تري علي أي رهان يبني إخوان الاهل والعشيره توقعاتهم بأن تتقهقر مصر للوراء ليعود رئيسهم المخلوع بإراده شعبية جارفة وكأن لا ثورة تصحيح جرت ولا جيش استجاب لإرادة شعب نفض عن كاهله نظاما عنصريا بغيضا. وبدلا أن يتحدث هؤلاء عن مصالحة وطنية بين أبناء الوطن وإعادة توحدهم خلف علم واحد بعد ان فرقهم نظام فاشي فاشل, نجدهم يستبدلون علم بلادهم بآخر لتنظيم القاعدة بعد ان أعلنوا الحرب علي أشقاء الدم والارض وتباروا في تقديم أكفانهم رخيصة لشيطان رجيم. لن ينفعهم رهان خاسر مقدما علي ان تفتر عزيمة القوي الليبرالية والاصلاحية المنخرطة في نسيج متدين وحر يجمع المسلمين والاقباط في مواصلة النضال وبذل الغالي قبل الرخيص من أجل اعادة مصر الي مسار الدول الناجحة, عظيمة التأثير اقليميا ودوليا, المتسامحة عقائديا. لن تخيفنا ذقونهم وخرطوشهم كما لن ترهبنا اعتصاماتهم التي قد تعصف بأمان حياتنا لكن الاعتياد علي مضايقاتهم قدر يهون تحمله عندما نري النار التي تعصف بقلوبهم وتفقدهم عقولهم بعد ان ضاع بأيديهم وتهورهم حلم سرقة مصر. ولن يجد هؤلاء الذين أضلهم قادتهم المدد من الخارج بعد ان نجحت ثورة يونيو والزخم الدائم لمليونياتها السلمية في احتواء قلق وتوجس الغرب من مسار الثورة وكونها من صنيعة الشعب وليست انقلابا عسكريا, ويكفي ان العديد من العواصم والاعلام العالمي بدأ يعيد الحديث عن مصطلح غير معتاد هوالانقلاب الناعم وهو نمط من التدخل العسكري للضغط لتعديل المسار السياسي للبلاد او ازاحة النظام الحاكم بعد نفاد فرصة في القيادة الرشيدة دون استيلاء الجيش علي السلطة علي عكس النمط الذي كان سائدا في انقلابات القرن الماضي, حيث تولي العسكر السلطة مباشرة. ويكفي للاستدلال علي تحول الرأي العام الغربي ايجابيا نحو ثورتنا قول صحيفة التايمز البريطانيةان الانقلابات الناعمة قد تقود الي نظام ديمقراطي بينما قد تصل انتخابات نزيهة برئيس ديكتاتوري الي السلطة لم يتبق أمام الإخوان سوي بدء التطهر ذاتيا من ممارسات سياسية عنيفة دفعتهم للصدام مع الشعب والدولة وليتخلصوا من براثن قيادات خائنة والدفع بقيادات شابة منفتحة تمهد لاعادة دمجهم داخل نسيج الوطن. لمزيد من مقالات شريف عابدين