والمتوقع أيضا، بسبب الطعون العديدة علي الانتخابات البرلمانية الأخيرة أن يفقد مجلس الشعب الحالي صلاحياته وكيانه ووجوده!!من محاسن الثورات الشعبية النقية، كشف العورات النفسية والسياسية للمدعين والمنافقين والشرهين للسلطة والفرعنة!! كما أن تلك الثورات تؤكد مساوئ الحكام وأسرهم الكارثية، حين ينزاح الغطاء الواقي عن ممارساتهم الشيطانية وفسادهم المريع.. وأما الدهاء السياسي لبعض التيارات المحمومة بولع الحكم والتسيد، فتنطلق كمنطاد يكتسح الأجواء الثورية بتمكن وثقة متباطئة وحذرة، حتي تعلو في سماء المشهد، وتتصدر الصورة وتعيد التهام الشعب بسلطة الانتخابات البرلمانية المطعون عليها في المحكمة الإدارية العليا، وبتقنين مصطنع يكفل لأعضاء البرلمان المشاركة بنسبة رهيبة (05٪) في اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور.. وهو الإجراء المخالف للإعلان الدستوري!!! والمتوقع أيضا، بسبب الطعون العديدة علي الانتخابات البرلمانية الأخيرة أن يفقد مجلس الشعب الحالي صلاحياته وكيانه ووجوده!! هذه الرؤي التحليلية القانونية المدروسة بحنكة وعناية، هي ماصدر وتردد بأسي وحسرة، علي المراوغة السياسية التي تهدد الثورة وتكاد تجهز علي أنفاسها الأخيرة، من الفقيه الدستوري الشريف والكبير د. محمد نور فرحات الذي أعلن مع كثيرين من أصحاب الضمائر العارفين بالضوابط والأصول القانونية في العالم كله، أننا بصدد ارتباك وتحايل لا تقره القوانين ولاينتج دستورا لائقا بمصر الثورة! وفي قوائم الشرفاء الذين يناهضون الألاعيب السياسية المريبة، وجهود الهيمنة البرلمانية للتيار الإسلامي كي يتدخلوا بنسبة مرتفعة في حياكة الدستور الجديد، تبرز التيارات الشبابية لائتلافات ثوار 52 يناير، الذين قدموا أنفسهم في صدارة المشهد الثوري لحظة اندلاع الثورة، واستشهد الكثير منهم، فهدموا بجسارتهم المدهشة رأس النظام وحاشيته، وأفرغوا الساحة للشيوخ، الذين ورثوا الأرض معدة ومعبدة للتغيير، وأقصوا الشباب، أصحاب الفضل في تسيدهم السياسي!!! وفي صخب المشهد المضطرب، مات البابا شنودة الثالث، وهو الرمز المسيحي الوقور لكل أقباط مصر.. فرفض أعضاء مجلس الشعب السلفيون أن يقفوا حدادا علي وفاته!!! وبرروا تشددهم بما لايقنع ولايفيد قضية التآخي والوحدة الوطنية!!! وهؤلاء طبعا في طليعة التواقين لكتابة دستور »خصوصي« يؤبدهم ويمنحهم صلاحيات مفتوحة لتهذيب العباد (بمنطقهم الخاص) وقهر النساء. وحول الحالة للإسلاميين، قال المناضل الثوري الجسور د.عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية إن هؤلاء الذين يجلسون الآن تحت قبة البرلمان يجب أن يتذكروا أن الشعب انتخبهم لا لكي يعلموه الدين، بل ليخدموه! سقط القناع الخافي لشهوة السلطة والاستبداد باسم الدين!! فباسم الدين، كان التأثير الجهنمي علي الجماهير المتدينة بطبعها، كي يدعموا الإسلاميين في البرلمان، وقد تمكنوا بالحنكة والدهاء من تحقيق أغراضهم.. فهذا البلد »صنعته الكلام المزوق« كما كتب أحد السائقين علي بدن سيارته النقل الصغيرة، ملتقطا بذكاء داء الثرثرة والضغط علي عواطف الناس بها، وهي أساليب شرعية إذا استندت إلي ما يؤكدها من إنجازات.. ففي البرلمانات الأوروبية مثلا »يجرسون النائب من دول« لو لم يسدد وعوده الانتخابية السابقة.. ولا يستطيع مرشح لبرلمان ولا رئاسة هناك أن يسيء استخدام الدين لتطويع الشعب البريء بوعود الجنة لو أيدوه، أو النار لو انتخبوا ليبراليا أو مستقلا!! وبالطبع، لا تدخل رشاوي اللحم والزيت والأرز والسكر في بند الدعاية الانتخابية لأنه ليس موسم رمضان ولا أوان صدقة وزكاة!! و.. أسوة بالبلاد التي أفاقت من المحن والكروب، وشيدت مجدها الحضاري بقوة ورسوخ.. نتمني من الله أن تتمكن مصر من وضع دستور سوي يلائم كل الطوائف والأزمنة.. وأن يتضمن مواد تحمي الثورات حين يتوجب علي الشعب القيام بها.. نعم.. فهناك مادة في الدستور الألماني تحمل رقم 02 وتنص علي حق الشعب في المقاومة إذا انقلبت السلطة الحاكمة علي الدستور!! هكذا يكون حق الثوار الشرفاء مكفولا بالدستور، لتقويم السلطة الحاكمة بقوة الردع الكامنة في تلك المادة، أو بإشعال ثورة للحفاظ علي الدستور.. ولكن أي دستور؟! ❊ ❊ ❊ آكلة الأكباد: هند بنت عتبة، التي التهمت (بشذوذ) كبد حمزة بن عبدالمطلب عم الرسول [ انتقاما لقتله أباها وأخاها وعمها في غزوة بدر!! أما الست أسماء الأسد زوجة الأسد الابن بشار، فتتمسخر علي ضحايا الثورة وقتلاها علي الفيس بوك، وتقول باستبداد مقزز: »أنا الديكتاتور الحقيقي في سوريا«!! ثم تتسوق آكلة الأكباد السورية بالغالي والنفيس علي الإنترنت (لها نفس تعيش والأطفال يذبحون!!).. إن سوزان مبارك، بعد قيام ثورة مصر كانت مرتبكة هي وزوجتا ابنيها، ولم يسمع أحد بأنهن في ذروة الغضب الشعبي قد فقدن الإحساس، ليس فقط بنبض الناس، ولكن بالخطر الذاتي!!! هذه السيدة السورية التي رأيناها وسمعناها في أوقات نادرة، يبدو أنها اختزنت كل هذا الحمق والشره الدموي لوقت لن تجد فيه عاقلا، علي وجه الأرض، يتعاطف معها ومع عائلتها ويعرض إيواءهم بعد نجاح الثورة!! وربما تكون قد حسمت لنفسها نهاية مرعبة مع زوجها، مثل نهاية رئيس رومانيا الأسبق نيكولاي تشاوشيسكو وزوجته: رميا بالرصاص علي الهواء مباشرة!!