** التجاوزات اللفظية أصبحت تطغي علي برامج "التوك شو" سواء من بعض المقدمين أو الضيوف وتصل في بعض الأحيان إلي حد السباب والانفلات اللفظي بل واتهام آخرين بعدم الوطنية واتهامهم بتهم غير موثقة حتي أصبحت ظاهرة خطيرة قد تجعل المجتمع يفتقد لقيمه الأخلاقية والثقافية لتدني المستوي الحواري خاصة في القنوات الفضائية. أكد خبراء الإعلام والاجتماع أن تدني لغة الحوار سببها الأساسي أن بعض الضيوف يستغلون هذه البرامج لتصفية حساباتهم السياسية والشخصية في بعض الأحيان كما أن مقدمي البرامج أيضاً يشتركون في هذه الظاهرة السلبية نظراً لعدم قدرتهم علي ضبط إيقاع الحوار والسماح بهذا الانفلات بغرض تسخين الحلقة وجذب المشاهدين. ** د. صفوت العالم أستاذ الاعلام السياسي بجامعة القاهرة أكد أن تدني المستوي الحواري في البرامج التليفزيونية نعيشه منذ عدة سنوات وعندما كنت أتولي رئيس لجنة تقييم الأداء الإعلامي انتقدت عدداً من الظواهر أهمها المذيع الناشط السياسي الذي يطلق لنفسه العنان لتصفية حساباته السياسية وليس مكانها الشاشة الصغيرة لأنه يصنف الناس إلي شرفاء وغير شرفاء ووطنيين وغير وطنيين كما يستخدم ألفاظاً وجملاً غير لائقة فمثلاً أحد المذيعين لقناة فضائية طالب باتخاذ إجراء حاسم ضده نظراً لاستخدامه 56 لفظ مسيئاً في أقل من ساعتين. أوضح أن الضيوف أيضاً منهم المنفلت الذي يستغل ظهوره في وسائل الإعلام لتصفية خلافاته السياسية والشخصية أيضاً والأخطر من الإساءات اللفظية هو اسناد تهم ووقائع غير دقيقة للمعارضين دون أن يتخذ الشخص المعارض فرصته للرد علي الاتهام الموجه ضده. وقال إن هناك أكثر من إجراء يجب أن يتبع أهمها ضرورة رصد وتقييم الأداء الإعلامي ومراجعة المحتوي مع الاحتفاظ بحرية الرأي وتقوم بهذا الدور الإشرافي عدة جهات هي: مدينة الإنتاج الإعلامي ووزارة الإعلام ونقابة الصحفيين وكذلك لابد أن تقاطع البرامج الضيوف المنفلتين وعدم استضافتهم. ** د. نادية رضوان أستاذ اجتماع بجامعة قناة السويس تقول إن هناك رأياً صائباً في هذه المسألة لعالمة أمريكية في الأربعينيات وهي "مارجريت ميد" أكدت أن التليفزيون عبارة عن مربية الكترونية قد تكون رائعة تمد كل بيت بقيم وثقافة وتوجهات وكل ما يجعل مستوي المواطن راقياً ومتحضراً فكل كلمة تأتي في وسائل الإعلام المختلفة لها تأثير مباشر علي المشاهد ويجب أن تكون محسوبة أما ما نراه اليوم من تربية سيئة للعقول وثقافة الشعب من خلال التفوه بأصعب الألفاظ سواء من المذيع أو بعض الضيوف يخلق أجيالاً منحدرة للمستوي وتشيع بينهم البذاءة اللفظية. وقالت إن التليفزيون يضم مجموعة من المذيعين والضيوف المسفين الذين يدور حواراتهم بعبارات مرفوضة والإفصاح بدون وثيقة أو إثبات كل هذا ضد القيم الاجتماعية. أضافت أن الضيف الذي يستخدم ألفاظاً خارجة وغير لائقة لابد من استبعاده تماماً من البرامج التليفزيونية كما أن المذيع يجب عليه إحراج الضيف وإحكام الحوار. ** د. سيد عفيفي أستاذ علم الاجتماع جامعة القاهرة يقول: منذ ثورة 25 يناير ظهرت علي الساحة لغة الحوار المتدنية التي تستخدم ألفاظاً مشينة تخدش الحياء العام بعد حدوث طفرة في النقد الهدام وليس البناء حيث وصل هذا النقد إلي حد التطاول واستخدام كلمات لا تليق بمستوي هذه البرامج وأصبح يعتقد البعض أن حرية النقد والتعبير عن الرأي معناه التحاور بأسلوب متطاول وللأسف هذه البرامج تستخدم بعض الصفوة من رجال السياسة والإعلام في تغذية عقول المشاهدين بأشياء متدنية وأصبحت لغة الحوار موضة وكل من "هب ودب" ينتقد الأوضاع السياسية ويستخدم ألفاظاً سيئة وهذا الأسلوب الفج تدني بمستوي الحوار علي المستوي العام وأصبح يعتمد عليه بعد قيام أحداث الثورة. أضاف أن كل هذا حدث نتيج ثقافة القهر والكبت منذ 30 عاماً فحدث انفجار داخل نفوس المواطنين عقب جميع الثورات فلابد من مراجعة الحوار وتفعيل أدوات الردع وعقاب كل من يخالف المباديء العامة لمواثيق الشرف الإعلامي لأن هذا الأسلوب المتدني أصبحت تتبعه جميع فئات الشعب كقدوة وأساس لا يجب أن نربي عليه أبناءنا فلابد أن تقوم وسائل الإعلام علي تفعيل لغة راقية ومراعاة المثل والقدوة واستضافة ضيوف علي قدر عال من الثقافة وعدم السماح لأي شخص باستخدام أي ألفاظ تخرج عن إطار الآداب العامة. ** د. عبدالعظيم عبدالسلام عميد حقوق المنوفية السابق وأستاذ القانون العام يقول إن لغة الحوار في البرامج التليفزيونية لابد وأن تكون قائمة علي الاحترام والحجة بالحجة حيث إن هذه الحوارات تقوم في الأساس علي الاستماع لآراء الخبراء في مجالات مختلفة فيما يدور من أحداث ووقائع تشهدها البلاد لكن ما نراه علي الشاشات التليفزيونية خاصة في برامج "التوك شو" من استضافة ضيوف يصدر منهم تجاوزات لفظية يجعل هذا الضيف يقع تحت طائلة القانون في حالة إذا قام المدعي عليه أو هذا الشخص أو المؤسسة التي تجاوز في حقها برفع قضية سب وقذف تصل عقوبتها إلي الغرامة أو الحبس..!! أشار إلي أن المذيع لابد أن يكون لديه حنكة لضبط إيقاع الحوار بحيث يلفت انتباه الضيف إذا قام بالحديث بأسلوب غير لائق وتحذيره بعدم السباب وإذا تكرر الانحراف اللفظي للضيف علي المذيع عدم استضافته في البرنامج مرة أخري. ** د. أحمد هندي أستاذ قانون دستوري جامعة الاسكندرية يقول: برامج التوك شو خرجت عن مسارها الطبيعي وأصبحت تعرض لغة متدنية تعد السمة الأساسية لهذه القنوات كلها تطاول علي الآخر دون أدلة أو مستندات تدين أي أشخاص واعترف أن الآن أصبح لدينا مرونة في النقد لكن لا تصل إلي هذه الدرجة المتدنية لكن لابد أن تلتزم هذه البرامج بمواثيق الشرف الإعلامي وأن تحكمها الأخلاق المهنية علي برامج "التوك شو". أشار إلي أن كل من يصدر عنه ألفاظ تخدش الحياء قد ارتكب جنحة السب العلني وعقوبتها تصل إلي الحبس مدة لا تقل عن 3 سنوات أو غرامة مالية تصل إلي 10 آلاف جنيه كما أن الرادع القانوني لما يحدث بتلك البرامج هو الحل الأمثل للقضاء علي هذه الظاهرة. كما أنه يتم أولاً التقدم ببلاغ عاجل إلي النيابة العامة موثق بأدلة مع البلاغ سواء كانت مرئية بمقاطع فيديو أو صوتية ويترك للنيابة اتخاذ الإجراءات القانونية والتحقيق فيها بعد الإطلاع علي الأدلة والمستندات ويستوجب وقف البرامج أو إغلاق القناة.