هناك درس مهم يجب استخلاصه من الاتفاق النووي المبدئي الذي أبرمته الدول الكبري "مجموعة 5«1" مع إيران.. وقول الاتفاق المبدئي لأنه مجرد اتفاق حول اجراءات لبناء الثقة ويمكن ان تتبعه اتفاقيات اخري. وهذا ما يقوله من وقعوه. وهو في حقيقة الامر اتفاق مع الولاياتالمتحدة . بينما الدول الخمس الاخري مجرد ديكور واستكمال لشكليات. وهذا الدرس أمر بديهي يتغافل عنه الكثيرون في عالمنا العربي علي وجه الخصوص.. ومفاده ان انقطاع العلاقات الدبلوماسية لا يعني اطلاقا انقطاع قنوات الاتصال بين الدول.. فهي علي الاقل مثلا تجري الاتصالات فيما بينها في هذه الحالة عن طريق الدولة التي يعهد اليها برعاية مصالح كل دولة لدي الأخري.. وفي احيان عديدة تنشأ قنوات سرية يتم عن طريقها هذا الاتصال. ومثال ذلك ما تبين من ان هذا الاتفاق في حقيقة الامر ثمرة محادثات سرية ظلت تجري بشكل منفصل بين الولاياتالمتحدة وايران ولم يكن حصيلة الايام الأخيرة من المفاوضات المكثفة التي انتهت بتوقيع الاتفاق فجر الاحد الماضي. وقبلها كانت هناك اتصالات سرية بين الولاياتالمتحدة وايران اثناء الحرب مع العراق عندما تسربت أنباء زيارة جون ماكفرلين مستشار الامن القومي في عهد رونالد ريجان لإيران عبر مجلة الشراع اللبنانية التي يصدرها الصحفي الشيعي اللبناني حسين صبرا.. واسفرت هذه الاتصالات عن بيع اسلحة امريكية لإيران رغم العداوة الظاهرة بين البلدين.. وما خفي كان اعظم.