كان لابد من إعلان الإخوان "جماعة إرهابية".. وكان لابد من تصفية هذه الجماعة التي تسببت في انقسام المجتمع وجعلت شبح الحرب الأهلية يخيم علي البلاد.. وأدت إلي إثارة الرعب والفزع في نفوس المصريين. كما أثارت طوفاناً من الحنق والسخط في صدور المواطنين ضدها وضد ممارساتها الكريهة! وسواء أكان المنتمون للجماعة هم الذين نفذوا تفجير مديرية أمن الدقهلية وغيره من التفجيرات.. أو كان المنفذون من الجماعات التكفيرية التي تحالف الإخوان معها.. وحتي لو كان المنفذون جهات خارجية تهدف إلي تعميق الانقسام.. فإن الإخوان هم الذين يتحملون المسئولية برعونتهم السياسية وطيشهم الأعمي الذي حال دون أن يروا ما تحت أقدامهم. ناهيك عن الاثار بعيدة المدي لتصرفاتهم ومواقفهم الحمقاء التي حولتهم إلي نموذج مجسد للشر والأعمال الشريرة..!! ومما لا شك فيه.. أن الأعمال الإرهابية الغادرة هي ذروة الشرور.. إذ تهدف إلي ترويع الآمنين وبث مشاعر الخوف واليأس في نفوس المواطنين. وتنفيذها يكون مفاجئاً ولا يعرف له توقيت ولا مكان.. وآثارها القاتلة والمدمرة لا تفرق بين رجل أو امرأة أو طفل أو شاب أو شيخ طاعن في السن.. فما المعني من وراء ذلك..؟! هناك تعريف للشر يقول إنه التلذذ بتعمد إيذاء الآخرين.. ويراه البعض تعبيراً عن الحقد الدفين والمتجذر في نفوس هؤلاء. ويقول العلماء: إن الأفعال الشريرة لها جذور وأسباب نفسية.. وأنها تنتج عن مؤثرات اجتماعية وثقافية معينة. وهناك من يركز علي أن الشر متجذر في الشخصية الشريرة وأنه ناتج عن عوامل وراثية وأن المجرم هو مجرم بطبعه. معني ذلك أنه في الحالة الأولي يمكن علاج الشرير.. أما في الحالة الثانية فلا علاج له لأنه ولد شريراً ولا يمكن أن يتغير!! تري.. تحت أي التصنيفين يمكن وضع الجماعات المتطرفة والإرهابية؟! وهل ما ينطبق علي الفرد ينطبق علي الجماعة..؟! ربما كانت الإجابة ب "نعم".. وإلا ما رأينا عصابات الجريمة وتنظيمات الإرهاب والجماعات المتطرفة تضم أشخاصاً عديدين تجمعهم نفس السمات ونفس الأفكار ونفس الاتجاهات المعادية للمجتمع أو التي تسعي لقتل الآخرين أو إيذائهم أو الاستيلاء علي أموالهم! والنظرة التي تري أن الفرد الشرير هو شرير بطبعه ولا يمكن علاجه.. تؤكد أن الأشرار لا يمكن إصلاحهم وإعادة تأهيلهم.. وأن استئصال الشرور من المجتمع يستوجب استئصال الأشرار.. واتخاذ إجراءات أشد قسوة تجاههم بمايصل إلي عقوبة الإعدام لمن يرتكبون جرائم القتل والاغتصاب والسرقة.. فما بالنا بمن يرتكب الأعمال الإرهابية التي يذهب ضحيتها العشرات. بل المئات من القتلي والمصابين.. وتؤدي إلي دمار المنشآت الخاصة والعامة..؟! ويقول بعض العلماء.. إننا عندما ننظر إلي سلوكيات الأشخاص المعادين للمجتمع وما يرتكبونه من جرائم في حق الإنسانية. نتيجة لما تمور به صدورهم من حقد شديد. ناتج عن اعتناق أفكار هدامة.. أو نتيجة لإحساس ربما يكون كاذباً بالظلم.. فلا نجد سوي بدائل محدودة للتعامل معهم بمنتهي الشدة والقسوة.. لأن أي محاولة لإصلاحهم أو إعادة تأهيلهم ستكون مضيعة للوقت والجهد والموارد!! صحيح.. أن الأبحاث أثبتت أن هناك أمثلة لبعض الأسوياء الذين قد يجدون أنفسهم في لحظة معينة مجبرين علي انتهاج سلوكيات تتسم بالعنف والوحشية.. لكن هؤلاء هم الاستثناء وليسوا القاعدة! علي أي حال.. فإن الإخوان صنعوا بأنفسهم أكثر مما صنعه بهم خصومهم.. وهم الذين استعدوا الجميع ضدهم.. ولا يحق لهم أن يظهروا بمظهر الضحية.. وإن كان بينهم من لديه الاستعداد لكي يعاد تأهيله وإصلاحه للاندماج في المجتمع. أما لو أصروا علي مواقفهم "المتحجرة".. وعلي التحالف مع الشيطان.. فلن يجنوا غير المزيد من الخسران والخيبة.. ووقتها لن ينفع الندم! ** أفكار مضغوطة: قال الشاعر بشار بن برد: هل تعلمين وراء الحب منزلة.. تدني إليك؟ فإن الحب أقصاني!