العاملون بإدارة غرب القاهرة للصرف الصحي كانوا ضيوف مائدة "المساء".. تحدثوا عن المخاطر التي يتعرضون لها بسبب طبيعة المهمة والتي تهددهم بالإصابة بأمراض الفشل الكلوي وعدوي الالتهاب الكبدي الفيروسي "سي" ورغم ذلك يتفانون في الحفاظ علي شوارع القاهرة نظيفة حضارية لا تعاني من طفح المجاري. أشاروا إلي أنهم عاشوا علي أعصابهم عامين ونصف بعد ثورة يناير لقربهم من ميدان التحرير وتعرضهم للمخاطر مؤكدين انهم لا يزالون يحتفظون بعبوات المولوتوف والخرطوش والطلقات التي كانت تلقي عليهم كما أنهم عانوا من اعتداءات البلطجية وتهديداتهم بسرقة محتويات ومعدات المحطة والتي يبلغ ثمنها ملايين الجنيهات الأمر الذي اضطروا معه ابعاد سيارات ومعدات المحطة إلي ساحة معروف بعيداً عن حوادث النهب والسرقة. يقول المهندس ماهر سعيد زهران نائب مدير عام إدارة غرب القاهرة للصرف الصحي إن الإدارة يتبعها أربع مراقبات هي بولاق والدرب الأحمر والجمالية وعابدين وكلها مناطق في غاية الأهمية حيث بولاق تخدم منطقة الزمالك وجاردن سيتي ومراقبة عابدين تخدم قصر العيني بوزاراته وسفاراته وكلها مناطق مهمة لا تحتمل أي أعطال. قال إننا نعاني منذ ثورة 25 يناير من هجوم البلطجية علي الإدارة والقاء الخرطوش والقنابل المسيلة للدموع علي العاملين فضلا عن محلات سرقة المعدات الأمر الذين اضطررنا معه لإبعاد المعدات والسيارات والتي يبلغ ثمنها ملايين الجنيهات وايداعها في ساحة معروف كما اضطررنا إلي إغلاق الأبواب لمنع تعدي الخارجين علي القانون. قال إن العاملين متواجدون علي مدار 24 ساعة من خلال ثلاثة ورديات وعلي استعداد للخروج في حالة تلقي أي بلاغات من الجمهور ومن خلال الخط الساخن 175 وغرفة الطوارئ. أضاف: في مقر الإدارة اضطررنا إلي الاستعانة بالأقنعة المضادة للغازات المسيلة للدموع واستخدمنا طفيات الحريق لاخماد أي اشتعال يتم بسبب إلقاء الخرطوش أو المولوتوف خاصة وأن الفنادق المحيطة بنا دائما مستهدفة وتعرضت أكثر من مرة للسلب والنهب والسرقة. قال إن أمور التخريب والسرقة شملت طلمبات نفق كمال الدين صلاح حيث قام البلطجية بسرقة الأسلاك النحاسية بالطلمبات والتي يعتمد عليها في تصريف مياه الأمطار شتاءً إلي خط الصرف واضطررنا إلي تغييرها أكثر من مرة فيتم سرقتها فقمنا باستبدالها بأسلاك من الألومنيوم حتي لا تكون مطمعا للبلطجية.. نفس الواقع بالنسبة لأغطية البالوعات المصنوعة من الحديد الزهر قمنا باستبدالها بأغطية اسمنتية بعد أن ذقنا الأمرين من سرقة أغطية البالوعات وتركها مكشوفة تهدر وتحصد أرواح المارة. قال إن الإدارة تؤمن بسياسة الوقاية خير من العلاج لذلك تتبني برنامجاً شهريا للتطهير وإزالة أي انسداد قبل تفاقمه وأن كان هناك بعض الحالات تسبب صداعا مستمرا لنا ومنها محلات الكشري والدواجن والورش الصناعية بمنطقة العباسية وكلها محلات تلقي بمخلفاتها دون وازع من ضمير وتقوم بإنذارها حتي لا نلغي خطوط الصرف الخاصة بها البعض يرتدع والبعض يتعامل بلا مبالاة. وعن أكثر المناطق التي يواجهون فيها صعوبة في التحرك والانتقال قال: وكالة البلح ومعاملة البائعين الذين يرفضون مجرد دخولنا لمكان العطل لإصلاحه ويتحدثون بلهجة جريئة بعد الثورة.. نفس الوضع بمنطقة الموسكي حيث إنها منطقة تجارية وكأن التجار امتلكوا الشارع ولا يسمحون للعمال بأداء مهمتهم وإزالة الأعطال. أشار إلي كثرة أعطال خط طرد محطة طه حسين بالزمالك وهو خط تتكرر أعطاله لقدم عمره الذي يعود لخمسينيات القرن الماضي وأصبح لا يجدي معه الإصلاح بل في أمس الحاجة للتغيير وننوي تغييره بعد إجازة عيد الفطر والمشكلة أن سكان الزمالك "هاي كلاس" لا يحتملون أي أعطال. قال إن متوسط عدد البلاغات التي ترد إليهم يتراوح ما بين 60 و80 بلاغا يوميا.. أكثرها من منطقة الدرب الأحمر ويتم التعامل معها فور ورودها لغرفة العمليات. قال إن المخاطر المهنية التي يتعرض لها العاملون بالمرفق تهددهم بأمراض الفشل الكلوي والالتهاب الكبدي فيروس "سي". أكد محمد عماد مسئول صيانة بولاق أبوالعلا أنهم يعانون الأمرين للوصول إلي بعض الأماكن التجارية مثل بولاق أبوالعلا والزمالك والموسكي والعتبة وطلعت حرب بسبب الزحام الشديد بالإضافة إلي سيطرة الباعة الجائلين عليها. قال حسن إبراهيم مسئول أمن إنهم عاشوا في رعب وخوف خلال فترة الاشتباكات التي اندلعت بين الشرطة والمتظاهرين بميدان سيمون بوليفار عقب قيام ثورة 25 يناير.. حيث كانت تلقي عليهم زجاجات المولوتوف ورصاصات الخرطوش والطوب داخل الإدارة. طلب محمد السيد ووائل عاطف "سائقان" من الجمهور حسن المعاملة والكف عن الاعتداءات التي يتعرضون لها بالإضافة إلي السب والقذف.