أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" أندرس فوج راسمسون عن استعداد الحلف للتدخل في سوريا إذا طُلب منه ذلك أو في حال ما تعرضت تركيا لأي اعتداء من قبل النظام بدمشق. وأكد راسمسون، في مؤتمر صحفي له الاثنين 2 سبتمبر، خطورة السلاح الكيمائي، معتبرًا استخدام هذا السلاح بمثابة عمل بربري ،لايمكن تبريره بأي حال من الأحوال. ودعا في الوقت ذاته الأسرة الدولية إلى التكاتف من أجل اتخاذ الرد المناسب لما يمثله هذا السلاح من تهديد للسلم والأمن العالميين. وأوضح راسمسون أن دور الناتو يقتضي في المقام الأول توفير قاعدة للتشاور بين الحلفاء وتأمين سلامة أراضي الدول الحليفة - في إشارة إلى تركيا، مؤكدًا في هذا الصدد أنه في حال ما تعرضت تركيا إلى ضربة من النظام في دمشق فإن ال"ناتو" سوف يضطر في هذه الحالة إلى التدخل وشن ما وصفه ب"عملية عسكرية محددة ومحدودة". وأضاف أن التحالف الأطلسي قد يكون له أيضًا دور عسكري إذا ما طُلب منه ذلك بهدف ردع النظام السوري، ولكنه استدرك قائلاً إنه لا يزال على قناعة تامة بأن لا حل للأزمة السورية إلا الحل السلمى نتيجة ما وصفه بالوضع "المُركّب شديد التعقيد" بالنسبة لهذه الأزمة . وأعرب عن قناعته بأن النظام السوري هو من استخدم السلاح الكيمائي دون أن يكشف عن المعلومات التي بحوزته في هذا الشأن. ورأى راسمسون أنه يتعين على كل دولة أن تقرر بنفسها ماهية رد فعلها إزاء استخدام السلاح الكيمائي في سوريا، موضحًا أنه حتى الآن لم يتم اتخاذ أي قرار بهذا الخصوص. وأضاف أن جامعة الدول العربية أصدرت بيانًا حملت فيه النظام السوري مسئولية الهجمات بالسلاح الكيمائي 21 أغسطس الماضي، لافتًا إلى أن المشاورات بين الحلفاء لا تزال مستمرة وأن الجميع متفق على ضرورة حماية الحليف التركي ضد أي اعتداء محتمل. ويتسم موقف الناتو إزاء الأزمة السورية بالارتباك الشديد والتخبط فهو يتأرجح ما بين النأي بالنفس عن الأزمة وما بين الرغبة في المشاركة في العمل العسكري ضد سورية حيث سبق وأن صرح راسمسون لوسائل الإعلام الدانماركية الجمعة الماضية بأن الحلف لا ينوي بأي حال من الأحوال أن يكون له دورٌ في أي حملة دولية ضد سورية ولكنه يعود اليوم إلى الإعلان عن استعداد الحلف المشاركة فى العمل العسكري ضد دمشق.