خلال الأيام القليلة القادمة تستعد عدة محطات فضائية لاطلاق برامج توك شو جديدة الي جانب الموجودة بالفعل علي خريطة العرض.. هل اصبح الهدف هو جذب قاعدة جماهيرية للقنوات ام رغبة في البعد عن سيطرة البرنامج الأوحد؟؟ وهل يحتاج الجمهور بالفعل الي اكثر من توك شو علي القناة الواحدة ؟؟ اسئلة كثيرة فرضت نفسها فور اعلان قنوات دريم عن تحويل برنامج (الحقيقة) للاعلامي وائل الابراشي لتوك شو يومي بالاضافة الي البرنامج الرئيسي بها وهو »العاشرة مساء« للاعلامية مني الشاذلي.. في نفس الوقت اعلنت شبكة تليفزيون الحياة عن انطلاق اولي حلقات برنامج »مصر الجديدة مع معتز« للاعلامي معتز الدمرداش.. الي جانب (الحياة اليوم) الذي يقدمه كل من لبني عسل وشريف عامر.. بجانب برنامج (الحياة والناس) مع رولا خرسا علي »الحياة 2« ولا ننسي ايضا تجربة قناة التحرير التي يعتبر برنامجها »في الميدان( بمثابة) 4*1« فهي تعتمد علي محمود سعد وابراهيم عيسي وبلال فضل وعمرو الليثي كأربعة إعلاميين يتبادلون تقديم الحلقات علي مدار الأسبوع. بالنسبة للمحطات التليفزيونية وعن الأسباب التي قد تدفعها لاطلاق توك شو جديد.. اجاب د. محمد خضر مدير عام البرامج بقنوات دريم والمشرف العام عليها قائلا: بالنسبة ل»دريم 1« التي سيذاع عليها التوك شو الجديد وجدنا أن الجمهور اصبح متشوقا لمعرفة ما يجري حوله من احداث علي مدار الساعة لدرجة انه قد لاينتظر حتي المواعيد المعروفة لاذاعة برامج التوك شو مساء وبالتالي فكرنا في تحويل »الحقيقة« للاعلامي وائل الأبراشي الي توك شو يومي.. علي ان يكون برنامجا موازيا وليس منافسا »للعاشرة مساء« للاعلامية مني الشاذلي.. »فالحقيقة« يركز علي تفجير القضايا اكثر منها متابعة الحدث اليومي . كما ان في قنوات دريم لم يكن هناك اي توك شو يومي الخميس والجمعة.. ولكن مع »الحقيقة« سنغطي جميع ايام الاسبوع مما يعطي خدمة افضل للمشاهد.متطلبات مرحلة»هناك عدة أسباب تدفع اي قناة لاطلاق برنامج توك شو جديد«... هكذا بدأ د. صفوت العالم الخبير الاعلامي معلقا علي هذه الظاهرة.. واستأنف حديثه قائلا: فكرة الاعتماد علي برنامج واحد لجلب الاعلانات لم تعد متحققه لأن ليس كل برنامج يجذب كل الاعلانات.كما اننا ايضا في الفترة الحالية والقادمة في حاجة الي حوارات مع شخصيات واعدة وقضايا عديدة خاصة اننا مقبلون علي فترة الجدل السابق للانتخابات سواء الرئاسية او النيابية وهذا يزيد من الزخم السياسي.. فهي احداث كثيرة ومتنوعة وبالتالي برنامج واحد لايستطيع ان يغطي كل ذلك.. ولهذا اعتقد ان كل هذه الأسباب تدفع المحطات لاطلاق اكثر من توك شو لان في هذه الحالة ستستحوذ القنوات علي قطاع أكبر من الاعلانات التي ستغطي بالتأكيد تكلفة برامج التوك شو الجديدة التي مهما كانت مرتفعة فعائداتها ستكون اكبر..تضعف بعضهالكن د. عدلي رضا رئيس قسم الاذاعة والتليفزيون بكليةاعلام جامعة القاهرة.. اختلف مع د. صفوت العالم في اهمية انتشار برامج التوك شو.. فهو يجد العبرة ليست بالكم وانما الافضل ان نبحث عن الكيف المختلف سواء شكلا او موضعا.. فقال: تعدد التوك شو يضعف بعضها البعض.. فللأسف معظم البرامج الموجودة متشابهة واجندتها تعتمد علي ماتنشره الصحف رغم انه من المفترض ان يكون التوك شو جماهيريا قائما علي التخطيط لموضوعات مجتمعية اكثر منها نقدية لسلبيات موجودة في المجتمع فقط.. وكثرة هذه النوعية من البرامج قد تجعل الجمهور ينصرف عنها اصلا.. بالاضافة الي اني ارفض فكرة »تفصيل برنامج علي مقاس مذيع«..ويضيف رضا: والغريب انه احيانا نجد فريق الاعداد مكون من الصحفيين الذين ينقلون المادة التي ينشرونها في الصحف التي يعملون بها ويقدمونها في البرامج..!! وبالتالي نحن لا نشعر بأن لكل برنامج شخصية او اجندة خاصة به تميزه عن غيره مع البعد عن النمطية في المعالجة والتقديم.. وهناك ملاحظة اخري علي التوك شو.. هو عدم تنوع الضيوف.. فبعضهم يخرج من استديو بعد تسجيل حلقة مع برنامج ما »ويلف« علي باقي القنوات .وهذا طبعا ينال من مصداقية تلك البرامج والمحطات التليفزيونية.. فهل نضبت مصر من المتحدثين الجيدين في مختلف القضايا.. ليقتصر الأمر علي وجوه بعينها؟؟ في رأيي يجب ابعاد كل الضيوف المفروضين علينا منذ سنوات طويلة ولم يعد لديهم الجديد ليفيدوا الجمهور به.. فالمجتمع في مرحلة تحول ديمقراطي مما يستلزم اتاحة الفرصة لشرائح مختلفة من المجتمع المصري ليكون هناك عدالة في الطرح واثراء للديمقراطية.