هذه المساحة مخصصة لقيادات وأعضاء جميع الأحزاب والقوي السياسية ليسجلوا شهادتهم بصدق وحرية عن تجربتهم في أحزابهم وأماكنهم.. حتي لا يتكرر ما حدث.. والباب مفتوح أمام الجميع. سواء لعرض تجربتهم أو للتعقيب أو للمشاركة أو للتوضيح. ظللت بعيدا عن الانضمام لأي حزب سياسي.. رغم اهتماماتي السياسية والاعلامية.. ومع تولي الأستاذ أحمد حبيب أمانة الحزب الوطني لمحافظة دمياط.. ويمتلك الحنكة السياسية.. حيث تولي وكيل وزارة التعليم بدمياط وقتئذ.. ولسيادته من النجاحات الكثير في العمل التنفيذي.. والسياسي. سارع أمين الحزب بدمياط.. علي استقطاب أهل الفكر والثقافة والسياسة من أبناء المحافظة للانضمام للحزب الوطني.. ونجح في جذب الكثيرين وأنا منهم في العام .2000 مع اهتماماتي الاعلامية دمياطيا.. شاركت مع قيادات الحزب وقتئذ بأن نفتح صفحة جديدة نلتمس من خلالها عبر ترسيخ مباديء الحرية والديمقراطية والمشاركة الجماهيرية لما فيه صالح دمياط.. خاصة بالتعاون أيضاً ما بين الحزب.. ومحافظ دمياط وقتئذ الدكتور عبدالعظيم وزير. ومع العام 2002 .. تم اختياري أمينا للاعلام للحزب لمدينة دمياط.. وعضوا بمجلس محلي مركز دمياط.. مع قيادة حزبية جديدة الأستاذ صلاح شرف الدين المحامي .. استقرت الأوضاع الحزبية بما يخص الحزب الوطني بدمياط.. حتي العام ..2006 تعايشنا مع النقيض.. مع أمين جديد للحزب.. الأستاذ صلاح غنيم.. وجاءت لعبة الحرس القديم والجديد.. فالقديم ما قبل 2006 .. والجديد ما بعد 2006 .. والاختيارات ليست بالكفاءة.. حتي الكثير من أعضاء محليات 2008 بمحافظة دمياط من حملة شهادات محو الأمية.. وتم إقصاء من يمتلك التعبير عن الجماهير. من المثير للدهشة.. بعد انتخابات أعضاء الثلاثين لبندر دمياط.. كان الواجب أن يصبح منهم تشكيل هيئة المكتب.. لكن بطريقة "هاي شلة" تم اختيار المقرب.. وليس الأصلح بل لجنة الثلاثين لم تجتمع مرة واحدة منذ انتخابها حتي سقوط الحزب في ثورة 25 يناير. وجاء أمين رابع للمحافظة.. لكن حقبة ما بعد 2006 .. دمرت ما يسمي الحزب الوطني بدمياط.. وتتم الاخيارات بالعفوية.. ووفق الهوي لكل قيادات الحزب.. ليحدث الانفصام ما بين الحزب والشارع الدمياطي. وعندما أقف أمام الزمن تتجاذبني مشاعر عديدة ومتنوعة منها ان الحزب علي مستوي محافظات مصر ومنها دمياط كان في عداء مع أهل الفكر والثقافة والرؤي المجتمعية وكان ينشد استمرارية مقولة "كله تمام يا أفندم" .. والاجتماعات داخل المكاتب المكيفة.. حيث ممارسة الحرية والديمقراطية مفقودة. بين هذا وذاك افتقد العمل الحزبي داخل الحزب الوطني نقاط منها: "1" فقدان الحوار الايجابي.. لامتلاك صيغة تفاعل ما بين سياسات الحزب واحتياجات الشارع.. في اطار المسئولية الوطنية والاجتماعية والاقتصادية. "2" فقدان الثقة ما بين الحزب والمجتمع.. واتضح ان العضوية ورقية ونتجت من ان الحزب هو الحاكم. "3" التشدق دائما بأن الحكومة هي حكومة الحزب الوطني.. وهذا فكر يدمر ولا يبني.. "4" استحواذ أهل المال علي الحزب والمواقع الحزبية.. دون عائد مردود. "5" غياب والحوار.. والاحترام المتبادل.. ونتج عن ذلك عدم اهتمام الحزب بالاحتجاجات الجماهيرية.. والاعتصامات.. إلخ. "6" افتقد الحزب السياسات التكاملية.. لأن الفارق شاسع في الاختيار.. والقول.. والفعل.. وتجدد الحزب يقاس بمدي عطائه الحقيقي.. وانسجام هذا العطاء مع المصلحة العليا للمجتمع. "7" افتقاد الحزب بناء نظام اجتماعي متحرر من أشكال القسر.. ويسوده القانون ويحترم به.. كي يعرف الإنسان ماذا يريد.. ولماذا يريد.. فيعمل وفق مباديء يقيمها العقل. "8" تناسي الحزب قيمة الإرادة الشعبية.. وهي القادرة علي تحقيق الانسجام بين الثوابت التي يمتلكها شعب ما.. وبين الوسائل والامكانات لتحقيق النجاحات. "9" تحرك الحزب في أي انتخابات بديمقراطية مزيفة.. واعتمد علي آلية التزوير ولننظر لنتائج برلمان 2000 و2005 تحت الإشراف القضائي.. وبرلمان 1995 و2010 بدون إشراف قضائي.. والحكم للنتائج.. لتوضيح قيمة الصدق. "10" غيابه عن معالجة الأزمات المجتمعية.. وارتفاع الأسعار.. والبطالة.. وارتفاع الديون الداخلية والخارجية.. وتخطت أكثر من ألف مليار جنيه.. وعجز الموازنة العامة للدولة. بين هذا وذاك.. جاءت أيضاً ثورة يناير 2011 .. لتبعث الحسرة في النفوس بفساد أهل الثروة والسياسة.. هكذا صنع الفكر الشمولي.. أو الديكتاتوري إن جاز التعبير ليبين أن الحزب ليس حزبا.. ولا تاريخا.. فلماذا حصر الكثيرين أنفسهم داخل عضوية الحزب؟؟ والجواب: الانخداع طيلة أكثر من ثلاثة عقود.. مع غياب عملية المراجعة الشاملة والتقييم الموضوعي لتصحيح السياسات.