منذ أيام قليلة تلقينا فاجعة نبأ وفاة أستاذ الصحافة الرياضية المصرية والعربية عبدالفضيل طه نائب رئيس تحرير المساء الذي تعلمنا منه التواضع والحكمة والتسامح مع الآخرين.. لقد ترك لنا الأستاذ مرارة الفراق ولوعة الحزن والأسي التي تعتصر قلوبنا ألماً علي رحيله.. فقد كان الناصح الأمين. من كلماته نستمد القوة ومن نصائحه نرسم ملامح المستقبل بأنامل مشرقة ودائماً ما كنا نجده حاضراً في السراء والضراء بجانب أي زميل. لقد تميزت الصفحات الرياضية في "المساء" علي يد الأستاذ الذي نجح في أن يكون لها طابع مميز يجذب به القراء بعناوينه وتحليلاته النقدية التي كان من خلالها لا يخشي في الحق لومة لائم فقلمه النزيه كان سر نجاحه وجرأته سر تفوقه وتواضعه سر تميزه حتي استقي منه بعض الأجيال في أي مكان يحرص علي توطيد علاقته معه والدليل أنه في آخر أيامه زاره وزير الرياضة طاهر أبوزيد في المستشفي والعديد من كبار الشخصيات المؤثرة في المجتمع. من عجائب القدر أن وفاة الكاتب الصحفي الكبير تزامنت مع وفاة الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديللا.. فالاثنان يتشابهان في الشكل والرسالة التي حملها كل منهما علي عاتقه فإذا كان الثاني ناضل ضد العنصرية فإن الأول كذلك ناضل من أجل عشيرته من النوبيين المهمشين فوقف بجانبهم دفاعاً عن حقوقهم بالقلم الحر وبعلاقاته المميزة مع المسئولين حتي أصبح لهم صوت مسموع وتبوأوا مناصب قيادية عليا ومنهم قريبه المستشار حسن خليل رئيس محكمة استئناف القاهرة رحمه الله. لقد شرفت بزيارة الأستاذ عبدالفضيل طه في منزله ببولاق الدكرور ولن أنسي حلاوة الحديث معه والقفشات الطريفة التي كان يطلقها بين الحين والآخر بالإضافة إلي الجلسات الأخري الممتعة التي كنا نتبادل فيها الآراء بحديقة نادي الزمالك والتي كانت لا تخلو من الدروس والعبر وخفة الدم التي اشتهر بها المرحوم. بكيناك يا أستاذ وانتحبنا كثيراً علي فراقك وأفضنا عليك الدمع من مآقي عيوننا بعد أن تلقينا خبر رحيلك الذي كان صدمة وجعت قلوبنا.. لكن ذكراك ستظل محفورة في القلب والذاكرة لن تمحوها آفة النسيان ولن تتوه في كواليس الزمن مهما مرت الأيام والسنون. لاشك أن الكلمات عاجزة عن أن توفيك حقك ولا نملك إلا أن ندعو الله سبحانه وتعالي أن يغفر لك ويرضي عنك ويتجاوز عن سيئاتك ويلهمنا وأهلك الصبر والسلوان.. "إنا لله وإنا إليك راجعون". إشارة حمراء الاستفتاء علي الدستور واجب وطني سواء كنا مؤيدين أو معارضين المهم أن نذهب للتصويت حتي نعبر هذه المرحلة التي لم تشهدها مصر علي مدي تاريخها.. ندعو الله أن ينعم علينا بالاستقرار والأمان والخروج من عنق الزجاجة الذي كاد يخنقنا.