يقول محمود عبادي مزارع: حتي الآن لم نقم بتسميد زراعاتنا. كما أن الجمعية تصرف لنا 200 جوال علي 4000 فدان دون عدالة مما أدي إلي ضعف إنتاجية المحاصيل. في الوقت الذي نبحث عن السماد في السوق السوداء ولكنه غير متوافر فاضطررنا لري القصب مرتين بدون تسميد. ويقول العمدة غلاب عبيد عمدة قرية المقربية بقوص: نعاني من نقص حاد في الأسمدة المدعمة التي تسلمها لنا الجمعيات الزراعية فقد تسلمنا هذا العام 4 أجولة فقط من الأسمدة "سماد يوريا" مما يدفعنا إلي أن نشتري باقي الكمية من السوق السوداء وبمبالغ باهظة. بالإضافة إلي أن صرف الأسمدة هذا العام جاء متاخرا عن الأعوام السابقة حيث كنا نصرف الأسمدة في الأعوام السابقة في بداية شهر ديسمبر علي أن ينتهي الصرف في شهر سبتمبر وهذا العام بدأوا الصرف في منتصف مارس الماضي بواقع 6 أجولة ثم بعد ذلك تقلص العدد إلي 4 أجولة فقط. وقال مرتضي محمد أبو الوفا مزارع: لم أصرف منذ بداية هذا العام حتي كيساً واحداً فمحصول القصب يروي لعدة مرات بدون سماد مما يؤدي إلي ضعف الإنتاج. مشيراً إلي أن هناك مزارعين تمكنوا من الصرف خلال الأسبوع الماضي وآخرين لم يصرفوا منذ شهر مارس الماضي ولم يحصلوا علي كيس واحد. وأوضح محمد خريشي عضو الجمعية المشتركة للمزارعين بقوص عن قرية جراجوس أن كمية السماد التي توزع علي المزارعين من بنك التنمية والائتمان الزراعي لا تكفي لزراعة أي محصول ولذا نضطر لشراء السماد من السوق السوداء بضعف الثمن فكيس اليوريا المخصوص يصل سعره في السوق السوداء إلي 160 جنيهاً وهذا العام أول مرة يتم توزيع نصف الكمية فقط ولا نعلم ما السبب. مطالباً بتخفيف الضغط علي المزارعين. مؤكداً أن الإنفاق علي زراعة الفدان أكثر مما يتربح منه المزارع. وقال فتوح زكي: إننا لأول مرة نستلم نصف كمية الأسمدة المدعمة الخاصة بمحصول القصب مما يجعلنا نشتري باقي الكمية التي نحتاجها من السوق السوداء بأضعاف ثمنها فكيس اليوريا الكبير الذي نشتريه ب 75 جنيهاً من البنك نشتريه ب "150-200" جنيه من السوق السوداء وكيس النترات الذي يباع ب 70 جنيهاً في البنك نحصل عليه ب 135 جنيهاً من السوق السوداء. متسائلا: فدان القصب بيجيب كام عشان اشتري السماد بضعف ثمنه. يضيف جميل حرز الله إن الكمية المحددة أساسا لفدان القصب لا تكفي فنحن نصرف 13 كيس يوريا لفدان القصب من البنك بينما نقوم بشراء 5 أو 6 أكياس إضافية من السوق السوداء حتي يكتفي المحصول. خاصة وأننا لم نصرف سوي نصف الكمية فقط فنضطر لشراء 10 أكياس أخري بدلا من خمسة أكياس. أكد أمجد جاد أن سبب أزمة السماد هو قيام بنوك التنمية بتوزيع السماد علي ملاك الأراضي الحقيقيين وليس علي المزارع الفعلي للأرض فمالك الأرض يقوم بتأجير أرضه لعدة مزارعين ويأخذون حصتهم من الأسمدة ولا يقومون بتوزيعها علي المستأجرين بل يبيعونها في السوق السوداء لتحقيق مكسب يساوي أضعاف ثمنها والمزارع الفعلي يضطر للشراء من السوق السوداء بمبالغ كبيرة وأزمة السماد تواجهنا كل عام خاصة مع بداية دخول المحاصيل الصيفية وازدادت الأزمة عندما تم سحب توزيع الأسمدة من الجمعيات الزراعية لصالح بنوك التنمية. يؤكد محمد خير خلف الله مزارع أن العجز في الأسمدة ليس في الأسمدة الخاصة بمحصول القصب فقط ولكن أيضاً في الأسمدة الأخري مثل سماد كيماوي نيباري الذي يصرف للذرة الشامية وغيرها من المحاصيل ولذلك فإننا نضطر أن نشتري ضعف الكمية التي نأخذها من البنك فالبنك يوزع 3 أكياس فقط للفدان ونقوم بشراء أربعة أكياس أخري بضعف ثمنه. إضافة إلي غياب العدالة في توزيع الأسمدة. ويري أحمد محمد أبو الوفا نقيب الفلاحين بقنا أن حل أزمة السماد يتوقف علي قيام وزارة الزراعة بتعديل نسبة الحصص المخصصة للزراعات المختلفة وزيادتها لتفي باحتياجات المزارعين وأضاف أن مشكلة السماد تكمن في الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك فنحن نستهلك أكثر مما ننتج ويجب مشاركة نقابة الفلاحين في توزيع الأسمدة والإشراف عليها من خلال البنك. فالمزارع إذا لم يجد الأسمدة بسعر مناسب فسيعزف عن الزراعة من الأساس وخاصة المحاصيل الاستراتيجية والتي تمثل العمود الفقري لمصر. وأكد أن سياسة بنك التنمية في توزيع الأسمدة لمحصول القصب سياسة خاطئة لأن 13 جوال سماد لا تكفي فدان القصب مما يهدد بنقص الإنتاج ونحن في أمس الحاجة إلي زيادة الإنتاج لتغطية الاستهلاك الكبير للسكر وقد طالبنا بزيادة الكمية إلي 16 جوالاً بدلاً من 13 حتي لا يضطر المزارع إلي اللجوء إلي السوق السوداء لسد العجز في السماد. فجوال السماد في البنك سعره 75 جنيها وفي السوق السوداء 150 جنيها مما يحمل الفلاح تكاليف كبيرة. ووافقت وزارة الزراعة علي صرف 16 جوالاً ولكن حتي الآن لم يتم صرف الكميات كاملة ولا يصرف إلا نصفها حتي بلغت نسبة العجز في الأسمدة إلي ما يقرب من 50% لافتا إلي أن المشكلة تتفاقم بشكل أكبر داخل مركز قوص الذي ترتفع بداخله نسبة الأراضي المنزرعة بالقصب. ونناشد الرئيس عدلي منصور ورئيس الوزراء ووزير الزراعة بسرعة الاستجابة لمطالبنا للقضاء علي أزمة السماد. ومن جانبها أكدت المهندسة ايمان محمد علي وكيل وزارة الزراعة بقنا. علي وجود عجز في الأسمدة تزيد علي 30% حيث تسلمت المحافظة ما يقرب من 43 ألفا و532 طنا من سماد اليوريا بنسبة 67% في حين أن احتياجات الموسم الصيفي من السماد بالمحافظة تقدر ب 96 ألفا و637 طنا بمعدل شهري 16 ألفا و106 أطنان لسد احتياجات المزارعين.