بعد أن فشلت مبادرة المصالحة الوطنية التي طرحها الدكتور حمزة زوبع المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة, الذراع السياسي لجماعة الإخوان في استقطاب أي من فصائل القوي السياسية المدنية الداعمة لثورة30 يونيو، أعلنت جماعة الإخوان أمس الأول عن تبرئها من المبادرة التي نشرها زوبع منذ أكثر من أسبوع ضمن مقال له علي بوابة الحرية والعدالة علي الإنترنت, وبالتحديد 30 أغسطس الماضي. وعزز تبرؤ الجماعة المتأخر من الشكوك في أن المبادرة التي قالت قيادات بالجماعة أول أمس إنها تعبر عن الرأي الشخصي لزوبع غير المعروف إعلاميا, ما هي إلا مناورة سياسية لجس نبض اللاعبين الأساسيين في الساحة السياسية ومحاولة لشق صف القوي الملتفة حول خريطة الطريق. ومن المثير للدهشة أن زوبع نفسه تراجع عن أحد أهم ملامح مبادرته في التخلي عن عودة الرئيس السابق محمد مرسي, الأمر الذي أسهم في دعم اتهامات وجهها مراقبون للإخوان بأن المبادرة استمرار لنهج التقية الذي تتبناه الجماعة منذ نشأتها عام1928 ويبيح لأعضائها الكذب والتضليل والخداع والقتل في سبيل إزالة النظم والرموز التي تعيق تطبيق منهجها المتمسح بالدين. وقال زوبع إنه حدث خلط عند البعض بين رأيه الشخصي الذي كتبه في مقاله الذي جاء تحت عنوان: أخطأنا وكذلك فعلتم وهذا هو سبيل الخروج, وبين الموقف الرسمي للحزب, وأشار إلي أن ما ورد في المقال هو رأيه الشخصي الذي أراد به وقف سفك الدماء ومعاقبة المخطئين, متهما الإعلام باجتراء بعض البنود حتي يظهر وكأنما أعفي الذين شاركوا في أحداث يوليو المسئولية. وشدد زوبع علي أن كلماته لم ولن تكون أبدا طعنة في شرعية الرئيس المحتجز الدكتور محمد مرسي, ولا خذلانا للدماء التي سالت ولا الأحرار الذين اعتقلوا, ولا الجراح التي نزفت ولا تزال تنزف. ورغم مرور أكثر من أسبوع علي نشر مقال زوبع, إلا أن قيادات جماعة الإخوان خرجت أمس الأول فقط للتبرأ من المبادرة وتصفها ب الشخصية. وقال جهاد الحداد المتحدث باسم الجماعة إن موقف الإخوان لم يتغير, ولا بديل عن عودة كامل الشرعية الدستورية وإلغاء كل ما ترتب علي الانقلاب العسكري. وأضاف الحداد: ولكي لا يكون في حديثي لبس, فإن عودة الشرعية تعني ثلاث: عودة رئيس مصر الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي لمنصب رئاسة الجمهورية بكامل سلطاته التي أوكلها إياه الشعب وعودة مجلس الشوري بسلطته التشريعية المؤقتة وبكامل هيئته رئيسا وأعضاء ممثلا عن الشعب وعودة العمل بدستور البلاد الوحيد الذي كتبه من اختارهم الشعب بصوته وارتضاه الشعب بأغلبيته. وتابع وليس لأحد كائنا من كان( قانونيا ودستوريا وشرعيا) أن يتفاوض باسم الشعب إلا من اختارهم الشعب منتخبا إياهم بكامل إرادته, وندعم كإخوان وكتحالف شرعية المؤسسات المنتخبة في قيادة وتنفيذ خارطة طريق كما اقترحها الرئيس, ونقبل بأية استحقاقات ديمقراطية تحفظ استمرارية الشرعية الدستورية للوطن والشعب, ولا نعترف بالخونة الذين انقلبوا علي قيادتهم ولا بمناصبهم ولا بتمثيلهم. وهدد الحداد بالتصعيد, بقوله: لن نترك الميادين ولن تهدأ الثورة حتي تستكمل مسارها الذي لم ينته منذ غادرنا جميعا الميدان في18 فبراير.2011 من ناحية أخري ظهر الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك, وأطلق عددا من الرسائل التي توضح ثبات تحالف دعم الشرعية علي موقفه.