ماذا ينتظر د. حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء من د. مها الرباط وزيرة الصحة؟! هل مازلنا نعيش في عصر المجاملات حتي لو كان علي حساب الغلابة والفقراء؟! أم اننا نريد أن نري إصلاحاً حقيقياً في كل المجالات وخاصة قطاع الصحة الذي يهم كل المواطنين. في الحقيقة ان اختيار وزراء الصحة الذين تعاقبوا علي الوزارة قبل الثورة وبعدها لم تخضع لأي معايير مهنية بل كان يتم ذلك من قبل المجاملة والمحسوبية وهذا ما أدي إلي تراجع الأداء الفعلي والعملي في قطاع الصحة الذي شهد تدهوراً لا مثيل له في الدواء والعلاج في المستشفيات. لقد ترنحت وزارة الصحة وقطاعاتها علي يد د. مها الرباط التي لم تقدم أي جديد في الوزارة بل عادت بها إلي الوراء أكثر من 50 عاماً وأصاب المستشفيات الهوان والهزال ولم يعد هناك بريق أمل لانقاذ الوزارة. من يصدق أن الوحدات الصحية التي تم تطويرها في المناطق المحرومة وخاصة المحافظات النائية لا يوجد بها تجهيزات أو أمصال أو أدوية حتي الأثاث غير متوفر ومع ذلك نجد أن وزيرة الصحة تؤكد أنها تقوم بتطبيق برنامج التغطية الصحية في هذه المحافظات للمرأة المعيلة والأرامل وغيرهما من الحالات التي لا تخضع لأي نظام علاجي.. الوزيرة الجديدة مها الرباط تحاول أن تجد لها مكاناً بين الحكومة الحالية حتي ولو "بالتصريحات الفشنك" لكن الرأي العام عنده وعي كامل وإدراك لما يدور علي أرض الواقع ونتساءل أين العلاج المجاني في المستشفيات؟ وأين الأدوية الفعالة التي يتم إنتاجها في مصر؟ لقد أصدرت الوزارة بياناً منذ أيام تؤكد فيه أن الأدوية التي تنتج في مصر تم إرسال عينات منها إلي الخارج لتحليلها وبيان مدي فاعليتها وهذا لم يحدث في الوقت الحالي بل كان ذلك أيام د. حاتم الجبلي وزير الصحة الأسبق الذي حصل علي عينات من أفضل أنواع الأدوية وقام بإرسالها إلي معامل بالخارج وجاءت النتائج بأنها مطابقة للمواصفات وفعالة. ياسيادة الوزيرة إذا كان المريض المصري تمت إهانته خلال موكب سيادتك بالغربية وبعد أن تم نشر الواقعة حاولت التستر عليها وأكدت أنك اعتذرت للمريضة فهل اعتذارك لها يعني أنك بريئة ولماذا لم تعلن مشكلة هذه المريضة التي حاولت أن تقابلك وكم من مريض يعاني من سوء معاملة في المستشفيات ولا يجد علاجه لكنه لم يستطع أن يصل إلي سيادتك ولو وصل لأهين مثلما حدث مع مريضة الغربية. كم من مريض عاني من تعنت الاسعاف وقمت بنشر وقائع محددة ولم تحرك ساكناً؟ وكم من مريض لا يجد أمصالاً ضد سم العقرب أو الثعبان في الوحدة الصحية التابعة لقرية النايات بمركز البلينا سوهاج ومازال الحال علي ما هو عليه. من منا يصدق أن الوزيرة قامت بزيارة إلي مستشفي رأس غارب ولكنها لم تجد أي طبيب وتم استدعاء الأطباء من منازلهم ومع ذلك لم تفعل شيئاً لأنها تعلم جيداً أن هذا الأسلوب هو حال معظم الأطباء في المستشفيات الحكومية وخاصة في الأرياف. الوزيرة تحاول إثبات وجودها بالزيارات للمستشفيات فقط. يا د. مها ما هي حكاية القرض الأوروبي الذي رفضته هيئة التأمين الصحي وحاولت استخدامه في برنامج التغطية الصحية مع أن هذا القرض سوف يكلف الوزارة ملايين الجنيهات "فوائد" بعد انتهاء مدة الاستحقاق.. الوزارة عليها أعباء مالية وأنت تحاولين إغراقها والأيام القادمة سوف تكشف لنا الكثير في هذا الموضوع الشائك خاصة بعد أن يتولي وزير جديد قيادة وزارة الصحة.