هي حرب صريحة ومعلنة الآن بين جماعة الإخوان ومن يستخدمونهم من جهة وبين أقسام الشرطة في جميع أنحاء الجمهورية والقائمين علي أمرها من جهة أخري. استهداف أقسام الشرطة الغرض منه إسقاط هيبة الدولة وهو يعيد إلينا أسوأ أيام مرت بنا بعد قيام ثورة 25 يناير.. حيث تم حرق معظم هذه الأقسام في مدن عديدة وأتت النيران عليها تماماً.. ولم تسلم سيارات الشرطة علي اختلاف أنواعها من هذه الحرائق التي التهمت المئات منها وتركتها خردة سوداء متفحمة. لقد تكلف إعادة ترميم وإصلاح أقسام الشرطة مئات الملايين من الجنيهات. ولم يتم حتي الآن تعويض السيارات التي احترقت بسيارات بديلة.. وهذا يكبد خزينة الدولة أموالاً طائلة أولي بها أن تنفق في مشروعات تعود علي المواطنين بفوائد وتنعش الاقتصاد الذي تعرض لهزات شديدة. الآن يتم إعادة نفس السيناريو باستهداف أقسام الشرطة وتدميرها وإحراقها والاعتداء علي القوات الموجودة بها. وما حدث في قسم كرداسة جريمة لا مثيل لها وغيره من الأقسام التي تم سحل ضباطها وأفرادها. لقد نقلت القنوات الفضائية صوراً حية لعملية الهجوم الفوضوي علي قسم شرطة "ناهيا" ورأينا كيف يقود البعض عدداً من الغوغاء والبلطجية لتدمير القسم ثم إشعال النيران فيه في منظر يثير الأعصاب ويثير الحنق والغضب علي مدبري هذه الجريمة ومنفذيها.. هناك شريط مصور للعملية تظهر فيه الوجوه واضحة ويجب القبض علي هؤلاء ومعاقبتهم وفقاً للقانون. والغريب أن بعض من شاركوا في هذه الجريمة سيدات لا يبدو من منظرهن أن لهن أي صلة بالسياسة أياً كان توجهها.. سيدات تم الإتيان بهن بطريقة ما للمشاركة في إشعال النيران ومعهن بعض الصبية وبعض ما يبدو أنهم بلطجية مما يعني أن الأمر لا يعنيهم سياسياً. كان يؤلمنا كمواطنين أن نري هذا الهجوم الإجرامي الذي قام به البعض ممن وصفتهم بالبلطجية والغوغاء دون أن يتعرض لهم أحد لمنعهم من العدوان علي منشأة سيادية أمنية. وكانوا يحرقون ويدمرون وكأنهم في نزهة يتحركون بحرية تامة دون أي رادع!! متي نجد هؤلاء الذين كانت وجوههم وأشخاصهم ظاهرة للعيان في قبضة الأمن ليتم تقديمهم إلي ساحة العدالة لينال كل مخرب جزاءه؟! ثم لماذا لا تكون هناك قوة ردع سريعة من قوات خاصة تنتقل إلي أي مكان يتم مهاجمته لردع المعتدين بالقوة؟!.. ونحن نعرف أن القوات الخاصة لها من الامكانيات وعندها من الكفاءة ما تستطيع به السيطرة علي هذه الأمور بكل حسم وقوة. المنظر الذي شاهدناه علي مدي ما يقرب من نصف ساعة في الشريط التليفزيوني لعملية التدمير والحرق كان مستفزاً للغاية ويجب ألا يتكرر مرة أخري. البعض يتشدق بمظاهرات سلمية في عملية تضليل فاضحة.. ولا يمكن وضع الحرائق والتخريب تحت بند السلمية بأي حال. لابد من الحسم.. والحسم الرادع.