لقضاء الأجازات دون منغصات استراتيجية منظمة للاستمتاع بالصيف لهنّ : مع بداية الأجازات الصيفية لابد أن يحرص الوالدين على مكافئة الأبناء لقضاء أجازة ممتعة ومفيدة فى الوقت نفسه ، لذلك ينصحك الخبراء بعدم إهدار أجازاتك للاستمتاع بها مع أولادك آخر العام سواء كان ذلك بهدف السفر أو استثمار الوقت ، ولكن كيف نكتشف قدرات ابنائنا ومواهبهم ، وكيف ننميها ؟ وأظهرت دراسة أعدّتها جامعة «جون هوبكنز» أن فصل الصيف يؤثّر سلبا على دماغ الأطفال بحيث يفقدون معدّل شهرين من العلم المكتسب خلال العطلة الصيفية، في حال فشل الأهل في تغذية نشاطات أبنائهم الفكرية. وأوضحت الدراسة ، أنه نتيجة «استنزاف الدماغ» في الصيف، يستغرق الأطفال وقتا طويلا ليتمكنوا من الانتظام في مسار الدراسة من جديد، فور عودتهم إلى المدرسة، وهو أمر يدركه المدرّسون جيداً. ونصحت الدراسة الأهل بإقحام أبنائهم في برامج صيفية تساعدهم على مواكبة ما يأخذونه في المدارس، فضلاً عن تحفيزهم على القراءة أو حتى المساعدة في الطبخ، أو ممارسة هوايات الرسم. اكتشفي قدراته وعن هذه الاستراتيجة يؤكد د. عادل أحمد عز الدين استاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس أن هناك عوامل تؤثر علي مواهب أبنائنا ومنها القدرات العقلية التي تنقسم بدورها الي قدرات عامة وأخري خاصة للمتفوقين والمتميزين في مجالات محددة كالموسيقي و الاختراع والرسم, وهناك عوامل نفسية داخلية كالارادة والرغبة في الانجاز واخري خارجية كالبيئة الأسرية أو المدرسية ومدي تشجيعها لهذه الموهبة أو اكتشافها لها مبكرا أو إهمالها, وهناك ظروف مرتبطة بفرص الأداء المتاحة والمحتملة, فإذا تضافرت كل هذه العوامل لإبراز موهبة أبنائنا فلابد أن يظهر المتميزون وأن نشجعهم في أثناء الدراسة وخلال الاجازة الصيفية ليمارسوها في الأندية ومراكز الشباب وقصور الثقافة وغيرها. وأشار الدكتور عادل عز الدين إلى أن جميع الدراسات الحديثة أثبتت ان الاشخاص الموهوبين يميلون الي التفوق في جميع المجالات، فهم أقوياء، وصحيحو الجسم، وهم أذكياء ولديهم جاذبية اجتماعية, ومستقرون من الناحية الانفعالية وهم أيضا يتميزون بقدراتهم القيادية, وقادرون علي حل المشكلات الناجمة عن التفاعل مع الآخرين وإدارة الحوار والنقاش والتفاوض بشأن القضايا الحياتية التي يتعرض لها زملاؤهم الآخرون كما أنهم محبوبون من قبل أقرانهم. ويضيف استاذ الصحة النفسية أنه يمكن اكتشاف مواهب ابنك في مرحلة مبكرة من عمره في مجال معين رغم عدم تميزه بمستوي ذكاء مرتفع بصورة ملحوظة بالنسبة لاقرانه, وقد تظهر مهاراته في( الموسيقي أو الرياضيات, أو العلوم, أو السفر, أو الرسم.. إلخ). ويبدو لنا ان لهذا الأبن دافعا معينا يحفزه علي ممارسة المهارة أو التميز في ذلك المجال فنقدم له الدعم في التميز لابراز الموهبة والدافع لإحراز تقدم ملحوظ في مجال إهتمامه ويضيف أن هناك صفات معينة تميز الموهوبين وتعتبر مؤشرا يساعد في التعرف عليهم, منها وجود بعض المهارات العامة في الإدراك والتفكير كالاستماع كثيرا إلي الموسيقي أو الاهتمام بمشاهدة الصور والمناظر المختلفة أو الاهتمام بالاعداد والعلاقات بينها, كما يتميز الطفل الموهوب بالقدرة علي تنظيم الأفكار وإدراك العلاقات بينهما وكذلك إدراك المعني الأساسي, كما يتميز بالتلقائية والثراء في محاولة تقديم الحلول أو التوصل إلي الأساليب اللازمة للتغلب علي ما يتعرض له من مشكلات, ولذلك فإذا ركز الموهوب كل طاقاته علي شيء معين مثل كتابة الشعر أو قصة أو رسم لوحة مثلا.. فقد يظهر فيها تركيبات متميزة لأنه يتميز بالتفوق الحركي. أعمال نافعة وينصحك عالم الاجتماع وليم منجر بألا تنصحي طفلك فى الأجازة بمشااهدة التليفزيون أو ترتيب غرفته فى حالة شعوره بالملل وعندما لا يجد ما يفعله ، لأن ذلك سوف سشعره بالضيق. ويقول د. منجز : أنه يجب علي الأم أن تكلفه بعمل نافع وتشجعه وتمده بالنصح والإرشاد فعدم اهتمامها به أثناء الاجازة الصيفية كفيل بتنمية الشعور العدواني لديه، فيقوم بتحطيم لعبه أو اتلاف بعض أدوات المنزل ليلفت النظر إليه، وقد يظل هادئاً وساكناً لإرضاء أمه أو خوفاً منها وفي هذه الحالة يواجه صراعاً نفسياً داخلياً رهيباً مما يؤثر علي صحته النفسية تأثيراً خطيراً، وقد يدخل في دائرة الاكتئاب النفسي. وينصح د. وليم بأن تساعد الأم ابنها خلال الاجازة علي خلع روح التخاذل لتحل محلها روح الانطلاق ولابد للأم أن توجه إلي ضرورة إيجاد نقطة توازن بين مشاهدة التليفزيون وبين القراءة والرياضة وممارسة الهوايات المفيدة مثل الرسم، وبالنسبة لمشاهدة التليفزيون أو استخدام النت وخلافه فعليها مراقبته وتوجيهه حتي لا يحدث استخدام خاطيء يضر بعقله أو صحته، وعليها أن تحدث توازناً بين هذا وممارسة الرياضة أو الهواية المفضلة لديه وحتي لا يؤدي ذلك إلي قتل موهبة الإبداع والاختراع لديه أو القضاء علي الميول الخلاقة لديه. ويقول عالم الاجتماع الأمريكي يجب ألا نغفل دور الرياضة والتي تحافظ علي أجسام الأبناء، وعلي الأم أن توفر لأبنائها نوع الرياضة المناسبة لإمكانيات الأسرة فإذا كانت هناك فرصة الوجود بالنادي فرياضة السباحة تعد من أفضل الرياضات وهناك رياضات أخري مفيدة مثل الجمباز والكاراتيه وخلافه، كذلك رياضة ركوب الدراجات إذا ما توفر المكان المناسب لممارسة هذه الرياضة دون التعرض لأخطار الطرق، كذلك رياضة نط الحبل. الاستمتاع بالمصيف وفي حالة الذهاب إلأى المصيف عليكِ أن أن تتفنني في تخطيط إجازة صيفية ممتعة وضعي في حسبانك أن السفر أكثر ما يمتع الأطفال في رحلتهم ، وأثناء السفر احرصي على التالي : - احرصي على ارتداء طفلك قبعة دائماً أثناء خروجه بالنهار ، فأشعة الشمس فوق البنفسجية يمكن أن تواجه طفلك حتى خلال الأيام التي يغطي فيها السحاب السماء . - يُنصح بأن يغطّى رأس الطفل والجزء الخلفي من رقبته، مع استخدام كريم وقاية من الشمس مضاد للماء على أن يكون عامل الحماية به مرتفعاً (15 أو أكثر). ويجب أن يدهن كريم الوقاية من الشمس قبل الخروج بنصف ساعة، وإعادة دهنه على فترات منتظمة ، مع إبعاد الأطفال عن أشعة الشمس المباشرة قدر الإمكان ، والحرص على أن يرتدي الطفل قبعة عريضة . وتؤكد الدكتورة رشا عمار أخصائية طب الأطفال في حوار خاص لشبكة الأخبار العربية " محيط" أنه منذ بداية الستة أشهر تستطيع وضع لطفلها كريم واقي من الشمس في حال تعرضه لأشعتها طويلاً ، ويفضل أن يكون كريم شمس واقي مخصص للأطفال. كلما زادت درجة حماية منع الشمس كلما كانت أفضل في السن الصغير ، وتبدأ من درجة 50 أو 35 ، ويفضل أن يكون الكريم الواقي من الشمس إنتاج شركة طبية . كما يجب أن تنبهي يا عزيزتي إلى تنبيهات الأطفال على ضرورة عدم تعريض الأطفال إلى الشمس خلال فترة الذروة الممتدة من الثانية عشرة ظهراً وحتى الرابعة عصراً. وإذا أصيب طفلك بحروق جلدية من جرّاء التعرّض إلى أشعة الشمس، قدّمي إليه الماء ودعيه يجلس في مكان مكيّف أو اعطيه حماماً بارداً، أما إذا ظهرت الفقاقيع أو التجعد على جلده فستحتاجين إلى زيارة الطبيب . الأطفال يهون اللعب على الشاطئ حفاة ولكن الأطباء يشددون على ضرورة ارتداء الأطفال الحذاء تجنباً للجروح ، لذا احرصي على ارتداء طفلك صندلاً مفتوحاً أثناء اللعب على الشاطئ ، وإذا أصيبت قدمه بجروح نظّفي الجرح بالماء والصابون ثم اربطيه برباط نظيف إلى حين وصولك للطبيب ، ولاحظي علامات الالتهاب : الإحمرار، الإحتقان، التورم. وقد تحتاجين لتغيير الرباط لمرات عدة يومياً تبعاً لشدة الجرح . مصيف بدون منغصات تكثر الأمراض التي تصيب الطفل خلال الصيف وهي الإسهال والنزلات المعوية والإجهاد الحراري, وضربة الشمس, بالإضافة إلي بعض الأمراض التي تنشأ عن الفيروسات كالزكام وحساسية الأنف والجلد, كما أن الإسهال غالبا ما يكون مصحوبا بالتقيؤ ومغص في البطن وارتفاع في درجة الحرارة. ويوضح د.أشرف عبد المنعم أخصائي طب الأطفال أنه قد يزيد من حالات الإسهال في فصل الصيف عدة أشياء أهمها: كثرة الحشرات والذباب التي تنقل الميكروبات الي الطعام. ارتفاع درجة حرارة الجو مما يساعد علي سرعة نمو الميكروبات. عدم الاهتمام بحفظ الأغذية والأطعمة بشكل جيد, وعدم التقيد بقواعد النظافة العامة. وللوقاية منه يجب أن نحفظ الأطعمة بشكل جيد وعدم عرضها بشكل مكشوف حتى لا يسهل للذباب والحشرات الوقوف عليه, بالإضافة الي إعطاء الطفل الغذاء المناسب له وفقا لعمره. أما عن العلاج فإنه يختلف من حالة لأخرى, لكن في كل الحالات يجب تزويد الصغير بالسوائل المناسبة والمحلول الملحي مع الأخذ في الاعتبار تخفيف تركيز اللبن, ومنع الطفل من تناول الأغذية الدهنية والسكرية والاقتصار علي الأغذية التي تحد من الإسهال مثل الموز والتفاح والبطاطس المسلوقة. أما ضربة الشمس فانها من أخطر الأمراض الصيفية للكبار والصغار بل أكثرها شيوعا وغالبا ما تصيب الأطفال الذين يلعبون خارج المنزل عند تعامد أشعة الشمس علي الأرض, حيث يصاب الطفل بضربة شمس ويشعر بالإجهاد والدوخان وزيادة ضربات القلب, بالإضافة إلي الجفاف في الجلد. والوقاية منها تكون بمنع الطفل من الخروج أثناء فترة الظهيرة, وفي حالة إحساسه بالإجهاد يجب أن نوفر له الجو البارد مع تناول السوائل الباردة مثل العصائر والماء. أما عن الحساسية والأمراض الجلدية التي قد تصيب بعض الأطفال فتسببها بعض الأطعمة والملابس أو استنشاق بعض الروائح أو تناول بعض الأدوية, وبصفة عامة تتكون الحساسية نتيجة لأجسام مضادة في الدم والأنسجة ويطلق عليها اسم المضاد المناعي.