لا تثير الدهشة إطلاقاً تلك الأنباء التي تحدثت عن قيام السلطات الإيرانية برفع ملصقات وشعارات تهاجم الولاياتالمتحدة من شوارع العاصمة طهران فهناك حالة من التقارب بدأت بين الدولتين لا تخفي علي احد ومن حق إيران أن تقدم أوراق اعتمادها. ويمكن القول عموماً إن العلاقات بين إيرانوالولاياتالمتحدة ليست بالسوء الذي يعتقده كثيرون وتحاول الدولتان ايهامنا به منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979 وأزمة الرهائن. فلا أحد ينسي قيام الولاياتالمتحدة ببيع اسلحة إلي إيران في سنوات حربها مع العراق ثم تحويل عوائدها إلي متمردي الكونترا المناهضين لنظام حكم الساندنيستا في نيكارجوا. وكان ذلك يتم سرا قبل أن يكشفه الصحفي اللبناني الشيعي حسين صبرا من خلال مجلته الشراع عندما كشف عن زيارة سرية قام بها جون ماكفرلين مستشار الامن القومي الامريكي لطهران عام 1986. وقد انتقم منه الجناح المتشدد في إيران برصاصة في رأسه اصابته بالشلل. وفي سنوات الاحتلال الامريكي للعراق لفت الانظار تعاظم النفوذ الإيراني في العراق والذي وصل إلي إرسال اسر إيرانية شيعية إلي النجف الاشرف وكربلاء لتطرد اسرا شيعية عربية من مساكنها. وكل ذلك وقوات الاحتلال الامريكي تراقب لا تحرك ساكنا وكأن هناك اتفاق علي ذلك. ولنذكر العبارة الشهيرة لثعلب السياسة الامريكية هنري كيسنجر التي يقول فيها انه لا يعرف دولتين تتطابق مصالحهما ويناصبان بعضهما البعض العداء مثلما تفعل امريكاوإيران ومن يدري ما يحدث وراء الكواليس.