لم يبق في وزارة الصحة ما نبكي عليه بعد أن تحولت قطاعات الوزارة ومستشفياتها إلي أطلال وقضت الوزيرة الحالية علي ما تبقي منها ولم تعد قادرة علي السيطرة علي مفاصل الوزارة كل مدير قطاع يعمل بمزاجه دون حساب. الأدوية بها نقص كبير في المستشفيات والصيدليات الخاصة. المريض يبحث عن العلاج فلا يجده حتي صبغات الأشعة غير متوفرة لقد فزعت عندما أقسم لي أحد مديري المستشفيات بالله أن هناك عدداً كبيراً من المستشفيات سوف تعلن إفلاسها من الأدوية خلال الأيام القادمة والأخري علي حافة الهاوية. أما قطاع الإسعاف حدث ولا حرج فقد كان هذا القطاع منذ ثورة 25 يناير هو واجهة وزارة الصحة الذي أظهرها بالصورة الجميلة حتي ثورة 30 يونيه وبعد أن أصدرت الوزيرة قرارات جديدة بتغيير قيادات هذا القطاع وجدنا الإهمال والتقصير قد أصابه وكأن الشيخوخة قد أصابته وشعرنا أن العاملين بالقطاع غير راضين عن التغييرات الجديدة وهناك تذمر بينهم والوزيرة لا تعلم شيئاً عما حدث. فقد نشرنا الأسبوع الماضي واقعة تعرض لها أحد المواطنين بعد أن اتصل بالإسعاف لإنقاذ ابنته حديثة الولادة من الموت وظل يتصل بالإسعاف من الثانية ظهراً ولم تصل له الإسعاف إلا في الساعة الثانية من صباح اليوم التالي وحرر بلاغاً في شرطة النجدة وقسم شرطة الدرب الأحمر والوزيرة لم تتحرك أو تحيل المسئولين للتحقيق أو أنها تتأكد من صحة الواقعة. أما المستشفيات فلم يعد هناك أمل فيها فقد تحولت إلي خرابات والمخالفات بها عيني عينك من يصدق أن الفوضي في المستشفيات العامة وصلت إلي ذروتها؟ وهل يعقل أن د.محمد شرشر وكيل وزارة الصحة بالغربية اكتشف أثناء زيارته المفاجئة لمستشفي كفر الزيات العام تزويغ 470 طبيباً وصيدلياً وممرضة من المستشفي!! فلمن يذهب المريض غير القادر؟! وهل تحركت وزيرة الصحة لا وألف لا فإن الوزيرة لسان حالها يقول هي "خربانة خربانة". إذا كانت الوزيرة لا تعرف شيئاً عن البعثة الطبية لحج هذا العام ولم تتدخل في الاختيارات فمن الذي يعرف ما حدث في البعثة؟ وهنا أطرح سؤالاً علي د.مها الرباط وزيرة الصحة من الذي وقع علي الكشوف التي تم إرسالها إلي البعثة العامة للحجاج ومجلس الوزراء ووزارة الداخلية يا دكتورة إذا كان لا يوجد من يحاسبك علي كل هذه المخالفات أو غير قادرة علي إدارة أمور الوزارة فالأفضل لك أن تتركي مكانك لأن القادم أصعب وسوف تتحملين المسئولية أمام الله والرأي العام لأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب. في الحقيقة إنني احترمت د.مها الرباط عندما رفضت تولي حقيبة وزارة الصحة واعتذرت بأدب لكن قيل إنه تم الضغط عليها فتقبلت الوضع وصدق المثل الشعبي القائل "وشالت الليلة" هل الذي قام بالضغط عليها يتحمل المسئولية الآن أمام الله كم من مريض يتأوه ويتألم ولا يجد علاجه؟ وكم من مريض لا يستطيع إجراء الجراحة إلا بعد دفع مبالغ مالية ليس في استطاعته؟ وكم من مريض ينتظر الموت بين لحظة وأخري بسبب قوائم الانتظار؟! وكم من مريض ممنوع من الحصول علي قرار علاج علي نفقة الدولة لأن مرضه من أخطر قائمة الأمراض التي حددتها الوزارة؟! أرجوكم أنقذوا وزارة الصحة فالوزارة لم يتبق فيها سوي المباني وسوف يسألنا الله عن كل ما يحدث من خراب وإهمال في حق المريض فلم يعد للمواطن أمل في أي شيء بعد أن وصل بنا الحال إلي هذا المستوي المتدني فإذا كانت هذه المرحلة انتقالية لكل الوزراء الحاليين فإن هذا لا يعني أن المواطن المصري قد تحول إلي حقل تجارب ولابد أن يحدث تقييم لكل الوزراء وإذا ثبت أنه أنجز ولديه أفكار ووعي فإننا نقدم له التحية وإذا ثبت تقصير وعدم دراية من أي وزير بمصالح المواطنين فيجب أن يناله التغيير حتي لو كانت الفترة الانتقالية لمدة شهر.