يحقق "رغيف الارصفة" ربحا خياليا يصل الى 100 % حيث يصنع من الدقيق المدعم الذي يتم تهريبه ويباع بأسعار بين 25 و50 قرشا للرغيف الواحد، ووزارة التضامن تؤكد ضرره بالصحة وتكثف الحملات لتتبعه. ومع انتشار ظاهرة "رغيف الارصفة" التي تباع بمناطق متعددة بالقاهرة الكبرى كشفت جولة صحفية ان جميع الانواع المعروضة من الخبز على الارصفة داكنة اللون مما يدل علي أنها مصنعة من الدقيق استخراج 82% المخصص للمخابز البلدية التي تنتج الرغيف المدعم، بحسب جريدة الجمهورية. وشملت الجولة أحياء متفرقة مثل المرج علي جانبي محطة المترو وعين شمس والمطرية وميدان رمسيس والمعادي وميادين الجيزة وسفنكس ونهاية شارع جامعة الدول العربية. ويسلم الدقيق المدعم للمخابز البلدية المرخصة بسعر 160 جنيها للطن لانتاج الخبز بسعر 5 قروش للرغيف، ويتم تهريبه الي المخابز غير مرخصة بسعر 1600 جنيه للطن. وقال أحد بائعي خبز الارصفة ويدعى محمد انه يعمل في تجارة الخبز منذ 4 سنوات ويشتري الرغيف الملون بسعر 40 قرشا لبيعه بسعر 50 قرشا مؤكدا انه يلقى اقبالا كبيرا. وأضاف البائع ان هامش ربح الجوال كبير جدا حيث ينتج الجوال زنة 100 كيلوجرام نحو 1000 رغيف تباع بسعر 400 جنيه في حين ان تكلفة انتاج الجوال شاملة الدقيق لا تتعدي 200 جنيه فقط. وأضاف ان رغيف الرصيف مصنوع من خليط متساوي من دقيق بلدي استخراج 82% ودقيق فاخر استخراج 72%. وحول جودة الشكل النهائي للرغيف، قال البائع ان اصحاب المخابز غير المرخصة يستأجرون عمالة ماهرة تمكنهم من انتاج رغيف جيد غير ملتصق الشطرين وكامل الاستدارة، فضلا عن طول السير المخصص للانتاج ليتجاوز 9 امتار والنار المستخدمة في انتاج الخبز موزعة علي السير بشكل متدرج ويتم تهوية الرغيف جيدا حتي يظل محتفظا بشكله لأطول فترة ممكنة . ولفت الى ان أصحاب هذه المخابز يعملون ليلا بعيدا عن أعين الاحياء وحملات الرقابة. ومن جانبه، قال علي عبد التواب بائع ان الرغيف يباع بسعر 50 قرشا ويزن 200 جرام تقريبا - والمدعم يباع بسعر 5 قروش ووزنه 130 جراما- وتبدأ فترات البيع من بعد صلاة العصر تقريبا وتبلغ ذروتها بعد العشاء بعد ان تغلق معظم المخابز المدعمة ابوابها ويفضله المستهلكون الذين تمنعهم ظروفهم عن توفير الرغيف المدعم. وأكد ان البائعين يتعرضون لمطاردة حملات الرقابة التابعة للمرافق ولمفتشي التجارة الداخلية باستمرار وفي معظم الاحيان يتم مصادرة الانتاج بالكامل. يذكر، أن عدد المخابز المرخصة تتجاوز 19 الفا ويوجد حوالي 4200 مخبز طباقي. والمخبز الطباقي مخصص لانتاج رغيف يبلغ سعره 10 قروش و 20 قرشا ويزن الاول 85 جراماً والثاني 150 جراما وتتسلم هذه المخابز الدقيق بسعر 900 جنيه من الدولة. وعلى الوجه المقابل للعملة، اكد الدكتور علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي أن الوزارة تشرف فقط على الانواع الثلاثة البلدي المدعم والطباقي بنوعيه والباقي غير خاضع للرقابة. وأفاد بأنه تم تحرير اكثر من 12 الف مخالفة للمخابز البلدية خلال الفترة منذ يوليو/ تموز 2009 منها 7 آلاف مخالفة لنقص الوزن و2500 مخالفة لسوء التصرف في الدقيق المدعم و700 مخالفة في للتوقف عن الانتاج وعدم الامساك بسجلات منتظمة لحركة الدقيق في ذيل القائمة. وأضاف ان الوزارة تشكل حملات رقابية علي جميع المناطق لمنع تهريب الدقيق المدعم الي المخابز غير المرخصة بالتنسيق مع الادارات المحلية والمحافظات. ويمثل الخبز غذاء رئيسيا عند المصرين وخلال 2008 تحالفت أسعار القمح العالمية وضعف الضمائر لدى كثير من أصحاب المخابز في ظل غياب الرقابة على المواطن المصري الذي أصبح يعاني الأمرين في سبيل الحصول على رغيف الخبز المدعم الأمر الذي يفرض على الجميع العمل على إيجاد حلول عملية تعيد الأمور إلى نصايها. وتباينت أراء الخبراء الاقتصاديين حول سبل حل الأزمة وانقسمت الآراء بين فريق يطالب بسرعة تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، وآخر يشكك في ذلك، ويدعو لدراسة التوصل الي حد الامان من المحصول الاستراتيجي. وتحقيق الاكتفاء الذاتي أمر ليس سهلاً كون مصر تعد من اكبر مستوردي القمح في العالم حيث تستورد اكثر من ستة ملايين طن سنويا لاستخدامها في انتاج الخبز المدعم، وحصلت علي نحو 5.695 مليون طن قمح من الخارج منذ بداية العام المالي 2007- 2008 منذ أول يوليو/ تموز، جائت أغلبها من الولاياتالمتحدة وروسيا، كازاخستان، وتستهلك نحو 15 مليون طن سنويا. (الدولار يساوي 5.5 جنيهات)