كشفت صور الأقمار الصناعية الحديثة التي قام بتحليلها علماء الهيئة القومية للاستشعار عن البعد وعلوم الفضاء زيادة معدلات الزحف العمراني علي الأراضي الزراعية بنسبة تصل إلي 32% سنوياً بمختلف المحافظات مما يترتب عليه نقص مساحة الأراضي الزراعية في الوقت الذي تنفق فيه الدولة الكثير من الأموال علي استصلاح الصحراء. صرح الدكتور عباس زغلول الأستاذ المتفرغ بالهيئة بأن صور الأقمار الصناعية أثبتت ان مساحة الاراضي الزراعية في مصر تقلصت إلي حد كبير بالرغم من مشروعات التوسع الزراعي حيث لا يتم حساب الاراضي التي فقدت نتيجة لعشوائية التخطيط وغياب البعد الاستراتيجي القومي لتوفير الغذاء. قال ان الزحف العمراني علي الاراضي الزراعية يتمثل في استقطاع الآلاف من الأفدنة لبناء العديد من الأحياء السكنية والجامعات الاقليمية ومن بينها المشروع القومي للاسكان والمقام علي مساحة 23 فداناً في محافظة المنيا علي ضفاف ترعة الإبراهيمية ووصفه بأنه نموذج صارخ علي هذه الجريمة بالرغم من سن القوانين التي تجرم البناء علي الأراضي الزراعية. وحذر من زيادة معدلات الزحف العمراني علي الأراضي الزراعية لما سيترتب عليه من نقصها وبالتالي ارتفاع أسعار المنتجات والمحاصيل الزراعية وتدبير العملات الأجنبية لاستيراد وتوفير الغذاء للشعب المصري إلي جانب زيادة معدلات البطالة نتيجة لعدم توافر مجالات العمل أمام المزارعين العاملين بتلك الأراضي. أكد أهمية الحفاظ علي الأراضي الزراعية من الزحف العمراني قبل اللجوءإلي إهدار استثمارات بملايين الجنيهات لزراعة أراض صحراوية لا تكفي المياه بها إلا لزراعة فدادين محدودة يتم هجرها بعد سنوات قليلة. شدد علي ضرورة اتخاذ حزمة من الاجراءات الرادعة لمواجهة هذه القضية تتمثل في إزالة التعديات الحكومية علي الاراضي الزراعية ووقف أعمال البناء الجارية حالياً. طالب الدكتور زغلول بإعادة تقسيم خريطة الحدود الإدارية لمحافظات مصر بحيث يكون لكل محافظة خاصة محافظات الدلتا ظهير صحراوي تمتد فيه يد العمران والتنمية لكي يصبح قادراً علي استيعاب الزيادة السكانية المطردة في مصر.