لم يعد الأمر مقتصرا علي سرقة سيارة أو تثبيت مواطن وسرقته في منطقة مظلمة أو أعلي الكوبري الدائري.. حوادث السرقة أصبحت علي كل شكل ولون والمتهم دائما واحد هو الانفلاف الأمني وحين يغيب الأمن يتم كما يقولون سرقة الكحل من العين.. إيادي اللصوص باتت تنهب كل شيء حتي وصلت إلي أغطية بالوعات الصرف الصحي التي تم صهرها وبيعها بأسعار مرتفعة لتجار الرصاص. عزبة خير الله من أكثر المناطق التي تمثل نموذجا صارخا لسرقة البالوعات, فيؤكد خالد محمود أحد أهالي العزبة أن المنطقة بها صرف صحي بدائي, وتتكرر بها حوادث سقوط أطفال في بيارة صرف صحي مما يؤدي إلي وفاتهم في الحال, ويضطر بعض الأهالي إلي فتح البالوعات لحل أزمة الصرف, موضحا أن البلطجية يلجأون لبيعها خردة. ومع عدم الاهتمام بالاضاءة تقع الكارثة لا محالة هذا ما يؤكده اسماعيل حامد( موظف) يقطن بشبرا الخيمة وقال إنه كاد يسقط بإحدي بيارات الصرف الصحي نتيجة الظلام الدامس بالمنطقة وعدم وجود أي لافتة تنبه المارة لوجود هذه البالوعات, مؤكدا اهمال الحواري الضيقة والاهتمام يقتصر علي الشوارع الرئيسية فقط, ويحدث تخريب بشكل متعمد لأغطية البالوعات حيث شاهد ذات مرة أحد العمال يكسر الغطاء بالمطرقة ويسرقه في عز النهار. وفي منطقة السادس من أكتوبر التي يفترض أنها راقية ويدهشك منظر رصف الطرق وتناسق الأشجار يقول صابر محمود محاسب إن البالوعات المكشوفة تملأ المنطقة, ويضع عليها الأهالي ألواحا خشبية خشية سقوطهم بداخلها, أو وضع إطارات قديمة لتنبيه المواطن في ظل ظلام دامس ويضيف أنه لابد من قيام وزارة الإسكان والمرافق بحصر أسماء الشوارع التي توجد بها بالوعات صرف صحي مكشوفة في مختلف الأحياء وسرعة التحرك لتغطية جميع البالوعات المكشوفة حفاظا علي أرواح المواطنين. ويري طايع محمود( موظف) ويسكن بالبساتين ان حوادث بالوعات الصرف الصحي تتكرر يوميا, وتوجد بجوار المدارس بالوعات مكشوفة مما يعرض الطلبة للموت في أي لحظة, ورغم مطالبته أكثر من مرة للمسئولين بتغطيتها إلا أنهم لا يبالون, مؤكدا أن هذا الأمر ينتشر بكثرة في المناطق العشوائية والريفية نتيجة الإهمال. أما محمود حسن( سباك) فيؤكد أن المناطق الفقيرة تتم بها سرقة أغطية البالوعات, علي أن يتم اعادة بيعها مرة أخري خردة, مؤكدا أن السكان طرقوا كل أبواب المسئولين لكن دون جدوي, ولم يستجب لشكواهم أحد. حوادث متفرقة تحدث هنا وهناك ولكن الفاعل واحد هو بالوعات صرف صحي تتحول إلي غول يقتنص المواطنين هذه المعاناة تتكرر يوميا خاصة في الأحياء الفقيرة المهمشة نتيجة عدم توفير الحماية اللازمة للممتلكات العمومية لضبط لصوص البالوعات الذين يعتبرونها كنزا يحقق لهم مكاسب بدون أي جهد