بعد غد الاثنين سيكون يوم اختبار لهيبة الدولة ومدي قوة الحكومة.. جماعة الإخوان تتوعدنا بأنه سيكون يوما عاصفا مزلزلا يصبون فيه جام غضبهم علينا ويصيبون حركة الحياة بالشلل التام احتجاجا علي محاكمة الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي. نتوقع أن تتم عمليات تخريب وتدمير واسعة واعتداءات علي الأفراد سواء كانوا من المواطنين أو من رجال الأمن وعلي المنشآت العامة والخاصة.. ولنا فيما حدث في جامعة الأزهر وبعض الجامعات الأخري. وفيما تم قبل ذلك من حرق محافظة الجيزة وغيرها من الحرائق أمثلة علي الأعمال الإجرامية التي يمكن أن يتم ارتكابها في هذا اليوم. لقد وقفت الدولة موقف العاجز الذي لا حول له ولا قوة أمام اعمال التخريب في جامعة الأزهر ومحاولة الاعتداء علي رئيس الجامعة وبعض العاملين فيها. ورأينا علي شاشات التليفزيون كيف صعد البلطجية واعتقد أنهم ليسوا طلابا إلي مبني الادارة وكانوا يلقون بالأوراق والمستندات من النوافذ في منظر يدل علي أننا نعيش في بلد منفلت مفكك الأوصال. وهنا نتساءل: لماذا سكتت الحكومة وصمتت أمام هذه الغزوة الإخوانية حتي تم تخريب إدارة الجامعة وبلغت الخسائر 15 مليون جنيه؟! لماذا لم تمنع الجريمة قبل وقوعها؟! هل لأن الشرطة بحكم القانون ممنوعة من اقتحام الحرم الجامعي؟! أي قانون هذا الذي يسمح بالتخريب ويحول دون التصدي له؟! وماذا لو اعتدوا علي رئيس الجامعة أو علي بعض العاملين فيها وراحوا ضحية هذا العدوان؟! هل نقول إن القانون يمنع انقاذ الأرواح بهذه الحجج الواهية؟! من يتحمل قيمة الخسائر التي لحقت بالجامعة.. من يتحمل الملايين التي تكبدتها الدولة نتيجة هذا العدوان في وقت هي أحوج ما تكون فيه لكل قرش لإصلاح مسارها الاقتصادي؟ لو كانت الشرطة قد تدخلت في الوقت المناسب وحالت بين هؤلاء البلطجية وبين ما فعلوا لما حدث ما حدث ولما وقعت هذه الخسائر.. لكن التباطؤ والتراخي والخوف غير المبرر جعل الحكومة تظهر بمظهر العاجز الامر الذي يمكن أن يشجع البلطجية علي تكرار هذه الجرائم. بالأمس شاهدنا بعض المظاهرات الإخوانية في عدد من المحافظات ورأينا اشتباكات بينهم وبين بعض المواطنين.. وفي خلال هذه المظاهرات رأينا من يحمل المسدسات علنا ويلوح بها في المظاهرات ومع ذلك لم يتحرك أحد لضبط هذه الاسلحة ومن يحملونها!! في ضوء هذا.. واتساقا مع ما ترتكبه الجماعة من حماقات.. وما تعتقده من امكان عودة الدكتور محمد مرسي إلي الحكم بالقوة الجبرية.. ماذا نتوقع أن يحدث يوم الاثنين بعد غد؟! الأمر يحتاج إلي قبضة حديدية لمنع الانفلات.. وإذا لم نفعل.. وإذا تهاونا.. سوف تتحكم فينا هذه القلة.. ويومها لن ينفع الندم.