تعيش الأسرة المصرية حالة من الارتباك والخوف لما تشهده البلاد من تداعيات سياسية بالتزامن مع اقتراب بدء العام الدراسي حيث أبدي عدد كبير من أولياء الأمور قلقهم الشديد علي أبنائهم خاصة الأطفال بالعودة للدراسة في ظل حالات الخطف والهجوم علي المنشآت.. حاولنا رصد بعض منا تعاني منه الأسرة المصرية من ضغوط وكيف تتعامل معها. في البداية أكد هشام مغازي موظف أنه سيضطر إلي توصيل أبنائه إلي المدرسة خوفا عليهم من الازدحام في الشوارع وخوفه أيضا من اندلاع أي مظاهرات حيث سيقع خطر كبير علي أولاده. تقول سعاد محمد ربة منزل لم نعش فترة أصعب من هذه التي نعيشها الآن فالأحوال غير مستقرة لدرجة أنني سوف أمنع أولادي من الذهاب إلي المدرسة واني سوف أعوض ذلك بإعطائهم دروسا خصوصية ولكني أعرف انهم لا يستوعبون جيدا نتيجة متابعتهم للأخبار السياسية المرتبكة والمضطربة والتي تضعف من تركيزهم وزادت أوضاعنا سوءا مع رفع الأسعار فإن مستلزماتهم الدراسية تحتاج إلي مبالغ كبيرة وهذا يكون فوق استطاعتنا ولذلك نحتاج هدنة من السياسة حتي يسير الحال وننتبه لأولادنا. تقول شيماء ابراهيم ربة منزل إن زوجي موظف دخله محدود ومع الظروف الحالية فقد قل دخله ولذلك نعاني حالة نفسية سيئة ورغم ان أولادي صغار لكنهم يشعرون بالقلق. ويؤكد احمد صلاح مدرس انجليزي ان اقبال الطلاب علي المدارس ضعيف لأن مدرستهم في وسط البلد حيث تمر بجانبهم كثير من المظاهرات. يقول طارق صبحي موظف انه يبعد ابنته عن متابعة الموضوعات السياسية واسمح لها في وقت راحتها من المذاكرة مشاهدة الأفلام أو سماع الأغاني حتي لا يزداد الضغط عليها وأري انه علي المدرسة دور في طمأنة الطلاب بشأن ما يحدث ومساعدتهم علي التركيز. وإذا كانت هذه آراء الأسر المصرية في ظل هذه الظروف الصعبة فإن المتخصصين يقدمون لهم نصائح تساعدهم علي تحمل كل هذه الظروف. فتقول الدكتورة سامية خضر استاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس: نحن في حالة استثنائية وفي حالة فرضها علينا فصيل عنيف ينتهج العنف والحرق والقتل وكان يريد تحويل هوية الدولة فكان لازم نشعر بذلك وبالتأكيد لم يمر علينا فرحة بشهر رمضان ولا فرحة بالعيد وبالتالي لن تكون هناك فرحة بدخول المدارس بالإضافة إلي خوف ولي الأمور علي أبنائهم من الأفكار والعنف المتداول في الجرائد والتليفزيون فإن هذا يشعر الأولاد بالقلق. فعلي الأم أن تكون واعية وتشرح لأولادها بشكل صحيح الوضع الحالي للبلد وأن تطمئنهم علي الحالة العامة وتشحن إرادتهم ولا تقلل من عزيمتهم وتفهمهم انهم هم الذين يقودون البلاد في المستقبل لابد أيضا من الشعور بالتضامن فلابد من مساعدة القادر لغير القادر وعلي الدولة دور أيضا بأن تتكفل وزارة التضامن الاجتماعي بعدد من الأسر الفقيرة وتوفر لهم معظم المستلزمات. يري دكتور محمد الدسوقي استاذ علم النفس بكلية التربية جامعة حلوان ان الظروف العامة التي يعيشها أي مجتمع تنعكس بوضوح علي افراده وحياتهم وقراراتهم ومدي انجازهم في الموضوعات المختلفة مع ضرورة أن تترك أبناءنا يعيشون ما نعيش من أحداث ولا نحاول عزلهم عما نعانيه من ظروف سياسية غير مستقرة وعلي العكس يجب أن يدركوا ما يحدث خاصة ان السياسة أصبحت جزءا من حياتنا اليومية فنحن نعمل ونعيش حتي تتحسن الأحوال لا أن نظل في أماكننا حتي ينصلح الحال ثم نعمل وعلي كل أسرة أن تقدم لأبنائها القدوة الايجابية في التعامل مع الضغوط واعتقد ان ما يعانيه المجتمع سينعكس ايجابيا علي الشخصية المصرية لأن الأبناء يعيشون مناخا حرا كل واحد يعبر عن رأيه وسيتعلمون معني المشاركة ولن يسمحوا لأحد أن يسلبهم هذا الحق وأشار إلي ان وزارة التموين ستقيم معرضا لمستلزمات المدارس فيمكن للأسرة المصرية أن تحصل علي حاجاتها من هذا المعرض بأسعار مخفضة.