يشهد الكونجرس الأمريكي. انقساما كبيرا حول الأزمة السورية بعد أن طلب الرئيس باراك أوباما تفويضا من ممثلي الشعب الأمريكي قبل أي تدخل عسكري ضد النظام السوري ردا علي استخدام أسلحة كيمياوية في غوطة دمشق. وفيما أعرب أعضاء بالكونجرس عن تحفظهم من رسالة أوباما للكونجرس معتبرين أنها تفتح الباب علي مصراعية لتدخل مفتوح في سوريا. أعلن أعضاء بالحزب الديمقراطي أن مسودة جديدة تتم صياغتها ستكون أكثر وضوحا في التأكيد علي طبيعة التدخل وجدوله الزمني في خطوة تهدف لكسب تأييد أكبر داخل الكونجرس. وقال السيناتور كريس فان هولن وهو مفتش أممي سابق للأسلحة الكيمياوية والبيولوجية العراقية إن المسودة الجديدة ستتضمن تعهدا بعدم إرسال قوات لسوريا وتحديد طبيعة التحرك العسكري ومدته.. وفي سياق متصل. أعرب أندرس فوج راسمسون الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" عن استعداد الحلف للتدخل في سوريا إذا طلب منه ذلك أو في حال ما تعرضت تركيا لأي اعتداء من قبل النظام بدمشق. أكد راسمسون خطورة السلاح الكيميائي. معتبراً استخدام هذا السلاح بمثابة عمل بربري. لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال. داعياً في الوقت ذاته الأسرة الدولية إلي التكاتف من أجل اتخاذ الرد المناسب لما يمثله هذا السلاح من تهديد للسلم والأمن العالميين. أوضح راسمسون أن دور الناتو يقتضي في المقام الأول توفير قاعدة للتشاور بين الحلفاء وتأمين سلامة أراضي الدول الحليفة في إشارة إلي تركيا . مؤكداً في هذا الصدد أنه في حال ما تعرضت تركيا إلي ضربة من النظام في دمشق فإن ال"ناتو" سوف يضطر في هذه الحالة إلي التدخل وشن ما وصفه ب"عملية عسكرية محددة ومحدودة". أضاف إن التحالف الأطلسي قد يكون له أيضاً دور عسكري إذا ما طلب منه ذلك بهدف ردع النظام السوري. ولكنه استدرك قائلاً إنه لا يزال علي قناعة تامة بأن لا حل للأزمة السورية إلا الحل السلمي نتيجة ما وصفه بالوضع "المركب شديد التعقيد" بالنسبة لهذه الأزمة. وأعرب راسمسون عن قناعته بأن النظام السوري هو من استخدم السلاح الكيميائي دون أن يكشف عن المعلومات التي بحوزته في هذا الشأن من جهته. صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأن روسيا لا تزال علي قناعة بأن ليس هناك بديل عن التسوية السياسية في سوريا. فيما أيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مبادرة البرلمان الروسي الخاصة بإرسال وفد برلماني روسي إلي الكونجرس الأمريكي لبحث الأزمة السورية. جاء ذلك في حين أكد المنسق الإعلامي والسياسي للجيش السوري الحر لؤي المقداد أن روسيا لم تعد تتحمل الدفاع عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد ثبوت استخدامه للأسلحة الكيمياوية في ضواحي العاصمة دمشق في الحادي والعشرين من أغسطس الماضي. مضيفا أنه لا يوجد دليل أوقع من امتناع جميع المسئولين الروس من التعليق علي تهديدات واشنطن بشن هجمة عسكرية ضد النظام السوري. قال المقداد في تصريحات خاصة لتليفزيون قناة العربية إن ردود الفعل الروسية باتت مختلفة تماما عما سبق. حيث كان الكلام القائم منذ بداية الثورة السورية في مارس عام 2011 أن روسيا تهدد بإبرام اتفاقية دفاع مشترك مع النظام السوري. غير أن اللهجة تغيرت الآن وأعلنت موسكو أنها غير مستعدة لدخول حرب مع أحد.و أشار إلي أنه مع قيام القيادة الروسية بإلغاء العديد من عقود التسليح مع نظام الأسد وتصريحاتها بعدم المشاركة في الدفاع عن نظام الأسد. فإن كل ما سبق يثبت بالدليل القاطع أن موسكو بدأت تتسحب من مساندتها التي استمرت لمدة عامين لنظام الأسد. لافتا إلي أن ثمة أقاويل تدور حاليا في دوائر صنع القرار الغربية تشير إلي أن موسكو بصدد عرض صفقة علي الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل شن هجمة عسكرية من قبل واشنطن.