اخترت عدة عناوين من صحف الأمس يربطها خيط واحد. وهي متعلقة بجماعة الإخوان ومن يناصرونها من التيارات الإسلامية.. وأري أنهم جميعاً لم يستفيدوا من دروس الفترة الماضية مما يدل علي أنهم لا يستطيعون أن يتواءموا مع الأحداث.. وكأنهم يركبون قطاراً يسير علي القضبان في اتجاه واحد. * شباب الإخوان و"حازمون" يشترطون عودة مرسي لكي يسمحوا بانتظام الجامعات. * قيادي جهادي يدعو إلي العصيان أول أكتوبر.. ويطلب نصرة "المعزول" ومواجهة الهجمة علي الإسلام. * مسيرات للإخوان تحت شعار "مزهقناش"!! * العريان يحرض الإخوان: مصر علي شفا الهاوية.. استمروا في التظاهرات. * الجماعة تتراجع عن قبول خارطة الطريق.. وتتمسك بعودة مرسي.. وتدعو للتظاهر. * للمرة الثانية: الإخوان يخططون لاقتحام التحرير يوم الجمعة!! * العريان والحداد يردان علي مبادرة "زوبع" للمصالحة بمزيد من التصعيد ضد الدولة.. ويؤكدان لا حوار ولا اعتراف بالخونة ولا بديل عن عودة الشرعية!! انتهت العناوين التي اخترتها.. وكلها كما لاحظنا تصب في اتجاه واحد وهو إصرار جماعة الإخوان علي مناصبة الشعب ولا أقول الدولة العداء والمضي قدماً في طريق الصدام إلي آخر مدي. وهذا يعني في رأيي أن الجماعة لا مستقبل لها في مصر. وأن آخر ورقة لها ستسقط ولن تقوم لها قائمة بعد ذلك.. وقد سبق أن قلت إن الشعب كان يتعاطف مع الجماعة عندما كان الصدام بينها وبين الدولة ممثلة في نظام الحكم منذ العهد الملكي وحتي عهد حسني مبارك.. أما وقد أصبح الصدام بين الجماعة وبين شعب مصر بكامله فالأمر يختلف.. فكلما تمادت في تصرفاتها الخاطئة زادت كراهية الشعب لها. كنت أتمني أن يكون هناك رجل في الجماعة يفكر تفكيراً مختلفاً ويقوم بتقييم الواقع ويحاول أن يعدل مسار تفكيرهما لتحافظ علي شعرة معاوية بينها وبين الشعب بحيث تبقي فصيلاً مقبولاً بينه. لكن للأسف عندما فكر أحدهم في هذا الاتجاه وهو حمزة زوبع المتحدث الإعلامي باسم حزب الحرية والعدالة الذي تقدم باعتذار عن أخطاء الجماعة وأبدي مبادرة مصالحة ورغم أنها لم تكن مقبولة تماماً من الشعب إلا أن الجماعة سرعان ما تراجعت عن هذه المبادرة. بل إن الجماعة علي لسان عصام العريان وجهاد الحداد طالبت بمزيد من التصعيد ضد الدولة. وأعلن القياديان رفضهما للحوار وعدم الاعتراف بمن سمونهم "الخونة" وأكد أنه لا بديل عن عودة الشرعية!! فهل يظن قادة الجماعة أن عقارب الساعة يمكن أن تعود للخلف؟ وإذا كانوا يصرون علي عودة الدكتور محمد مرسي رئيساً.. فما هي الوسائل التي يمكن أن يسلكوها لتحقيق هذا الطلب؟! عنف الجماعة سيقابل بعنف أقوي.. ومهما تمادت في زعزعة الأمن فلن تحقق إلا الخسران المبين.