قد يعتقد كثير من المشاهدين أن الفضائيات المصرية تقدم برامج (توك شو) تتشابه في الشكل والمضمون معا, إلا أن الواقع الفعلي يؤكد أن هذه البرامج لا وجود لها علي الإطلاق كما يقول الإعلامي محمود الورواري فالبرامج الحالية التي يطلق عليها (توك شو) ليست إلا برامج لتغطية الأحداث الجارية فقط في شكل نشرة أخبار (محكية) وليست مقروءة تعتمد في الأساس علي مناقشة ما حدث خلال اليوم ويتم تحليلها مع ضيف (متاح) و ليس محددا, أما برامج (التوك شو) الحقيقية فهي ما كانت تقدمه المذيعة العالمية أوبرا وينفري في حضور الضيوف والجمهور لمناقشة حدث ما بعمق علي الهواء. ويضيف: أعتقد أن البرامج التي تسمي بالخطأ (توك شو) في الفضائيات المصرية, قد زاد عددها بشكل مبالغ فيه وسوف يتحول عنها المشاهد لأنها لا تعرض له ما يريد أن يعرفه في المرحلة الحالية عن صورة للواقع المصري في المستقبل القريب. إنها جميعها (نسخة واحدة) مكررة هكذا يراها الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز ويضيف: بعد اتساع مساحة السوق الإعلامية بلا احتياج حقيقي حدث إفراط في الإنتاج الإعلامي الفضائي لما يسمي برامج (توك شو) نتج عن تدفق كبير للأموال التي تستثمر في صناعة الإعلام لكي تكون نقطة إرتكاز ترويجية لأصحاب مشروعات سياسية في المقام الأول, لذلك لم يكن مهما تحديد الشكل والمضمون الصحيحين لما تقدمه محتويات تلك البرامج و لا أن تقدم (توك شو) حقيقيا مثلما يحدث حاليا. بينما يؤكد د.عبد العزيز سيد عبد العزيز رئيس قسم الإعلام بقنا جامعة جنوبالوادي أن فكرة البرامج المسماة مجازا (توك شو) هي في الأصل مأخوذة من برامج عالمية وتم تنفيذها علي الفضائيات المصرية بشكل خاطئ يقوم علي الحوار من طرف واحد لمقدميها الذين يغلب علي أدائهم استعراض مهاراتهم الشخصية عند مناقشة الموضوعات مما ينتج عنه غياب العمق والتركيز المطلوبين وفي برامج ال(توك شو) الحقيقية التي تقوم علي عرض قضية مجتمعية بكافة جوانبها سعيا وراء إيجاد الحلول العاجلة لها في وجود الجمهور وتقديمها للمسئول عن إتخاذ القرار و ليس مجرد الكلام فقط. أما الإعلامي معتز الدمرداش فيقول: من الممكن أن تتشابه برامج (التوك شو) أو برامج الأحداث الجارية لأنها تتناول ما يخص الشأن الداخلي, ولكن الفارق بينها يتمثل في كيفية تقديم المضمون الذي يحقق لها النجاح, وأري أنه يجب علي مقدمه أن يبحث جيدا في معناه وهو يقدمه للأسرة المصرية ويعرف الفارق بينه وبين المنبر الإعلامي الذي يناقش من خلاله قضايا مصر الداخلية. وتوضح الإعلامية ريهام السهلي أن ما تقدمه الفضائيات المصرية ويسمي برامج (توك شو) هي في أصلها تهدف إلي تغطية الأحداث الإخبارية الجارية و ما يمكن أن يميز بعضها عن البعض الآخر يرجع إلي اختيار الأخبار الساخنة التي تهم المشاهد و أسلوب تناولها وتحليلها مع ضيوف يقدرون علي كشف كافة تفاصيلها.