عندما يدخل الإنسان في تجربة ويخوضها لأول مرة ويفشل.. ماذا عليه أن يفعل؟ وكيف يتصرف؟! هل يجلس نادما ويضع خده علي كفه ويظل يندب حظه؟! أم يتملكه اليأس ثم يتحول إلي غضب وحقد علي كل من حوله ويطيح بأي شيء يجده في طريقه؟ يقولون ان الفشل بداية النجاح.. أو أن النجاح يولد من رحم الفشل.. وأن العظماء الذين حققوا للانسانية اختراعات عظيمة لم يكن طريقهم مفروشا بالورود.. بل تعثروا ثم نهضوا. ثم تعثروا.. ثم نهضوا حتي وصلوا إلي الغاية التي وضعوها هدفا لهم. والذي لا شك فيه أن جماعة الإخوان فشلت في أول تجربة لها في الحكم.. لم تستطع أن تتوازن ولم ترسم نهجا واضحا له لتسير فيه بحيث تصل بالوطن إلي بر الأمان ونحقق للشعب الاهداف النبيلة التي رفعها ثوار 25 يناير. لو أن هناك منصفين من ذوي العقول الراجحة بين جماعة الإخوان لاعترفوا بهذا الفشل الذي وقعوا فيه نتيجة الانغلاق علي أنفسهم وعدم الانفتاح علي بقية فئات المجتمع وانسداد خطوط التواصل مع كل مؤسسات الدولة.. ولكن للأسف لا يوجد بينهم من يتمتع بهذه الرؤية المحايدة.. ولذلك نجدهم مصرين علي سلوك الطريق الخطأ. تحاول أن تقنعهم بأن هذا الطريق لن يصل بهم إلي أي نجاح دون جدوي ظنا منهم أنه بوسيلة أو أخري يمكن إعادة الأمور إلي ما كانت عليه قبل 30 يونيو الماضي رغم علمهم وتأكدهم أن هذا أمر مستحيل. وأن عقارب الساعة لن تعود إلي الوراء. خطأ الجماعة أنهم يعتبرون أن قضيتهم مع السلطة علي غرار ما كان يحدث علي مدي تاريخها.. قضيتهم الآن مع الشعب كل الشعب. ولو أنصفوا أنفسهم لأدركوا أن هناك نفورا شديدا منهم نتيجة لما يرتكبونه من تصرفات تضر بالأمن العام. نريد أن نسأل عقلاءهم: من يتحمل وزر سقوط خمسة قتلي و39 مصابا في احداث مظاهرات الجمعة أمس الأول؟ ومن يتحمل مسئولية الدماء التي أريقت في رابعة العدوية وكرداسة وناهيا ودلجا وغيرها من المناطق التي شهدت احداثا دامية؟! ألا تدرك الجماعة أنها تخسر كل يوم تعاطف الناس الذين أصبحوا يقفون في جانب مضاد للجانب التي تقف فيه.. الشعب كله عن بكرة أبيه الآن ضد الجماعة حتي ولو كانت تضم مليون عضو من المنتمين والمتعاطفين. اليوم.. يحتفل الشعب كله بحدث تاريخي مشرف.. اليوم يمر 40 عاما علي انتصارنا علي العدو الذي احتل ارضنا.. في مثل هذا اليوم تحررنا واستردت مصر والعرب الكرامة والعزة.. فهل سيتركنا الإخوان نفرح أم يحولونه إلي يوم دام حزين؟! التاريخ سوف يسجل إن كان لهذه الجماعة مستقبل في مصر أم أن أمرها انتهي إلي الأبد؟!