مع اقتراب انتهاء امتحانات الفصل الدراسي الأول.. تتساءل الكثير من الأمهات عن كيفية قضاء إجازة نصف العام مع أولادها.. حتي يعودوا من هذه الإجازة إلي دراستهم أكثر حيوية ونشاطاً. طرحنا هذا التساؤل علي عدد من خبراء الاجتماع وعلم النفس والتربية فماذا قالوا؟! في البداية تقول الدكتورة سهير لطفي أستاذ علم الاجتماع: إن العديد من الأسر تتجاهل مدي أهمية الإجازة في تغيير الحياة المملة وتجديد العلاقة الأسرية مشيرة إلي ضرورة أن تحرص كل أم علي تنمية الهوايات الرياضية والثقافية مثل القراءة والرسم والشعر وغيرها. أكدت أهمية تحديد برنامج خاص للإجازة وذلك من خلال تخطيط مالي مسبق حتي لا تتراكم ديون مالية علي كاهل الزوج بعد العودة من السفر. أشارت إلي ضرورة أن تسعي الأم للخروج بأبنائها خاصة إذا كانوا أطفالاً للمتنزهات والحدائق أو النوادي وذلك لتحقيق الالتقاء الأسري الذي لا يحدث في أيام الدراسة. تنصح كل أم بضرورة الحرص علي جمع شمل الأسرة علي مائدة الإفطار أو الغداء وذلك لزيادة الترابط الأسري وتبادل الحوارات بين أفراد الأسرة. تؤكد الدكتورة مديحة الصفتي أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية: أن الإجازة ليس معناها النوم طوال الوقت بل لابد من تجديد النشاط من خلال الخروج للمتنزهات وزيارة الأقارب والأصدقاء وتحفيز الأولاد علي القراءة وممارسة الرياضة. تشير الدكتورة سهير سند أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: إلي أن من حُسن الحظ أن معرض القاهرة الدولي للكتاب سيعقد خلال فترة إجازة نصف العام وبالتالي سيكون فرصة للأبناء في زيارة المعرض والتعرف علي الثقافات المختلفة المشاركة في العديد من الكتب بالإضافة إلي قضاء وقت سعيد داخل أروقة المعرض. أشارت إلي ضرورة متابعة الأم لأنشطة الأبناء خاصة فيما يتعلق بالإنترنت إذا كانوا في سن المراهقة وذلك بهدف حماية الأبناء. طالبت الأم أن تكون علي درجة كبيرة من الوعي بإمداد أبنائها بالمعلومات عن الأماكن التي تقوم بزيارتها.. لكي نكوِّن رحلات علمية ثقافية تضيف إليهم خلال مراحلهم الدراسية. حذَّر من جلوس الأبناء طوال الوقت أمام التليفزيون.. حتي لا يضيع الوقت هباء دون استفادة. تؤكد الدكتورة عزة سلام أستاذ أصول التربية بجامعة المنيا: ضرورة حرص الأم علي عدم السماح لأبنائها باللعب في الشوارع أو السهر حتي وقت متأخر ليلاً بدعوي أنهم في إجازة. يكشف الدكتور علي المليجي عميد كلية التربية النوعية بجامعة القاهرة والأستاذ بجامعة فلوريدا بالولايات المتحدةالأمريكية: عن أن هناك دراسة أكدت أن 33% من الشباب المصري لا يمارسون الرياضة وذلك نتيجة التدهور الذي حدث في الجامعات والمدارس واختفاء الأنشطة الرياضية بها. طالب بأن تخصص الأم مكان لممارسة الرياضة داخل حدي الغرف.. ورفع بعض قطع الأثاث في فترة الإجازة.. حتي يستطيع الأبناء تجديد حيويتهم وطاقاتهم.. حتي يصبحوا أطفال أسوياء لا يلجأون إلي العنف في المستقبل!! تؤكد الدكتورة نهلة أمين استشاري علم النفس: ضرورة أن تقوم الأم بوضع خطة لاستغلال هذه الإجازة بشكل إيجابي من خلال وضع برنامج يتم تنفيذه بشكل يومي بهدف إدخال البهجة والسعادة علي الأبناء ودون أن تكبد ميزانية الزسرة أعباء مالية إضافية. أشارت إلي ضرورة إعطاء الأبناء سلطة اتخاذ القرار في تحديد الأماكن التي يحبذون زيارتها دون تدخل الأم.. وأن هذا البرنامج يرتبط بميزانية يتم تحديدها مع جميع أفراد الأسرة. مع السيدات التقينا عدداً من السيدات فماذا قالوا؟! تقول نادية سراج الدين ربة منزل: لم أخطط لكيفية قضاء الإجازة بعد ولكن لم يكن أمامنا سوي الذهاب إلي النادي خاصة في فترة النهار.. لأن الفترة الليلية من المتوقع أن تكون شديدة البرودة. أضافت أن السفر لأماكن سياحية خلال فترة الإجازة سيمثل عبئاً مادياً وجسدياً علي أفراد الأسرة خاصة في الظروف الصعبة التي نعيشها حالياً مع استمرار المظاهرات!! تضيف هدي فؤاد محاسبة بإحدي الشركات: أنها ستحصل علي إجازة من عملها خلال نصف العام.. بالرغم من أن هذه الإجازة ستخصم من الأجر الخاص لكن في سبيل أن أقضي وقتاً جميلاً مع أولادي وزيارة الأهل والأصدقاء. تضيف نهاد عبدالمنعم موظفة بأحد البنوك الخاصة: أنها تنتظر بفارغ الصبر حتي تقضي الإجازة مع ابنتها الوحيدة وهي في المرحلة الإعدادية وتعمل جاهدة مع زوجها يعمل محاسباً في تنفيذ برنامج السفر للأقصر وأسوان وربما إلي شرم الشيخ حتي لا تشعر بالملل!! وأن عدم وجود أخوات آخرين لها يسبب لها شيء من الفراغ ولكن هناك أعداد كثيرة من صديقاتها يشاركونها الحياة!!