاء أو تهميش أو إغفال لحقه في حياة كريمة ويسقط بالتبعية الدستور الكندهاري الذي تم سلقه وفرضه علينا بليل.. انها "نعم" لثورة 30 يونيه بكل مشتملاتها.. ثورة شعبية ساندها الجيش مثلما ساند ثورة يناير وليست انقلابا عسكرياً كما يزعم أصحاب الخيال الضحل الذين في قلوبهم مرض وفي نفوسهم غرض.. وألا تكون يناير أيضا - وبنفس المقياس - انقلاباً عسكرياً. * الهدف الثاني.. الاعتراف صراحة وليس ضمنياً أو تلميحاً بانتهاء حكم الإخوان "خوارج العصر" والقائهم في "مزبلة التاريخ" وتعرية ورفض 86 عاماً من التكفير والخيانة والعمالة والاغتيالات وانعدام الوطنية والمطالبة بمحاسبة المجرمين الحاليين جنائياً ومن أسسوا وابتكروا هذه الجرائم الحقيرة تاريخياً. * الهدف الثالث.. تفويض شعبي للفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة بالترشح للرئاسة.. فهو "رجل المرحلة" والأقدر علي قيادة السفينة وسط هذه الأمواج الهادرة والعفنة والرسو بها في سلام علي بر الأمان.. أو ليس هو الذي حمل رأسه علي كفيه بشجاعة الفرسان الابطال يوم 30 يونيو وما بعده من أجل مصر وشعبها..؟؟ لقد كان رهان المتأسلمين علي دستور 2012 رهاناً ثبت خسرانه المبين.. لأنهم روجوا له بأن الموافقين عليه سيدخلون الجنة والرافضين له مصيرهم النار وكأنهم - حاشا لله - رب العزة الذي في يده وحده مفاتيح الجنة والنار ولا يملك أحد غير قرار دخولهما. أما نحن ولأننا مؤمنون بالله فأن رهاننا الدائم علي "الوطنية" وعلي هذا البلد وشعبه.. أما أن تكون وطنياً محباً لمصر واستقرارها وتاريخها وجيشها وكافة مؤسساتها أو كارهاً وخائناً لها ولكل مشتملاتها.. أما أن تكون مع مصر أو ضدها.. ونحن إذ نحثك علي قول "نعم" فإننا لا نرغبك في جنة لا نستحوذ علي مفاتيحها ولا نرهبك من نار لا نملكها بل نشحذ فيك هذه الوطنية.. ان تكون مع رأي الاغلبية الكاسحة من الشعب وضد من يحاولون سحقنا وتقسيم دولتنا وتفتيت جيشها باسم الدين والدين منهم براء براء. يا شعبنا الجميل والجبار.. يا صاحب الثورتين في ثلاث سنوات.. انزل اليوم وقل "نعم" بكامل رغبتك وقناعتك للدستور وللثورة.. قل "نعم" لتأييد رفض الإخوان الخونة الذين قالوا "طظ في مصر".. قل "نعم" للسيسي رئيساً ثورياً.. لا تخف من تهديدات جوفاء يطلقها الإرهابيون فهم في النزع الأخير و"نعم" هي شهاة رسمية وشعبية بوفاتهم وخروجهم من المشهد إلي أبد الآبدين.. لا تخش صراخهم الالكتروني فهو الفضاء وسيضيع في نفس الفضاء.. لا يرهبك مواقف وسخافات أمريكا وأذنابها بالاتحاد الأوروبي ومخبول اسطنبول وطفل قطر وقناته الصهيونية فلكل منهم "ساعة" سنحاسبه فيها علي ما أجرم في حق مصر.. المهم الآن ان تحتشدوا أيها المصريون الشرفاء وأن تقولوا "نعم" بالتلاتة.. وسوف ترون النتائج المبهرة. "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب".. صدق الله العظيم