وجه أساتذة الإعلام انتقادات حادة للقنوات الفضائية والرسمية بسبب مضمون برامجها خلال عام 2013 . وأكدوا أنه رغم الدور البارز الذي لعبته القنوات الفضائية في نقل الأحداث وتقديم الصورة كاملة للمشاهد إلا أنها وقعت في العديد من الأخطاء خاصة برامج التوك شو التي اعتمدت علي المذيع الواحد وتكرار الضيوف والمضمون في الوقت الذي غاب فيه الإعلام الرسمي عن المنافسة. "المساء" استطلعت آراء أساتذة الإعلام لتقييم أداء إعلام 2013 من خلال السطور التالية: الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة قال : بالتاكيد تأثر الإعلام بالأحداث السياسية ومراحل التحول التي شهدتها البلاد .ففي النصف الأول رأينا إعلاما في حكم الإخوان وفي النصف الثاني من العام رأينا إعلام ما بعد ثورة 30 يونيو . وللأسف فالإعلام الرسمي كان في كلتا الحالتين غائباً وحتي الآن لايزال يعيش حالة من الارتباك وأنا أتعجب كثيراً من ذلك فكيف بعد مرور ستة أشهر علي تولي الوزيرة درية شرف الدين وهي إعلامية بارزة ألا تنتج برنامجاً واحداً يستطيع جذب المشاهد وتحقق من خلاله المنافسة. أضاف انه بالنسبة للاعلام الخاص فهو ليس بمنأي عن النقد لأنه هو الآخر يعيش حالة من الفوضي ويفقد ثقة قطاعات كثيرة من الجمهور لأن أداءه ليس له أجندة محددة وفي كثير من الأحيان يسير وفقاً للهوي والغرض.وتطرق أستاذ الإعلام للحديث عن الإنتاج الدرامي لقنوات التليفزيون خلال العام الماضي مؤكداً أنه تأثر بالأوضاع التي تعيشها القنوات ومع الإنتاج الدرامي السوري علي سبيل المثال رغم الأوضاع الصعبة التي يعيشها المواطن هناك إلا أن الإنتاج المصري فشل في تحقيق منافسه قوية مع الإنتاج الدرامي في البلدان الأخري وللأسف تسابق المنتجون لتحقيق المكاسب المادية علي حساب خسارة المشاهدين بعد أن وصل عدد معظم الحلقات إلي 35و40 حلقة دون أي فائدة للمشاهد. * الدكتور حسن علي أستاذ الإعلام بجامعة المنيا قال: عام 2013 شهد قدراً كبيراً من الخروقات المهنية التي نتجت عن سيطرة رجال الأعمال الذين لا علاقة لهم بصناعة الإعلام علي أغلب القنوات الفضائية . وهو ما انعكس علي مضمون تلك القنوات فأفتقدت التجديد حيث تكررت الموضوعات المطروحة للنقاش بها من خلال برامج التوك شو المختلفة ووصل الأمر إلي استضافة تلك البرامج شخصيات بعينها من الضيوف مع تكرارهم علي مدار الحلقات وباختلاف القنوات. أشار إلي أنه في الفترة الأخيرة امتلأت برامج التوك شو بتحول الكتاب والصحفيين إلي مذيعين . وبالعكس اتجه الكثير من المذيعين إلي كتابة أعمدة بالصحف . إضافة إلي إتجاه بعض ضيوف البرامج الدائمين لتقديم البرامج وهو ما جعل النقد أمراً في غاية الصعوبة بعد أن اختلط الحابل بالنابل ولم يعد بمقدور الناقد المنصف أن يحصر الخروقات بعد أن أصبحت أكثر من أن تحصي . وانتقد د. حسن الإعلام الحكومي مؤكداً أن دوره تراجع بشكل كبير وملحوظ إضافة إلي هجرة الكثير من الكوادر الإعلامية به وانتقالها للعمل بقنوات خاصة الأمر الذي أثر في قدرته علي المنافسة. وتحدث د. مدحت بطرس أستاذ القانون بجامعة القاهرة عن أبرز الأخطاء القانونية التي وقعت فيها بعض الفضائيات خلال عام 2013 وقال : انه رصد نوعين من المخالفات والأخطاء الأولي يعاقب عليها القانون والثانية أخطاء تتعارض مع قيم المجتمع وسلامتة وأمنه الاجتماعي وللأسف فإن العديد من القنوات وقعت في كلا الخطأين معاً. أشار بطرس إلي أن القنوات الدينية كانت الأكثر إرتكابا للمخالفات خاصة أن المواد المقدمة بمعظم تلك البرامج إن لم يكن جميعها ساعدت علي إستثارة العنف الطائفي والتحريض علي ارتكاب جرائم ضد طوائف بعينها وهو ما استوجب معه معاقبة مقدمي تلك البرامج ومعديها ومخرجيها بل وأصحابها بتهم إثارة الفتن وتكدير السلم العام والانحراف بالسلوك الإعلامي عن رسالته . وهو ما رأيناه بالفعل حيث تم تقديم بعض مذيعي تلك البرامج للمحاكمات وعوقبوا بأحكام رادعة.