يبدو أن التفاؤل الذي شعر به المواطنون بعد تولي الدكتور جودة عبد الخالق مسئولية وزارة التضامن الإجتماعي كان مبالغاً فيه خاصة أن هذا التفاؤل ارتبط إلي حد كبير بحل أزمة رغيف الخبز التي تفاقمت مؤخراً في المناطق الشعبية التي تكتظ بالسكان بينما بدت أمور الأفران المدعمة في المناطق متوسطة الكثافة مستقرة. أزمة رغيف الخبز المدعم وصلت ذروتها في منطقة إمبابة حيث أكد عصام عبد المنعم موظف بالمجلس الأعلي للثقافة أن هذه الأزمة سببها الأول قيام أكبر ستة أفران ببيع كميات كبيرة من الدقيق المدعم الذي يصل إليهم من الوزارة لمحلات الحلويات وتتم عملية البيع المشبوهة هذه يومياً في السادسة والنصف صباحاً. تساءل.. أين مفتش التموين المنوط به منع عمليات تهريب وبيع الدقيق؟!.. فهذه الأفران تقع في شارعي اسكندر منصور وجامع صلاح و تغلق أبوابها مع دقات الثانية عشرة ظهراً بالرغم من أنها لا تفتح قبل العاشرة صباحاً وذلك لأنها تبيع الدقيق المدعم بدلاً من أن تقدمه كخبز للغلابة. وللأسف الشديد قام سكان المنطقة بتقديم أكثر من شكوي في هذه الأفران وتم اغلاقها لكن أصحابها يقومون بدفع الغرامة لإعادة فتحها وممارسة مخالفاتهم من جديد!! محمد أبو بكر مفتش بمديرية التموين يؤكد أن أزمة الرغيف المدعم مشتعلة في منطقتي إمبابة وبولاق الدكرور تحديداً لأنهما مكدستان بالسكان وكمية الدقيق التي ترد إليهما من الوزارة أقل بكثير من حاجة السكان.. لذلك يقوم الوزير بمدهم بزيادات شهرية لا تتجاوز ثماني شكائر وهي تقتصر علي المخابز ذات السمعة الطيبه التي تعلم الوزارة تماماً أنها لا تقوم ببيع الدقيق المدعم في السوق السوداء. أضاف أن أصحاب المخابز الموجودة في المناطق معتدلة الكثافة السكانية يستغلون أزمة الخبز الموجودة في المناطق الشعبية ويقومون ببيع الدقيق للمخابز بها.. وينتظر الفرصة ليطالب بالمساواة في الحوافز بين مفتشي التموين بالوزارة وزملائهم بالمحافظات.. فالوزارة تعطي 250% كحوافز بينما يحصل مفتش المحافظة علي 75%!! تقول أم محمود ورحاب محروس من سكان منطقة إمبابة إن أزمة الخبز تؤدي إلي زحام شديد والطوابير أمام الأفران تؤدي إلي حالات اغماء وربما وفاة ولذلك نحاول شراء أكبر كمية ممكنة وأضعها في الثلاجة. أضافتا.. أن حجم الرغيف أحيانا يكون صغيرا جدا لدرجة مستفزة وأحيانا يكون مفروداً بطريقه جيدة!! وأمام أحد الطوابير الممتده أمام فرن بشارع مصطفي الجمال بإمبابة قالت مي أحمد وأم بسمه ان الخبز في منطقتنا بلغت ذروتها مؤخراً لدرجة أننا أحياناً نقف في طوابير لا أول لها من آخر وحينما نصل للفرن يقولون لنا العيش خلص.. استنوا لما ييجي لنا دقيق.. وأحياناً يرفضون البيع بأكثر من جنيه واحد ونفاجا بأقفاص خشبية تخرج لأصحابهم ومعارفهم هذا معقول؟!! يقول علي صالح علي مدير أحد أفران إمبابة : ترد إلينا يومياً 44 شيكارة تكفي لعمل ألفي ومائتي رغيف فقط فهل تكفي هذه الكمية سكان هذه المنطقة الشعبية؟ اتفق معه سيد جمال عجان الفرن الذي قال: بالرغم من أننا نقوم بعجن وخبز كل حصة الدقيق التي ترد إلينا إلا أنها لا تكفي احتياجات سكان هذه المنطقة المزدحمة. اختلف الوضع كثيرا في منطقة شبرا حيث أكد سكان المنطقة أنهم لا يشعرون بوجود أزمة في الخبز المدعم الذي يحصلون عليه بسهولة نسبية بعد وقفة ليس بالطويلة في طابور معقول. أكد علي كلامهم جمعة صابر مدير أحد المخابز الذي قال : يرد إلينا يومياً 44 شيكارة تكفي لعمل 23 ألف رغيف خبز والفرن يعمل من السابعة صباحاً حتي الثامنة مساء كما أننا سمعنا أن هذه الكمية سيتم تزويدها من قبل الوزارة لكن هذا الأمر لم يتحقق حتي الآن. يقول محمد جابر مسئول عن أحد المخابز : حصتنا الدقيق تكفي لعمل 21 ألف رغيف خبز يومياً وساعات العمل تبدأ من السادسة صباحا حتي الرابعة عصراً لسد حاجة كل سكان المنطقة.