استضافت "المساء" عمال التراحيل أمام مسجد الخازندار بشبرا علي مائدة الإفطار التي تنظمها يوميا لمن تحول ظروفهم دون الإفطار في منازلهم. قالوا انهم تركوا أسرهم وهجروا قراهم بصعيد مصر بحثا عن لقمة العيش بالعاصمة بعد أن ضاقت بهم الظروف المعيشية فلا هم يمتلكون قيراطا يزرعونه أو حتي يستأجرونه. علي مائدة "المساء" قالوا انهم يعولون أسرا كبيرة العدد فهم يؤمنون بأن لكل مولود رزقه ولا يلجأون لفكرة تحديد النسل. أشاروا إلي أن الغربة والفقر والقلق علي أولادهم قواسم مشتركة تجمعهم وأن الظروف الاجتماعية القاسية تجعلهم أكثر إحساسا ببعضهم البعض. أشاروا إلي أنهم يفترشون الرصيف أمام مسجد الخازندار في انتظار من يستعين بهم لنقل أثاث بيته أو رفع مواد البناء في العمارات الجديدة واضعين أمامهم أدواتهم ومعداتهم والتي تشمل الشاكوش والأزميل والأجنة وانهم يعانون الأمرين من المساومات والفصال بعد انتهاء المهمة التي أنجزوها. أوضحوا انهم يقطنون في حجرات مشتركة ربما يصل العدد إلي عشرة منهم في حجرة واحدة لأنهم يعملون بأجر يومي وليس لهم دخل ثابت وهم في حاجة لتوفير كل جنيه لإرساله لأسرهم. قال عاطف أسعد مركز منفلوط محافظة أسيوط انه حاصل علي دبلوم صناعي ورغم ذلك لم يجد أي وسيلة أو فرصة عمل في بلده ليلجأ إلي العمل بالقاهرة في المعمار مشيرا إلي أنه يعمل يوما في الأسبوع وباقي الأيام لا يعمل مناشدا المسئولين بالنظر إليهم لأنهم ليسوا موظفين بالحكومة بل بالشارع ولديهم أسر وأطفال لا يرونهم بالشهور انتظارا للرزق.. أضاف ميخائيل تواضروس ملوي محافظة المنيا انهم يقيمون في غرف صغيرة بصحبة زملائهم ويصل عددهم بها إلي 9 أو 10 أفراد في الغرفة موضحا انهم يجلسون بجوار المسجد باستمرار حتي يتمكنون من قضاء حاجتهم حاجتهم إلي جانب المواطنين الذين عرفوا أماكنهم ونقوم بنقل المخلفات والأتربة وآثار الهدم مؤكدا ان جميع عمال التراحيل يحتاجون نظرة من الحكومة وتساءل عن إعانة البطالة التي وعدتنا بها الحكومات السابقة؟ مطالبا الحكومة الجديدة بتحقيق هذا الوعد لأنهم مصريون ومن حقهم العيش بكرامة. محمد عبدالحميد محافظة أسيوط يقول لدي 6 أطفال كل يوم يكبرون فيه تزداد مصاريفهم في الوقت الذي لا يعملون أحيانا بشكل يومي وبانتظام فتزداد الهموم لذلك يقترح علي الحكومة الجديدة منحهم الأراضي التي يمتلكها بعض رجال الأعمال ولا يعملون بها حتي يقوموا بزراعتها لأنهم مزارعون في الأساس وذلك يتيح لنا العيش بكرامة واستغلال الأراضي بزراعتها. أضاف محمود عبدالفتاح محافظة سوهاج : نشعر بالأسي لغيابنا عن فلذات أكبادنا مشيرا إلي أن كل الأدوات التي يشتغلون بها هي الشاكوس والمدق والأزميل لذلك فإنهم يتعرضون إلي إصابات خطيرة في أحيان كثيرة بسبب الأحمال الزائدة في بعض الوقت من حمل أوزان كبيرة تتسب لنا في حالات انزلاق غضروفي وكسر في الساق إلي جانب ضربات الشمس المستمرة.. ناشد أصحاب الأعمال بضرورة مراعاتهم وتوفير فرص عمل لهم. أوضح علي خلف وحسام فهمي وناكعي شحاتة ان عملا التراحيل فئة مهمشة في المجتمع المصري حيث انهم يعانون الأمرين كل يوم من أجل تدبير قوت يومهم حتي يستطيعوا مواصلة الحياة خاصة انهم يعيشون في سكن مشترك بالإيجار في غرف تحت بئر السلم وأعلي الأسطح. طالبوا المسئولين بتوفير فرص عمل لهم حتي لا ينضموا إلي صفوف البطالة وخفض أسعار جميع السلع الأساسية خاصة في ظل تردي الأحوال المعيشية في البلاد بعد ثورة 25 يناير. قال حمادة عبدالله ورأفت عبدالستار من عمال التراحيل جئنا من أسسيوط وتحملنا الغربة من أجل العمل حتي نستطيع الوفاء باحتياجات أسرنا. أشار حمادة إلي أنه حاصل علي ليسانس اداب قسم لغة عربية عام 2002 ولكنه لم يستطع الحصول علي فرصة عمل في مجال تخصصه.. مطالبا الحكومة الجديدة بتحقيق مطالب الثورة وهي "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية" من أجل دفع عجلة التنمية وتحسين أحوال المواطنين.